جونسون يرفض التفاوض لتأجيل "بريكست" وبروكسل تطالب بتوضيح الخطوة المقبلة بـ"أسرع وقت"

19 أكتوبر 2019
جونسون: لن أتفاوض على التأجيل مع الاتحاد الأوروبي (Getty)
+ الخط -
أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم السبت، أنه لن يتفاوض على تأجيل انسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبي، بعدما رفض مجلس العموم البريطاني التصويت على ما اتفق عليه مع الأوروبيين بشأن "بريكست"، وصوّت في المقابل لصالح قانون يلزم جونسون بطلب تأجيل الخروج من الاتحاد حتى أواخر يناير 2020، فيما طالبت المفوضية الأوروبية لندن بتوضيح الخطوة المقبلة بشأن بريكست "في أسرع وقت".

وصوّت مجلس العموم على مشروع قانون قاده النائب أوليفر ليتوين، ويُعرف باسمه، يُلزم جونسون بأن يطلب من الاتحاد الأوروبي تأجيلاً لمدة ثلاثة أشهر للخروج من التكتل.

غير أنّ جونسون قال للبرلمان بعد التصويت "لن أتفاوض على التأجيل مع الاتحاد الأوروبي ولا يلزمني القانون بذلك".

وتابع قائلاً "سأقول لأصدقائنا وزملائنا في الاتحاد الأوروبي ما قلته للجميع بالضبط على مدى 88 يوماً مضت منذ تسلمت رئاسة الوزراء، وهو أن المزيد من التأجيل سيكون مضراً لهذه البلاد وسيئاً للاتحاد الأوروبي وضاراً بالديمقراطية".

في الوقت نفسه، رفض متحدث باسم جونسون الرد على أي تساؤلات بشأن الخطوات المقبلة للحكومة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك متى أو ما إذا كان جونسون سيرسل إلى بروكسل طلباً بتأجيل الخروج من التكتل.

وفي أوّل ردّ فعل على التصويت البريطاني، طالبت المفوضية الأوروبية لندن بتوضيح الخطوة المقبلة بشأن بريكست "في أسرع وقت". فيما اعتبرت الرئاسة الفرنسية أن "إرجاء إضافياً" لبريكست "ليس في مصلحة أحد". وقالت الرئاسة "تم التفاوض على اتفاق، يعود، بناء عليه، إلى البرلمان البريطاني أن يقول ما إذا كان يوافق عليه أو يرفضه. يجب إجراء تصويت واضح".

وكان البرلمان البريطاني قد صوّت في جلسة اليوم، بأغلبية 322 صوتاً مقابل 306 أصوات لمصلحة تعديل قانوني يسدّ ثغرة في قانون منع "بريكست" من دون اتفاق، ويفرض على حكومة بوريس جونسون طلب تأجيل الخروج إلى نهاية يناير 2020، حتى إقرار الاتفاق الجديد، وهو ما رفضه بوريس جونسون.

وكان رئيس الوزراء البريطاني قد أكد، اليوم السبت، عند افتتاح الجلسة التاريخية للبرلمان للتصويت على الاتفاق الذي توصّل إليه مع بروكسل بشأن "بريكست"، أنّ اتفاقه يشكل "طريقة جديدة للمضي قدماً" بالنسبة إلى بريطانيا والاتحاد الأوروبي، محذراً من أن أي تأجيل جديد سيكون "غير مجدٍ ومكلفاً ومدمراً".

وأشاد جونسون بـ"اتفاق جديد أفضل للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي معاً"، داعياً النواب إلى "التجمّع وجمع البلاد" وتبنّي الاتفاق. ووصف التصويت المرتقب، اليوم السبت، بأنه "فرصة تاريخية (...) لتحقيق "بريكست" و"السماح للبلاد بالمضيّ قدماً".

وكان جونسون قد أكد أمس الجمعة أن بلاده ستنسحب من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر/تشرين الأول كما هو مقرّر، إذا رفض نواب البرلمان أحدث اتفاق خروج مع التكتل.

وأضاف جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عشية التصويت البرلماني على الاتفاق الذي توصل إليه مع بروكسل: "سننسحب من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر".


"أوفقوا بريكست"

شارك مئات الآلاف من البريطانيين في مسيرة اليوم السبت في لندن، للمطالبة باستفتاء جديد حول الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

ولوح المتظاهرون، الذين سافر بعضهم ساعات للوصول إلى العاصمة من أنحاء مختلفة في المملكة المتحدة، بأعلام الاتحاد الأوروبي تحت سماء صافية حاملين لافتات أبدعوا في كتابتها.

وأغلق الحشد مناطق واسعة من وسط لندن عندما وقف آلاف المتظاهرين في انتظار بدء المسيرة عند هايد بارك، بينما وصل آخرون إلى مقر البرلمان حسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

وقالت هانا بارتون (56 عاما) التي تعمل في عصر التفاح والتي جاءت إلى لندن من وسط إنكلترا ولفت جسمها بعلم الاتحاد الأوروبي "أنا غاضبة بشدة لأننا لا نجد من يسمعنا. جميع الاستطلاعات تقريباً تظهر أن الناس الآن يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي. نحن نشعر بأننا لا صوت لنا".

ومضت تقول "هذه كارثة وطنية ننتظر حدوثها وسوف تدمر الاقتصاد".

وحمل كثير من المتظاهرين لافتات بعضها يشبّه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.

وارتدى بعضهم أزياء خاصة وجعلت تلك الأزياء مجموعة من المتظاهرين تبدو كفواكه وخضروات. وكانت هناك أيضاً دمى لسياسيين مثل جونسون ومستشاره الرئيسي دومينيك كامنجز.

وعندما قطع المشاركون في المسيرة مسافة في لندن أطلق البعض أصوات صفير وانفجروا في الصياح "أوقفوا بريكست". وعزفت فرقة موسيقية لحناً وغنّى حشد نشيد الاتحاد الأوروبي.

وقال جيمس مكجوري، مدير حملة تصويت الشعب التي تنظم المسيرةـ إنه يجب على الحكومة الاهتمام بغضب مؤيدي الاتحاد الأوروبي وإجراء استفتاء آخر بشأن الخروج من الاتحاد.

وقال إن "هذا الاتفاق الجديد لا يماثل ما تم التعهد به للشعب، ولذلك فمن الصواب أن الشعب يستحق فرصة أخرى ليقول رأيه"، "ولا يمكن أن يكون هناك تعبير عن تغيير إرادة الشعب أفضل من خروج مئات الآلاف إلى الشوارع للمطالبة بالاستماع لهم في الوقت الذي يتخذ فيه الساسة داخل البرلمان قراراً سيؤثر علينا لأجيال".

المساهمون