جيش الاحتلال: سنواصل الغارات الرامية إلى حفظ مصالحنا الأمنية

21 مارس 2017
أيزنكوط تطرق لقصف مواقع في سورية(Getty)
+ الخط -
بعد أيامٍ على القصف الإسرائيلي لمواقع في سورية، جدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوط، التأكيد، أن إسرائيل ستواصل القيام بعمليات لمنع تعاظم القوة العسكرية، والتزود بأسلحة متطورة "لمن لا يفترض فيهم أن يحصلوا على هذه القوة"، في إشارة واضحة لـ"حزب الله" اللبناني، وللغارات الإسرائيلية على قوافل الأسلحة في سورية.

وقال أيزنكوط، في مؤتمر أمني عُقد في نتانيا لذكرى رئيس الموساد السابق، مئير داغان، أمس الاثنين، إن الجيش الإسرائيلي سيواصل الحفاظ على المصالح الإسرائيلية على الحدود مع سورية، مشيراً إلى الحاجة لـ"منع تعاظم قوة من لا يجب أن تتعاظم قوته العسكرية عبر التزود بأسلحة متطورة".

وأضاف في معرض تطرقه للسياسة الإسرائيلية في سورية "أعتقد أننا نجحنا باعتماد سياسية صحيحة للغاية من عدم التدخل العلني بموازاة المحافظة على مصالحنا. مصلحتنا أن يستمر الواقع الحالي لسنوات طويلة. بعد النصر في حرب أكتوبر/تشرين الأول 73، ساد الهدوء على الجبهة الشمالية، وعلى الرغم من مرور ست سنوات على الحرب الأهلية هناك وتشريد ملايين اللاجئين والجرحى، إلا أننا تمكنا من الحفاظ على حدود هادئة".


وحدّد القائد العسكري أربعة مصادر تهدد الأمن الإسرائيلي، في مقدمتها الخطر التقليدي الناجم عن الجيوش النظامية العربية القادرة على تفعيل سلاح جو، وذلك على الرغم من تراجع حدة هذا الخطر، سواء بفعل اتفاقيات السلام التي أبرمتها إسرائيل مع دول عربية، أم بفعل التغييرات الجارية في المنطقة، إلا أنه لا يزال قائماً"، بحسب ما قال أيزنكوط.

أمّا الخطر الثاني، بحسب أيزنكوط، فهو غير التقليدي، وهو خطر التهديد النووي والكيماوي والبيولوجي، "إذ نشهد استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق تكتيكي وبشكل دائم في الحرب السورية".

والتهديد الثالث، الذي حدده أيزنكوط كمصدر خطر على الأمن الإسرائيلي، هو "الخطر الناجم عن المنظمات والتنظيمات غير الدولانية، التي تدير حرب إرهاب وحرب عصابات مع استخدام صواريخ موجهة من قبل منظمات لها قدرات دولانية".

ويشكل خطر حرب "السايبر"، بحسب أيزنكوط، الخطر الرابع مع أنه يعتبر ساحة حرب جديدة، إلا أنه يحمل في طياته خطراً كبيراً بفعل تطوره المتواصل، وهو يوجب استعداداً دائماً ويقظة على مستوى الدولة، وفي داخل الجيش في كل ما يتعلق بجمع المعلومات وشن هجمات سايبر انطلاقاً من إدراك حقيقة أن هذا التهديد سيتعاظم في المستقبل المنظور.


ولفت في حديثه أيضاً إلى تعاظم الدور الروسي والأميركي فيما يحدث في سورية، في الدائرة الأولى القريبة من إسرائيل، معتبراً أن هذا الدور وهذا الواقع سيستمر في السنوات المقبلة، وهو عامل ذو تأثير كبير على نشاط وعمل الجيش الإسرائيلي.

بدوره، اعتبر رئيس الموساد يوسي كوهين، خلال كلمته في المؤتمر المذكور، أن "إيران تواصل كونها مصدر التهديد بفعل استمرار مطامع النظام الإيراني، لمواصلة مد نفوذه السلبي، في المنطقة، وهو تأثير عابر للحدود. ويلي إيران كل من حزب الله وحماس وباقي التنظيمات الجهادية".

كذلك، رأى كوهين أنه في ظل التغييرات العالية والحديث عن اتباع الدول الكبرى، في مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا لاستراتيجية متعددة الأوجه، بدءاً من الاستراتيجية الناعمة (التي تتمثل بالعقوبات الاقتصادية وصولاً إلى الاستراتيجية الخشنة والمتمثلة بالتهديد باستخدام القوة العسكرية واستخدامها). وهو نموذج قال كوهين، إن "إسرائيل تستخدمه هي الأخرى، وإنه عليها أن تكون مدركة ومتابعة لتفاصيل ودقائق التطورات في المنطقة، لأن هذه التطورات وعلى رأسها الشرخ العابر للحدود بين الشيعة والسنة تعيد عمليا ترتيب أوضاع المنطقة".

وبحسب كوهين، فإن "هذا الشرخ يحمل مخاطر، لكنه أيضاً يحمل فرصاً كثيرة لبناء تحالفات وتكريس مصالح مشتركة، وصولاً إلى بناء تعاون مشترك وحتى التوصل إلى اتفاقيات سلام".



المساهمون