الجيش النيجيري يداهم مكاتب صحافية ويعتقل صحافيين بسبب مقال عن بوكو حرام

07 يناير 2019
(ستيفان هونيس/فرانس برس)
+ الخط -

أوقفت قوات الأمن النيجيرية الأحد، صحافيين في مايدوغوري شمال شرق البلاد على خلفية موضوعين حول تمرّد جماعة بوكو حرام.

ودهم فريق من عناصر الاستخبارات والجيش وقوات الأمن مكاتب صحيفة "ديلي تراست" في المدينة، فاعتقلوا مدير التحرير عثمان أبو بكر والصحافي إبراهيم صواب. وصادر العناصر حاسوبي وهاتفي الصحافيين لدى توقيفهما، بحسب ما أعلنت مصادر الصحيفة في العاصمة النيجيرية أبوجا.

وقال مصدر في الصحيفة، إن "أجهزة الأمن دهمت مكتبنا الإقليمي في مايدوغوري وأوقفت اثنين من صحافيينا وصادرت حاسوبيهما وهاتفيهما".

ونشرت الصحيفة صوراً فوتوغرافية على موقعها على الإنترنت، لجنود مسلحين يداهمون مكتبها الرئيسي في العاصمة أبوجا. وقالت الصحيفة أيضاً إن الجيش أغلق مكتبها في مدينة مايدوغوري شمال شرق البلاد، بعدما اعتقل محرراً ومراسلاً.

وقال صحافي طالباً عدم كشف اسمه، إن "المداهمة رد على تغطيتنا اليوم (الأحد)، التي تتحدث عن استعدادات يجريها الجيش من أجل استعادة السيطرة على مدينة باغا (شمال شرق)، التي سيطرت عليها بوكو حرام الأسبوع الماضي".

وقال مصدر إن الأجهزة "جاءت بحثاً عن صحافيّنا حمزة إدريس الذي كتب التحقيق لكنهم لم يجدوه، فأوقفوا الصحافيين" اللذين كانا هناك. وأكد المصدران وسكان مايدوغوري أن الشرطة أقفلت مكتب الصحيفة.

وكانت الصحيفة نشرت عشية رأس السنة، موضوعاً حول سيطرة بوكو حرام على ست مدن شرق ولاية بورنو، بينها باغا، مناقضة بذلك تأكيدات الجيش بأن الجهاديين لا يسيطرون على أي أراض في المنطقة.

ويقاتل الجيش النيجيري منذ أكثر من أسبوع لمحاولة استعادة البلدة، التي كانت مقر قوة عسكرية إقليمية ولديها إمدادات من الأسلحة.

ويندرج هجوم بوكو حرام في إطار سلسلة هجمات للجماعة، التي تصعّد منذ ستة أشهر اعتداءاتها ضد أهداف عسكرية، ما يجبر في كثير من الحالات الجنود على الانكفاء. 

وجعل تصاعد الهجمات التي يشنّها إسلاميون متشددون في الشهور الأخيرة، الأمن قضية رئيسية في الحملة قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 16 فبراير/ شباط، والتي سيسعى خلالها الرئيس محمد بخاري للفوز بولاية ثانية.

وبعد نشر هذه المعلومات، أصدر الجيش بياناً هدد فيه باتخاذ تدابير ضد "عناصر عديمي الضمير"، و"معلومات مغلوطة (نشرها) بعض من وسائل الإعلام".

وغالباً ما تفرض السلطات النيجيرية عقوبات على الصحافيين ووسائل الإعلام المحلية.

وكانت الأجهزة النيجيرية دهمت في 2013 صحيفة "ديلي تراست"، بسبب نشرها موضوعاً حول التمرّد الجهادي، أزعج السلطات.

وفي حزيران/ يونيو 2014، صادر جنود نسخ "ديلي تراست" وشاحنات توزيع عائدة لها وثلاث صحف أخرى، بعد تلقيهم معلومات بأنها تتضمن انتقادات للجيش النيجيري.

وقتلت جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة نحو 30 ألف شخص منذ عام 2009، في تمرد يهدف إلى إقامة خلافة إسلامية شمال شرق نيجيريا.

(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون