لا شيء يدل على أن عدّاد الضحايا في ليبيا سيتوقف، فحرب خليفة حفتر على طرابلس ومنطقة الغرب عموماً، مستمرة بلا كوابح، بل بتواطؤ غربي ودعم من بعض الدول العربية، ليمنع ذلك إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بإنهاء القتال في طرابلس. وفيما تتصدر مصر والإمارات والسعودية الدول العربية الداعمة لحفتر، فإن روسيا عملت منذ إطلاق حفتر حربه على العاصمة الليبية في 4 إبريل/نيسان الحالي لمنع أي تحرك دولي ضده، وفي خلفية المشهد كانت فرنسا حاضرة، قبل أن تطل الولايات المتحدة بشكل واضح بعرقلة تبنّي مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن لوقف الحرب، ثم إشادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدور حفتر "الجوهري في مكافحة الإرهاب". والأخطر من كل هذا، الحديث المتصاعد، والذي بات علنياً وأكده المبعوث الأممي غسان سلامة، عن "تدفق هائل" للسلاح إلى ليبيا، على الرغم من الحظر الدولي المفروض على البلاد، ليشير كل ذلك إلى أن المعركة مستمرة، إلا إذا اقتنع حفتر بعدم قدرته على هزيمة حكومة الوفاق، خصوصاً مع تراجعه ميدانياً في الأيام الأخيرة، بل وتحوّل قوات الحكومة إلى الهجوم.
ولا تتوقف المعارك في محيط طرابلس كما القصف عليها، على الرغم من تراجع قوات حفتر، إلا أنها تواصل قصف العاصمة وهو ما حصل بشكل عنيف ليل الخميس الجمعة. وسقطت قذائف "مورتر" على أحياء عدة في طرابلس الخميس وكادت إحداها أن تصيب مركزاً طبياً، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة ارتفاع حصيلة ضحايا المعارك في العاصمة الليبية وحولها إلى 213 قتلى و1009 جرحى على الأقل.
مقابل ذلك، أعلنت قوات الحكومة الوفاق تحقيقها تقدّماً ميدانياً، وأكد المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة للحكومة، محمد قنونو، إحراز قواته تقدماً كبيراً باتجاه المناطق المتاخمة لطرابلس جنوباً، وقال لـ"العربي الجديد" إن "قواتنا تخوض معارك في منطقة الهيرة أولى مناطق غريان".
في المقابل، اعترفت مليشيات حفتر ليل الخميس للمرة الأولى بتلقيها مساندة من طائرات أجنبية في حربها على طرابلس، وقال المتحدث الرسمي باسم هذه المليشيات، أحمد المسماري، في مؤتمر صحافي في بنغازي، إن "منطقة العزيزية تشهد ضربات جوية صديقة لمواقع العدو".
كما برز أمس إعلان البيت الأبيض أمس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث هاتفياً مع حفتر يوم الإثنين الماضي وتناولا "الجهود القائمة لمكافحة الإرهاب والحاجة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا". وجاء في البيان أن ترامب "أقر بدور المشير حفتر الجوهري في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية، وتناولا رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر".
اقــرأ أيضاً
وتشير كل هذه التطورات إلى أن الاتجاه هو لازدياد حدة المواجهات، وهو ما بدا أيضاً في إبلاغ غسان سلامة، مجلس الأمن الخميس، بوجود "تدفقات هائلة" من السلاح تصل إلى ليبيا، في الفترة الراهنة. وقال رئيس المجلس في دورته الحالية، الألماني كريستوف هويسغن، عقب جلسة مشاورات مغلقة خصصت لمناقشة الوضع الحالي في ليبيا ليل الخميس، إن سلامة أبلغ أعضاء المجلس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، "بوجود تدفقات هائلة للسلاح تصل إلى ليبيا حالياً، على الرغم من وجود حظر دولي يمنع تصدير السلاح إلى هذا البلد منذ 2011". وحذر هويسغن من جهته من أن "هناك إمكانية كبيرة لتصعيد الصراع في ظل استمرار هذه التدفقات".
ولكن على الرغم من هذه المخاوف، أخفق مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الخميس، في التوصل إلى اتفاق واضح للمطالبة بوقف سريع لإطلاق النار في طرابلس، مع معارضة الولايات المتحدة وروسيا مشروع قرار بريطاني بهذا الشأن.
