حققت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، اليوم الثلاثاء، تقدماً محدوداً في معاقل الحكومة اليمنية الشرعية بمحافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن، وذلك بالتوغل في مديرية رحبة المتاخمة لمحافظة البيضاء، رغم الغارات الجوية من التحالف السعودي الإماراتي.
وبالتوازي، تتجه الأوضاع في محافظة أبين، جنوبي البلاد، إلى مزيد من التصعيد بعد دفع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بمئات المقاتلين ونحو 30 مدرعة وعربة قتالية جديدة إلى نقاط التماس في شرق مدينة زنجبار، حيث تدور معارك متقطعة مع القوات الحكومية الموالية للشرعية.
وقالت مصادر قبلية رفضت الكشف عن هويتها، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحين حوثيين توغلوا في مديرية رحبة بعد استكمال السيطرة على مديرية ماهلية، جنوبي مدينة مأرب، وسط أنباء عن خيانات بعض المشائخ للشرعية وعقد اتفاقات سلام مع الحوثيين.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن القوات الحكومية الموالية للشرعية دفعت خلال الساعات الماضية بالمئات من الجنود ورجال قبائل مراد إلى مديرية الجوبة، التي تعد أبرز التحصينات الدفاعية الأخيرة للشرعية قبل مدينة مأرب.
#المسيرة_عاجل | #مارب: 15 غارة لطيران العدوان السعودي الأمريكي على مديرية ماهلية
— المسيرة - عاجل (@MasirahTV) September 8, 2020
وفي إشارة إلى أن مديريتي ماهلية ورحبة بمأرب أصبحتا تحت سيطرتهم بشكل رسمي، أعلنت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، أن التحالف السعودي الإماراتي شن 20 غارة على تلك المناطق، وزعمت أن إحدى الغارات استهدفت شاحنة محملة بالبطاطس، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، دون الإشارة لحجم الخسائر في صفوف مقاتليها.
ولن تكون المعركة في الجوبة وجبال مراد سهلة على الحوثيين كما حصل في مديريتي ماهلية ورحبة، وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن القوات الحكومية ورجال القبائل كبدّوا المسلحين الحوثيين، اليوم الثلاثاء، خسائر كبيرة بالأرواح في منطقة الصدارة المتاخمة للجوبة.
وأعلن الجيش اليمني، في بيان رسمي، أن قواته ورجال القبائل الموالين له، نصبوا كمينا أسفر عن مقتل أكثر من 25 حوثيا، وإعطاب دوريتين لهم، فضلا عن غارات جوية أعطبت عربة "بي إم بي" و3 دوريات تحمل تعزيزات بشرية وذخائر، دون أن يتسنى التحقق من ذلك من مصدر مستقل.
#ماهلية
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) September 8, 2020
كمين محكم لأبطال جيشنا الوطني، أسفر عن مصرع أكثر من 25 عنصراً من المليشيات الحوثية وإصابة آخرين، ومدفعية الجيش تحرق طقمين للمليشيات كانت تحمل الأسلحة والذخائر.
وتدرس القبائل تشييد تحصينات دفاعية أكبر في الجوبة وجبال مراد بالطريقة نفسها التي يتبعها الحوثيون في جبهات القتال، وذلك بالتركيز على زرع الألغام الأرضية لكبح تقدم المسلحين الحوثيين الذين يتم الدفع بهم من اتجاه البيضاء، والاعتماد بشكل رئيسي على سلاحي "الهاون" والمدفعية، لتجنب الاستنزاف الذي يخطط له الحوثيون.
وفي مقابل الثغرات الواضحة بالجبهة الجنوبية لمأرب من اتجاه البيضاء، تبدو الجهة الغربية في صرواح وحدود الجوف ونهم أكثر تماسكا. ووفقا للمتحدث باسم الجيش اليمني عبده مجلي، فقد تمكنت القوات الحكومية من استعادة منطقة المحازيم وتلة الصليحي، بالإضافة إلى منطقة الصبائغ التي تمت استعادتها بالكامل.
تصعيد للانفصاليين في أبين
وفي ظل التعقيدات المخيمة على الملف السياسي باتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، تتجه الأوضاع على الأرض إلى مزيد من التصعيد العسكري، في ظل التحشيدات الكبيرة للانفصاليين بمحافظة أبين، مسرح العمليات العسكرية مع الشرعية منذ منتصف مايو/أيار الماضي.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن نحو 30 مدرعة وعربة إماراتية تابعة للمجلس الانتقالي، شوهدت تمر من عدن باتجاه محافظة أبين، وعلى متنها عشرات المجاميع المسلحة.
وأكدت مصادر عسكرية في القوات الحكومية بأبين اشترطت عدم الإفصاح عن هويتها، لـ"العربي الجديد"، أن الأوضاع مرشحة للانفجار بشكل أكبر مع تزايد التحشيد على الأرض.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الوطني أعاد بعض التعزيزات التي كان قد دفع بها إلى مأرب صوب شقرة، خشية من التربص الذي يقوم به المجلس الانتقالي على مناطق الشرعية والنوايا المبيتة لاجتياح شبوة. وحتى الآن لا تزال الخروقات محدودة في محافظة أبين.
ضحايا بقصف حوثي بالحديدة
وفي سياق غير بعيد، قالت مصادر حكومية يمنية إن الحوثيين قصفوا بالمدفعية حيا سكنيا في مدينة حيس، جنوبي الحديدة، ما أسفر عن مقتل طفل وشاب.
وأشارت المصادر في تصريحات لها، إلى أن قذائف "هاون" أطلقها الحوثيون سقطت على منازل المواطنين في منطقة المغل، شرقي مدينة حيس، أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين، وإصابة 2 آخرين بجروح.
ويبدو أن الأوضاع في مدينة الحديدة ستتجه هي الأخرى نحو التصعيد، بعد إلحاح الحكومة الشرعية على المجتمع الدولي لتجميد اتفاق استوكهولم، جراء التصعيد الحوثي.
واليوم، الثلاثاء، جدد رئيس البرلمان الموالي للشرعية، سلطان البركاني، مطالب الشرعية، وأبلغ السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون، بأن الحكومة "تواجه ضغوطاً كبيرة لتجميد اتفاق استوكهولم ما دامت مليشيا الحوثي تصر على خيار الحرب ورفض السلام".