في تطور جديد في اتهامات الإغراق الدائرة بين بكين وواشنطن، قال موقع وزارة التجارة الصينية، أن بكين ستتخذ إجراءات ضد أميركا التي رفعت رسومها على واردات الصلب الصينية بنسبة فاقت 500%. وهو ما اعتبر خبراء اقتصاد أنه بذرة أولية لبوادر حرب تجارية بين الصين وأميركا بشأن صادرات الحديد الصلب البارد، حيث فرضت أميركا رسوماً بلغ معدلها 256%، على واردات الصلب ثم رفعت الرسوم إلى أكثر من 522% يوم الأربعاء الماضي. وقابلت الصين القرار الأميركي بغضب شديد وقالت إنها ستأخذ أميركا إلى منظمة التجارة الدولية. وفي هذا الصدد، قالت وزارة التجارة الصينية في بيان نقلته وكالة شينخوا أمس إن الرسوم المرتفعة على واردات مسطحات الصلب المدرفلة الباردة المصدرة إلى أميركا تتنافى مع قوانين منظمة التجارة العالمية. وجاء القرار الأميركي في أعقاب احتجاج خمس شركات أميركية في صناعة الصلب لوزارة التجارة الأميركية.
وحسب ما نقلت وكالة شينخوا، قالت وزارة التجارة الصينية، إن الصين "مستاءة بشدة" من حكم نهائي صدر بالولايات المتحدة بشأن صادرات مسطحات الصلب المدرفلة الباردة الصينية. وانتقدت الوزارة تبني الولايات المتحدة طرقاً غير عادلة في تحقيقاتها المناهضة للإغراق والإعانات الحكومية في المنتجات الصينية وحثت الولايات المتحدة على تصحيح أخطائها.
وذكر موقع الوزارة ان الصين ستتخذ إجراءات داخل اطار تسوية المنازعات بمنظمة التجارة العالمية ، لكنها لم تحدد متى ستبدأ إجراءات. واتخذت الولايات المتحدة منذ عام 2015 اجراءات علاج تجارية متكررة في محاولة لمعالجة الاغراق الصيني لصناعة الصلب الأميركية التي تعاني من رخص المنتجات الصينية.
وفي أوروبا دعت نقابات عمال الحديد والصلب في عدد من الدول الأوروبية إلى فرض رسوم مماثلة للرسوم الأميركية على صادرات الصلب الصينية. ولكن بريطانيا من بين 14 دولة تعارض خطط المفوضية الأوروبية لفرض رسوماً مماثلة على واردات الحديد والصلب. وكأكبر دليل على عمليات الإغراق الصيني، فقد صدرت الصين وحسب الاحصائيات الرسمية الصادرة في بكين 112.4 مليون طن خلال العام الماضي 2015 ، وذلك بزيادة نسبتها 19% عن العام 2014. ولكن رغم هذه الزيادة، فإن قيمتها صادرات الحديد انخفضت في العام الماضي بنسبة 10.5% إلى 62.8 مليار دولار، مقارنة بقيمة صادرات العام 2014.
ووصف زانغ ديانبو أحد المدراء في شركات الحديد والصلب الصينية أن الرسوم الأميركية على صادرات الصلب الصينية غير عادل، لكنه بدا غير متحمس لإشعال حرب تجارية مع أميركا التي تمثل أحد أهم الأسواق للبضائع الصينية. ويقدر حجم القوة الشرائية في أميركا بحوالى 11 ترليون دولار في العام.
وتسعى الصين إلى تفادي عقوبات الإغراق مستقبلاً، عبر تحويل بعض صناعاتها إلى الخارج، حيث تنوي زيادة استثماراتها الأجنبية. وفي هذا الصدد قال رئيس المجلس الصيني لترويج التجارة الدولية مساء الخميس ان الصين ستستثمر اكثر من 600 مليار دولار فى دول أجنبية خلال الاعوام الخمسة المقبلة وتنفيذ عدة مئات من المشروعات الكبرى، ما يوفر ثروة من الفرص الاستثمارية للشركات الاجنبية.
وأضاف ان الصين ستستورد مجموعة بضائع بقيمة أكثر من 10 تريليونات دولار خلال الاعوام الخمسة المقبلة. وقال جيانغ تسنغ وي رئيس المجلس فى معرض إكسبو للاستيراد فى الصين الذي افتتح في مدينة كونشان بمقاطعة جيانغسو شرق الصين "اعتقد ان ذلك سيحقق المزيد من الفرص للمصنعين والتجار العالميين".
ولكن رغم هذا التوتر التجاري، فإن غرفة التجارة الاميركية دعت يوم الأربعاء كلا من الولايات المتحدة والصين صاحبتي اكبر اقتصادين بالعالم لاتمام المحادثات بشأن معاهدتهما الاستثمارية بحلول نهاية العام الجاري.
وقال توماس دونوهيو رئيس ومدير غرفة التجارة الاميركية في التصريحات الافتتاحية للحوار الصيني ــ الاميركي السنوي الثامن للمسؤولين البارزين والرؤساء التنفيذيين السابقين بمقر غرفة التجارة الاميركية بواشنطن "لقد أصبحت الصين سوقاً ضخماً ونامياً للمشروعات الأميركية كما تسارعت وتيرة الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة بسرعة".