حرب الصفات

14 ديسمبر 2014
صادق الفراجي/ العراق
+ الخط -

[عودة إلى ما قاله عادل محمود يوماً ودوماً]

لعقود طويلة انقسم المسرح السوري، والعربي على ما أعتقد، إلى معسكرين: الأول وصف نفسه بالمسرح الهادف ويتضمن عروض المسرح الهزلي والساخر أو ما يسمى المسرح التجاري، والثاني وصف نفسه بالمسرح الجاد وهي العروض المسرحية التجريبية أو العروض المعدة عن نصوص أدبية أو ذات المرجعيات النقدية أو التي تدعمها الدولة.

اللافت أن كلا الطرفين اختار صفته بنفسه. وجاءت صفتا "جاد" و"هادف" وكأن الطرفين يدفعان تهمة ما عن عروضهما. واستقر المعسكران على صفات تضفي نوعاً من الرصانة التي تليق بالهالة التبجيلية للمسرح، فالمسرح أبو الفنون ولذا من المعيب ألّا يكون جاداً أو هادفاً.

وجود الصفتين يفترض اعتباطياً المقارنة، فيميل الأكاديميون إلى تفضيل المسرح الجاد (علماً أنهم لا يسمونه جاداً)، بينما يقدم المسرح الهادف عروضه إلى ما يسمى الشعب، ولكن لا أذكر أني سمعت أحداً يتكلم عن حضوره مسرحية هادفة.

المثير للقلق هو رغبة كلا الطرفين بازدارء الطرف الآخر والقضاء عليه. فيتشنّج المسرح الجاد ويتهم المسرح الهادف بالتنفيس، ويستنكر المسرح الهادف تعالي المسرح الجاد على الجمهور.

وما يثير السخرية هو شكوى الطرفين من غياب الجمهور. وما يثير الرعب هو إصرار الطرفين على التشبث بالصفات ومن ثم التقييم ومن ثم الإقصاء إلى أن وصل أبو الفنون إلى الحال التي نعرفها جميعاً.

دلالات
المساهمون