بدأت عدة جهات عاملة في الشأن الإنساني والصحي بتشديد الإجراءات الخاصة بالتصدي لفيروس كورونا، بالتزامن مع حالة صدمة عايشها بعض أهالي المنطقة بتسجيل أول إصابة في المنطقة المحررة من محافظة إدلب شمال غربي سورية.
وعايش المدرس مصطفى محمد ابن مدينة بنش بريف إدلب لحظات الإعلان عن تسجيل أول إصابة بالفيروس في مشفى باب الهوى مساء أمس الخميس بترقب شديد، وقال لـ "العربي الجديد": "لوقت معين كنت أظن أن الموضوع سيكون شائعة تمضي كالشائعات السابقة التي عشناها هنا مع الاشتباه بحالات الإصابة بفيروس كورونا، لكن مع تأكيد الإصابة من قبل وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، شعرت في الحقيقة بنوع من الصدمة".
وعن ردود الفعل بالنسبة للأهالي في المدينة أشار المدرس أن هناك بعض التخوف بين الأهالي، لكنه تخوف يدفعهم للحذر واتباع طرق الوقاية من الفيروس، والشيء الذي قد يطمئنهم هنا أنه لم يعلن سوى عن إصابة واحدة بالفيروس ونرجو أن لا يكون هناك المزيد، كما ندعو بالشفاء للطبيب أيمن السايح.
في المقابل أوضح عمار العلي وهو متخصص في التخدير يعمل في إحدى مشافي منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، أن البعض يحاول بث الرعب والخوف بين الناس مع تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في المناطق المحررة، وقال "نحن ننام ونستيقظ على صوت آلة القتل والتدمير كل يوم ولا يأبه لأرواحنا أحد وكأننا حصى ترمى في نهر أو أي طريق".
وأضاف العلي "القصف لم يهدأ منذ ساعات الصباح الباكر، فعن أي كورونا تحدثوننا وعن أي وقاية تخبروننا"، مردفا أن براميل ومدفعية جيش النظام كفيلة بقتل من يكتب له النجاة من فيروس كورونا بحال بقيت الأمور تسير على هذا النحو في المنطقة التي يقيم بها.
بدوره قال موسى أبو محمود من مدينة إدلب لـ"العربي الجديد": "شعرت بالخطر يتملكني مع تأكيد إصابة الطبيب في مشفى باب الهوى يوم أمس بفيروس كورونا، لكن نحن نتفاءل بالأفضل دائما، متطلعين أن تكون هذه الإصابة هي الوحيدة التي تسجل في المنطقة، فلا يسع المنطقة تحمل تفشي فيروس كورونا، وعلى الرغم من النزوح والفقر ما زالت إرادة الحياة والاستمرار أقوى بالنسبة لنا".
وكان مشفى الأتارب الجراحي في ريف حلب الغربي قد أعلن في بيان له عن وقف عمل العيادات بشكل كامل ولمدة أسبوع اعتبارا من 10 يوليو/تموز مع استمرار عمل منظومة الإسعاف والحالات الطارئة فيه، وذلك بعد تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا، مهيبا بالمواطنين الالتزام بإجراءات الوقاية.
بينما أكد مصطفى الحاج يوسف مدير الدفاع المدني في محافظة إدلب لـ"العربي الجديد" أن المنظمة شددت الإجراءات المتبعة ضد فيروس كورونا، مبينا أن هناك حالة من الترقب والحذر تسود المنطقة في الوقت الراهن.
وأعلنت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، أن فحوصات فيروس كورونا بلغت 2164 فحصا حتى يوم الجمعة 10 يوليو/حزيران، مؤكدة تسجيل حالة إصابة واحدة بالفيروس.
وكانت وزارة الصحة في النظام السوري قد أعلنت عن ارتفاع أعداد المصابين في مناطق عملها إلى 394، تعافى منهم 126 وتوفي 16، وذلك وفق آخر إحصائية صدرت عنها اليوم 10 يوليو/تموز، وذلك بعد الإعلان عن 22 إصابة جديدة بالفيروس.