حالة من الغضب اجتاحت التونسيين بسبب العملية الإرهابية التى شهدها متحف باردو المحاذي لمجلس نواب الشعب، والتي أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من تونسيين وأجانب. حالة غضب أخرى شعر بها التونسيون لكن هذه المرة بسبب غياب الصور والمعلومات في التلفزيونات التونسية. إذ اكتفى التلفزيون الرسمي التونسي بقناتيه الأولى والثانية بنشر أنباء موجزة عن الجريمة الإرهابية، من دون نقل صور من موقع الحدث، رغم وجود سيارة للنقل المباشر في مقر مجلس نواب الشعب المحاذي لمتحف باردو حيث وقعت العملية الإرهابية. كما أن مقر التلفزيون التونسي لا يبعد عن مكان الحادث سوى بضع كيلومترات.
قناة "نسمة تي في" (قناة خاصة)، كانت القناة التونسية الأولى التي بثت ملحقاً إخبارياً عن العملية الإرهابية بعد ساعتين من وقوعها، ثمّ انضمت إليها القناتان الرسميتان الأولى والثانية.
في هذا الوقت، كانت قنوات تلفزيونية، مثل "الجزيرة مباشر"، و"الجزيرة الإخبارية"، و"العربية"، و"سكاي نيوز عربية"، وقناة "فرانس 24"، و"بي بي سي"، تبث من مكان الجريمة رسائل مباشرة لمندوبيها هناك، كما خصصت استوديوهات تحليلية لما يحصل فى تونس وللتواصل مع متخصصين تونسيين لمتابعة ما يحصل فى متحف باردو.
الإذاعات التونسية الخاصة والعامة شكّلت الاستثناء، حيث قامت من خلال مراسليها الموجودين في المكان ببث مباشر حول التطورات الأمنية. كما خصصت هذه الإذاعات استديوهات تحليلية استقبلت رجال سياسة وإعلاميين ومتخصصين في الشؤون الأمنية.
[اقرأ أيضاً: المدير السابق للتلفزيون التونسي يهدّد بالانتحار]
المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة "فيسبوك"، كانت هي الأخرى سبّاقة في نقل المعلومة للتونسيين. فشهدت المواقع ضغطاً كبيراً من قبل الزوار، ما جعل الدخول إلى قسم كبير منها مستحيلاً، خصوصاً موقعي إذاعة "موزاييك إف إم"، وإذاعة "شمس إف إم".
مرة أخرى تمر التلفزيونات التونسية العامة والخاصة إلى جانب الحدث، لكن قسماً كبيراً من التونسيين ومثلما دوّنوا على صفحاتهم، يحمّلون المسؤولية أكثر للتلفزيون التونسي الرسمي الذي يملك إمكانيات تقنية وبشرية تفوق بكثير القنوات التلفزيونية الخاصة.
"العربي الجديد" اتصل بمدير الاتصال والإعلام في التلفزيون التونسي، الياس الجراية، الذي رأى أن "التلفزيون التونسي لم يقصّر وأنه كان يصعب عليه بث لقطات من مكان الحادث والعمليات الأمنية لم تنتهِ بعد". وأضاف: "قمنا ببث لقطات مسجلة، لكن مع ذلك طُلب من التلفزيون عدم بث مثل هذه اللقطات التى قد تقدم معطيات عن مكان تمركز قوات الأمن. لذلك امتنعنا عن فعل ذلك، لكننا في المقابل قمنا بتركيز فريق صحافي في المستشفى إلى حيث تم نقل الجرحى والمصابين".
يذكر أن التلفزيون التونسي الرسمي سبق أن تعرّض إلى نقد كبير نتيجة غيابه عن تغطية الأحداث إلى عرفتها تونس في السنوات الأخيرة. كما تعرض لحملة نقد بعد بث صور شهداء الجيش التونسي في مستشفى في محافظة القصرين، على الحدود التونسية الجزائرية، وهو ما أثار غضب منظمات المجتمع المدني ونقابات قوات الأمن التونسي.