حرب إعلامية لمواجهة تكميم الأفواه في اليمن

20 ابريل 2015
(Getty)
+ الخط -
يعيش اليمنيون في واحدة من أشد أزماتهم الإعلامية، إذ يواجهون حرباً إعلامية من عدة جبهات؛ بسبب حجب وإغلاق عشرات الوسائل الإعلامية من قبل الحوثيين، وإغلاق القنوات التلفزيونية الموالية لهم من قبل مؤسسة الاتصالات العربية "نايل سات". رافق ذلك قيام الحوثيين بتكميم أفواه أكثر من 300 من خصومهم الإعلاميين والناشطين السياسيين، عبر اعتقالهم لأيام من دون سند قانوني.

كما تبع ذلك بطء الإنترنت ومحاولات حجبه وانقطاع التيار الكهربائي تماماً، واختفاء الوقود في كل المناطق تقريبا؛ مما زاد ضيق حلقة الحصار الإعلامي عليهم. إلا أن ورطتهم هنا كانت في تضافر كل هذه التحديات ضدهم في وقت واحد ولفترة مستمرة دامت أياماً.

لم تكن كل تلك التحديات المتضامنة لتستحكم تماماً، وتغلق باب التفكير على إمكانية إيجاد ثغرة للحل. كان خيار كثير من اليمنيين وخاصةً الشباب هو التوجه لمقاهي الإنترنت المنتشرة. ورغم إغلاق الكثير منها بسبب انعدام وقود ومولدات الكهرباء لديهم، إلا أن المقاهي المفتوحة اعتمدت
نظام "الدور التناوبي" لمقاعدها؛ من أجل السماح لمن لم يجدوا مقعداً فارغاً بالاستمتاع بحقه في الحصول على المعلومات.

في المنازل، تستعد النساء والرجال لاقتناص لحظات إعادة التيار الكهربائي لفترة 10 دقائق إلى نصف ساعة في اليوم فقط؛ من أجل استغلالها بالشكل الذي يضمن لهم الحصول على، أو إرسال أكبر كمية ممكنة من المعلومات. كما يقوم الكثيرون بفتح مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية والعديد من صفحات المواقع؛ بهدف اختيار عناوينها أو تجميع نصوصها في وثيقة واحدة؛ من أجل قراءاتها بعد الانطفاء أو إرسالها للأصدقاء عبر "واتساب" أو "فيسبوك".

ويستمر اليمنيون في مواجهة احتكار الحوثيين لأكثر من 30 وسيلة إعلامية حكومية لخدمة أجندتها السياسية التي يمليها عليها لسان تلفزيون وراديو وصحيفة "المسيرة" المتحدث الرسمي باسم المليشيا. لذا فقد لجأ الكثيرون إلى متابعة الوسائل الإعلامية المستقلة؛ والتي تكشف بشكل واسع عن انتهاكات المليشيا والقوات المسلحة المتحالفة معها.

ولم يعد حجب الحوثيين لـ 35 موقعاً إلكترونياً إخبارياً مشكلةً أمام الكثيرين، فقد أصبحوا يتداولون عناوين المواقع الدولية أو البرامج الفعالة في كسر الحجب. ويعبر الكثيرون عن معرفتهم لأول مرة عن وظيفة مثل هذه المواقع والبرامج. كما بدأوا باستخدام فيسبوك وتطبيق "واتساب" كوسيلة إخبارية لإعلام الأصدقاء بتطورات الأوضاع. وتكاد تكون هذه الوسيلة الأكثر انتشاراً في مدن عدن، والضالع، ولحج التي تواجه الحصار الإعلامي والإنساني الأشد في اليمن اليوم.

وبعدما قام الحوثيون بمنع جميع شركات الاتصالات النقالة الأربع من إرسال خدمات الأخبار النصية لثماني صحف يمنية وعربية؛ ومنها قناتا "الجزيرة" و"العربية". قام بعض المواطنين بالاشتراك في خدمات صحف أخرى تتوافق مع توجهاتهم أو اللجوء إلى تطبيق واتساب لضمان استقبال آخر الأخبار.

في نفس الوقت، قامت إدارة القناة الحكومية الوحيدة المناصرة للرئيس عبد ربه منصور هادي "عدن جديد" بإعادة إطلاق القناة بنفس التردد، لكن عبر عربات البث المتنقلة، بعدما قصفها الحوثيون قبل أكثر من أسبوع في عدن. ويتم متابعة مشاهد القصف والمقاومة داخل مدينة عدن عبرها في أوقات إعادة التيار.

إقرأ أيضاً: آلة الإعلام الحوثية: "حزب الله" مرّ من هنا
المساهمون