ومعارضة روسيا متوقعة لكن الموقف الأميركي أثار تساؤلات. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن دبلوماسي قوله "هل يتعرضون (الأميركيون) لضغوط مصر والسعودية والإمارات؟ أم يجرون مفاوضات مع المعسكرين؟". وأضاف "لم نبلغ بعد مرحلة التصعيد بل نحن في ما يشبه الحرب الزائفة مع جبهات مستقرة"، معبراً عن مخاوفه من أن يسود "منطق اشتعال المنطقة مع تدويل النزاع". كما نقلت الوكالة عن دبلوماسي آخر قوله إن الواقع القائم حالياً هو "المنطق عسكري". وأضاف أن "حفتر في منطق الذهاب إلى النهاية". وتابع أن "حكومة الوفاق ترى أنها تعرضت للخيانة، ولا تريد شيئاً آخر سوى عودة قوات حفتر إلى خط البداية وهذا أمر غير واقعي حالياً"، مضيفاً أن "الجانبين يسعيان إلى التسلح مجدداً بما في ذلك الحصول على أسلحة ثقيلة".
اقــرأ أيضاً
ولا تتوقف المعارك في محيط طرابلس كما القصف عليها، على الرغم من تراجع قوات حفتر، إلا أنها تواصل قصف العاصمة وهو ما حصل بشكل عنيف ليل الخميس الجمعة. وسقطت قذائف "مورتر" على أحياء عدة في طرابلس الخميس وكادت إحداها أن تصيب مركزاً طبياً، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة ارتفاع حصيلة ضحايا المعارك في العاصمة الليبية وحولها إلى 213 قتلى و1009 جرحى على الأقل.
مقابل ذلك، أعلنت قوات الحكومة الوفاق تحقيقها تقدّماً ميدانياً، وأكد المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة للحكومة، محمد قنونو، إحراز قواته تقدماً كبيراً باتجاه المناطق المتاخمة لطرابلس جنوباً، وقال لـ"العربي الجديد" إن "قواتنا تخوض معارك في منطقة الهيرة أولى مناطق غريان".
كما برز أمس إعلان البيت الأبيض أمس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث هاتفياً مع حفتر يوم الإثنين الماضي وتناولا "الجهود القائمة لمكافحة الإرهاب والحاجة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا". وجاء في البيان أن ترامب "أقر بدور المشير حفتر الجوهري في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية، وتناولا رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر".
وتشير كل هذه التطورات إلى أن الاتجاه هو لازدياد حدة المواجهات، وهو ما بدا أيضاً في إبلاغ غسان سلامة، مجلس الأمن الخميس، بوجود "تدفقات هائلة" من السلاح تصل إلى ليبيا، في الفترة الراهنة. وقال رئيس المجلس في دورته الحالية، الألماني كريستوف هويسغن، عقب جلسة مشاورات مغلقة خصصت لمناقشة الوضع الحالي في ليبيا ليل الخميس، إن سلامة أبلغ أعضاء المجلس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، "بوجود تدفقات هائلة للسلاح تصل إلى ليبيا حالياً، على الرغم من وجود حظر دولي يمنع تصدير السلاح إلى هذا البلد منذ 2011". وحذر هويسغن من جهته من أن "هناك إمكانية كبيرة لتصعيد الصراع في ظل استمرار هذه التدفقات".
ومعارضة روسيا متوقعة لكن الموقف الأميركي أثار تساؤلات. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن دبلوماسي قوله "هل يتعرضون (الأميركيون) لضغوط مصر والسعودية والإمارات؟ أم يجرون مفاوضات مع المعسكرين؟". وأضاف "لم نبلغ بعد مرحلة التصعيد بل نحن في ما يشبه الحرب الزائفة مع جبهات مستقرة"، معبراً عن مخاوفه من أن يسود "منطق اشتعال المنطقة مع تدويل النزاع". كما نقلت الوكالة عن دبلوماسي آخر قوله إن الواقع القائم حالياً هو "المنطق عسكري". وأضاف أن "حفتر في منطق الذهاب إلى النهاية". وتابع أن "حكومة الوفاق ترى أنها تعرضت للخيانة، ولا تريد شيئاً آخر سوى عودة قوات حفتر إلى خط البداية وهذا أمر غير واقعي حالياً"، مضيفاً أن "الجانبين يسعيان إلى التسلح مجدداً بما في ذلك الحصول على أسلحة ثقيلة".