جيش بن سلمان الإلكتروني: الشعر والأغاني على وقع الاعتقالات

07 مارس 2020
موجة تطبيل جديدة لبن سلمان (Getty)
+ الخط -
بعد تسرب أخبار اعتقال الأمير محمد بن سلمان، لعدد من أمراء الأسرة الحاكمة، لم تنف حسابات "تويتر" التابعة لولي العهد السعودي الخبر، على غير العادة، بل سارعت إلى وضع صور وفيديوهات وأغنيات تمجده.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، ثمّ وكالة "رويترز"، قد نشرتا تقريرين عن اعتقال الأمير السعودي لكل من عمّه الأمير أحمد بن عبد العزيز، وابن عمّه الأمير محمد بن نايف اللذين توليا وزارة الداخلية في فترات مختلفة، إضافة إلى الأمير نواف بن نايف بن عبد العزيز، بتهمة "تدبير محاولة انقلابية".

وعادة ما تسارع الحسابات السعودية التي تصنّف على أنها حسابات تتبع لولي العهد السعودي أو مقرّبين منه (ما يعرف بالذباب الإلكتروني)، إلى نفي أي حدث كبير يرتبط بالسعودية مثلما حدث في الأيام الأولى لكشف عملية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في إسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وشتم المعتقلين بعد حملة سبتمبر/ أيلول 2017 من المنتمين لتيار "الصحوة"، أو معتقلي "ريتز كارلتون" من الأمراء ورجال الأعمال. 

غير أنّ هذه الحسابات قامت هذه المرة بتجاهل موضوع الاعتقال وعدم نفيه أو تأكيده، على غير المعتاد، وبدلاً من ذلك قامت بوضع أغنيات وأبيات شعرية مرفقة بصورة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في إطار تأكيدها لما تسميه سطوته وقوته و"دهاءه السياسي" وشرعيته السياسية.

ويُعد حساب "موجز الأخبار" واحداً من أهم الحسابات الإخبارية التي تديرها المخابرات السعودية. ونشر هذا الحساب، اليوم السبت، تغريدات عدة فيها أبيات شعرية تمدح الأمير محمد بن سلمان ووالده، وأطلق وسم #كلنا_سلمان_كلنا_محمد، شارك فيه كبار الممثلين السعوديين والمشاهير.

وأعاد حساب "موجز الأخبار" نشر تغريدة لوكالة إعلامية إماراتية حول "الزيف الذي تقوم به وسائل إعلام عالمية"، في ما يتعلّق بخبر اعتقال أمراء من الأسرة الحاكمة، لكن هذا الحساب إضافة إلى بقية الحسابات السعودية، لم ينف الخبر ولم يؤكده.

كما قام تركي الدعجاني وهو أحد الإعلاميين السعوديين الذين يديرون حسابات على "تويتر" بوضع تغريدات مشابهة حول بن سلمان. وخلت تغريداته أيضاً من أي ذكر للأمير محمد بن نايف وبقية المعتقلين، سواء بالسلب أو الإيجاب. 

من جهته نشر الفنان فايز المالكي مقطع فيديو غنائياً يمدح ولي العهد أيضاً.

وتحدث مغردون "شبه رسميون" حول وحدة القيادة السعودية خلف الملك سلمان وابنه الأمير محمد بن سلمان، من دون الإشارة لشقيق الملك المعتقل الأمير أحمد بن عبد العزيز، أو الأمير محمد بن نايف. 

ويُعتقد أنّ السلطات السعودية أمرت هذه الحسابات بعدم نفي الخبر، خوفاً من ظهور الحقيقة وتوجيه ضربة جديدة لمصداقية الإعلام السعودي المتصدعة أصلاً بعد قضية خاشقجي، واعتقال الناشطة لجين الهذلول وتعذيبها مع بقية المعتقلين السياسيين الذين نفت السلطات السعودية اعتقال بعضهم وتعذيب بعضهم الآخر، خلافاً للواقع.

المساهمون