في القرن السادس عشر؛ أنشِئَت حديقة "ساكرو بوسكو"، حيث تضمُّ تجمُّعاً ضخماً من المنحوتات الغريبة، جعلت العامة يطلقون عليها اسم "حديقة الوحوش". تقع الحديقة في، بومارزو، بمحافظة فيتربو، الواقعة شمال مدينة لاتسيو بإيطاليا. وبالرغم من اسمها؛ فإنّ جميع تماثيل الحديقة ليست مُزعجة المنظر؛ فطريقة نحتها تجعلها غريبة وفريدة، ولكنَّها ليست مخيفة، كما أنّ الحديقة تُعدُّ من أكبر المتاحف المفتوحة في العالم.
تولَّد اسم الحديقة من المنحوتات الكثيرة ذات الحجم الأضخم من الطبيعي، بعض التماثيل منحوتة في الصخر، وهي التي منحت الشهرة لهذا المكان. هذه الحديقة صنعها، بيير فرانشيسكو أورسيني (1523- 1585)، وكان هذا الرجل شخصية مرموقة في إيطاليا آنذاك وراعياً للفنون. أهدى، أورسيني، كثيراً من أعماله إلى روح زوجته، جوليا فارنس. ويقال إنَّه أسَّس الحديقة بما فيها، للتغلُّب على حزنه على زوجته.
وقد صمَّم المكان المهندس، بيرو ليجوريو، وهو معماريّ من عصر النهضة، بينما كانت التماثيل من أعمال الفنان، سيموني موسكينو. استغرقت الحديقة من النحات الذي صنعها ثلاثين عاما من التصميم والتنفيذ وتجهيز الحديقة بما فيها، حتى أصبحت مشروع عمره الذي انتهى بها.
بعد وفاة، فرانشيسكو، ظلت الحديقة منسيَّة لمدة 400 عام. وفي عام 1945، اشتراها، جيوفاني بتيني. إذ أنه خلال القرن التاسع عشر، وامتداداً إلى عدة عقود في القرن العشرين، كانت الحديقة مهملة، وازداد نموُّ أشجارها وحشائشها التي غطت على المنحوتات.
في خمسينيات القرن العشرين، جاء الإسباني، سلفادور دالي، لتصوير فيلم قصير حول الحديقة، فقام بإكمال بعض الرسوم الملونة بها.
ثمّ نفَّذت أسرة، بتيني، برنامج استعادة تاريخ الحديقة طوال فترة السبعينيات، حتى أصبحت موقعاً جذاباً للزوار والسائحين، بالرغم من أنها كانت لا تزال ملكية خاصة. والحقيقة، فإنَّه في الفترة التي أهملت الحديقة فيها، اندمجت الأشجار مع التماثيل. وبعد أنَّ تم تنظيف الحشائش؛ كان تداخل جذور الأشجار وفروعها مع التماثيل، قد أضاف للمكان سحراً خاصّاً وغموضاً كبيراً.
توجد بالحديقة خمس وعشرون منحوتة تمثل مخلوقات غريبة تعطي الزائر جولة قد تكون الأغرب في حياته؛ مثل "بروتوس" ابن إله البحر "نبتون"، "أوركوس" إله العالم السفلي، وكلب بثلاثة رؤوس، و"أفروديت" إلهة الحب الإغريقية، و"فيل هانيبال" المحارب. كما توجد، أيضاً، تماثيل الغيلان العملاقة الأسطورية، والتنانين العدوانية المنظر، وتماثيل حيوانات برؤوس نساء، والخيل المجنحة، وعملاق غابة مفتوح الفم. وغيرها الكثير.
ويقال إن الغرض من تصميم الحديقة على هذا النحو هو إدهاش الزائر، عبر الرمزية الغامضة للمنحوتات، وأبلغ برهان لذلك كان تمثال "فيل هانيبال" للحرب الذي يعبر عن فيلق روماني، أو تمثال "سيريس" المُلقى على الأرض الجرداء ورأسه تغطيه الخضرة. وعديد من تماثيل الوحوش التي لا يبدو أن لها علاقة بترتيب معين أو خطة فنية واضحة.
