أسفرت الجولة الأولى من الاقتراع الداخلي في حزب المحافظين البريطاني، اليوم الخميس، عن تصدر وزير الخارجية السابق بوريس جونسون السباق لخلافة تيريزا ماي في زعامة الحزب ورئاسة الوزراء، وخروج ثلاثة مرشحين فشلوا في تجاوز عتبة الـ17 صوتاً المطلوبة.
وبعد ساعتين من التصويت، وتصويت جميع نواب حزب المحافظين في البرلمان البريطاني والبالغ عددهم 313 نائباً، كشفت النتائج عن تصدر جونسون لائحة المرشحين العشرة بحصوله على 114 صوتاً، وبفارق كبير عن وزير الخارجية الحالي جيريمي هنت الذي حصل على 43 صوتاً.
وجاءت بعد ذلك وفق التصويت الأسماء التالية: وزير البيئة مايكل غوف (37 صوتاً)، وزير "بريكست" السابق دومينيك راب (27 صوتاً)، وزير الداخلية ساجد جاويد (23 صوتاً)، وزير الصحة مات هانكوك (20 صوتاً)، ووزير التنمية الدولية روري ستيوارت (19 صوتاً).
إلى ذلك، فشل ثلاثة مرشحين في تجاوز عتبة الـ17 صوتاً المطلوبة للتأهل للمرحلة الثانية من التصويت، حيث حصلت الرئيسة السابقة للكتلة المحافظة في البرلمان أندريا ليدسوم على 11 صوتاً، والعضو في البرلمان مارك هاربر (10 أصوات)، وأخيراً وزيرة العمل والتقاعد السابقة إستر مكفاي (9 أصوات).
وسيشهد يوم الثلاثاء المقبل الواقع في 18 يونيو/حزيران، الجلسة الثانية من التصويت، حيث ترتفع العتبة المطلوبة للاستمرار في السباق إلى 33 صوتاً. وفي حال تجاوزها من قبل جميع المتسابقين، فسيتم إقصاء متذيل القائمة.
وستستمر هذه المنافسة حتى الوصول إلى آخر مرشحين، يتوجهان بعدها إلى منتسبي حزب المحافظين لاختيار زعيم الحزب المقبل. وستجري الجولات التالية أيام الأربعاء 19 والخميس 20 يونيو/حزيران، بينما سيعلن اسم المرشح الذي سيخلف ماي في 22 يوليو/ تموز المقبل.
وبعد تجاوز جونسون لعتبة 100 صوت، يبدو أنه قد ضمن لنفسه مكاناً في الجولة الأخيرة من المنافسة، بينما ستقتصر المنافسة بين المتبقين على المقعد الثاني.
وكان استطلاع للرأي على موقع حزب المحافظين على الإنترنت قد كشف عن تصدر جونسون الشعبية بين قواعد الحزب عند 54 في المائة، تبعه روري ستيورات مخالفاً جميع التوقعات، عند 11 في المائة.
وكان الحزب قد عدل من قوانين المنافسة بسبب عدد المرشحين الكبير، ولذلك كانت عتبة المرحلة الأولى 17 صوتاً. ومع خروج ثلاثة، سيتنافس المرشحون المتبقون على الأصوات الـ30 التي حصلوا عليها.
إلا أن مرشحين مثل دومينيك راب ومات هانكوك وروري ستيورات، قد ينسحبون من السباق قبل موعد التصويت المقبل، إذا توصلوا إلى قناعة بعدم إمكانية فوزهم في السباق، وربما قد يدعمون أجندات شبيهة ببرنامجهم، ما قد يجسر الهوة بين جونسون وهنت وغوف.
وهيمن "بريكست" على برامج المرشحين، حيث يدعم جونسون الخروج من الاتحاد الأوروبي بأي ثمن مع موعد "بريكست" نهاية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وهو نجح في نيل دعم العديد من مؤيدي "بريكست" المشدد، والذين يشكلون كتلة معتبرة داخل الحزب. وسيكون التحدي أمام وزير الخارجية السابق إقناع التيار الوسطي في الحزب، والمشتت بين مرشحي الوسط المتبقين، بالتصويت له في الجولات المقبلة.
وغالباً ما ستكون المنافسة بين هنت وغوف على البطاقة الثانية للانتخابات المباشرة. وتمكن هنت من الحصول على دعم ستة أصوات غير التي أعلنت دعمها له مسبقاً، بينما نجح غوف بحصد ثلاثة إضافية. ولا تعد هذه النتائج مبشرة للمرشحين، لكن المنافسة لا تزال في بدايتها.
أما المرشحون المتبقون، فلن يتمكنوا من تجاوز عتبة 33 صوتاً يوم الثلاثاء المقبل، وربما يبرمون تحالفات تدعم ملف جونسون أو هنت أو غوف، بناء على مفاوضات ستشهدها الأيام المقبلة.
من جهتها، كانت ليدسوم، وهي التي كانت قد نافست ماي خلال المرحلة الأخيرة من سباق خلافة ديفيد كاميرون عام 2016، قد وعدت بداية الأسبوع الحالي بحملة رئاسة حاسمة، بينما كانت مكفاي قد تعهدت بجعل الحزب أكثر تمثيلاً للطبقة العاملة. لكن بخروج المرشحتين الوحيدتين من السباق، تقتصر المنافسة على خلافة ماي بين المرشحين من الذكور.
وتمتاز المرشحتان بموقفهما المؤيد لـ"بريكست" مشدد، ما قد يدفع بداعميهما للتصويت لصالح جونسون في الجولة المقبلة.
وعبرت مكفاي بعد صدور النتائج عن سعادتها بـ"وجود منصة للتعبير عن دعمي للطبقة العاملة المحافظة، وانفصال تام عن الاتحاد الأوروبي والحاجة لاستثمار الأموال في المدارس والشرطة وزيادة الرواتب للعاملين في القطاع الحكومي"، لافتة إلى أنها ستتحدث للمرشحين المتبقين، لأرى المرشح الأفضل الذي سيطبق هذا البرنامج".
أما رئيسة الوزراء تيريزا ماي فقد رفضت الإدلاء بأي تصريح بعد مشاركتها بالتصويت اليوم.