وفي الوقت الذي كانت فيه المخلوقات الغريبة في الحديقة تمثل إلهاماً أسطورياً وعامل جذبٍ واضح لأكبر الشخصيات الفنيّة والأدبيّة في ذلك العصر، والذين بدأوا يحجُّون للحديقة لرؤية روائع المنحوتات، حتى بلغ الخبر بذلك للبابا، غريغوروس الثالث عشر، والذي استبد به الفضول لرؤية الحديقة بنفسه في عام 1578، فسافر مسافة 65 كيلومترا من روما للحديقة، حتى يرى وحوش أورسيني بنفسه.
اقــرأ أيضاً
تولَّد اسم الحديقة من المنحوتات الكثيرة ذات الحجم الأضخم من الطبيعي، بعض التماثيل منحوتة في الصخر، وهي التي منحت الشهرة لهذا المكان. هذه الحديقة صنعها، بيير فرانشيسكو أورسيني (1523- 1585)، وكان هذا الرجل شخصية مرموقة في إيطاليا آنذاك وراعياً للفنون. أهدى، أورسيني، كثيراً من أعماله إلى روح زوجته، جوليا فارنس. ويقال إنَّه أسَّس الحديقة بما فيها، للتغلُّب على حزنه على زوجته.
وقد صمَّم المكان المهندس، بيرو ليجوريو، وهو معماريّ من عصر النهضة، بينما كانت التماثيل من أعمال الفنان، سيموني موسكينو. استغرقت الحديقة من النحات الذي صنعها ثلاثين عاما من التصميم والتنفيذ وتجهيز الحديقة بما فيها، حتى أصبحت مشروع عمره الذي انتهى بها.
بعد وفاة، فرانشيسكو، ظلت الحديقة منسيَّة لمدة 400 عام. وفي عام 1945، اشتراها، جيوفاني بتيني. إذ أنه خلال القرن التاسع عشر، وامتداداً إلى عدة عقود في القرن العشرين، كانت الحديقة مهملة، وازداد نموُّ أشجارها وحشائشها التي غطت على المنحوتات.
في خمسينيات القرن العشرين، جاء الإسباني، سلفادور دالي، لتصوير فيلم قصير حول الحديقة، فقام بإكمال بعض الرسوم الملونة بها.
ثمّ نفَّذت أسرة، بتيني، برنامج استعادة تاريخ الحديقة طوال فترة السبعينيات، حتى أصبحت موقعاً جذاباً للزوار والسائحين، بالرغم من أنها كانت لا تزال ملكية خاصة. والحقيقة، فإنَّه في الفترة التي أهملت الحديقة فيها، اندمجت الأشجار مع التماثيل. وبعد أنَّ تم تنظيف الحشائش؛ كان تداخل جذور الأشجار وفروعها مع التماثيل، قد أضاف للمكان سحراً خاصّاً وغموضاً كبيراً.
توجد بالحديقة خمس وعشرون منحوتة تمثل مخلوقات غريبة تعطي الزائر جولة قد تكون الأغرب في حياته؛ مثل "بروتوس" ابن إله البحر "نبتون"، "أوركوس" إله العالم السفلي، وكلب بثلاثة رؤوس، و"أفروديت" إلهة الحب الإغريقية، و"فيل هانيبال" المحارب. كما توجد، أيضاً، تماثيل الغيلان العملاقة الأسطورية، والتنانين العدوانية المنظر، وتماثيل حيوانات برؤوس نساء، والخيل المجنحة، وعملاق غابة مفتوح الفم. وغيرها الكثير.
ويقال إن الغرض من تصميم الحديقة على هذا النحو هو إدهاش الزائر، عبر الرمزية الغامضة للمنحوتات، وأبلغ برهان لذلك كان تمثال "فيل هانيبال" للحرب الذي يعبر عن فيلق روماني، أو تمثال "سيريس" المُلقى على الأرض الجرداء ورأسه تغطيه الخضرة. وعديد من تماثيل الوحوش التي لا يبدو أن لها علاقة بترتيب معين أو خطة فنية واضحة.
وفي الوقت الذي كانت فيه المخلوقات الغريبة في الحديقة تمثل إلهاماً أسطورياً وعامل جذبٍ واضح لأكبر الشخصيات الفنيّة والأدبيّة في ذلك العصر، والذين بدأوا يحجُّون للحديقة لرؤية روائع المنحوتات، حتى بلغ الخبر بذلك للبابا، غريغوروس الثالث عشر، والذي استبد به الفضول لرؤية الحديقة بنفسه في عام 1578، فسافر مسافة 65 كيلومترا من روما للحديقة، حتى يرى وحوش أورسيني بنفسه.