جولة مايازاكي في الجنوب التونسي

13 يوليو 2015
(لقطة من فيلم "الأميرة مونونوكي")
+ الخط -

تنطلق اليوم "قافلة الأفلام المتجولة" بين مدن وقرى الجنوب التونسي. جولة جديدة تحمل في جرابها مجموعة من أفلام الياباني هياوو مايازاكي. ستكون المحطة الأولى للقافلة قرية تامزرة الجبلية في الجنوب التونسي، حيث يبث أحد أشهر أفلام المخرج "الأميرة مونونوكي".

لعل صغار العالم أجمع، ومن بينهم الأطفال العرب، وصلتهم الرسوم المتحركة اليابانية، خصوصاً في شكل مسلسلات. غير أن صنّاع هذا الفن يظلون في الغالب مجهولين. من هنا، تبدأ فكرة التظاهرة التي تنظمها جمعية "القافلة"، وهي جمعية أسّستها لاعبة السيرك السابقة، الفرنسية اليزابيت بيرون في تونس منذ عام.

تقوم فكرة "القافلة" على تنظيم حدث ثقافي والانتقال به في فترة زمنية من مجموعة نقاط جغرافية عادة لا تصلها الفعاليات الثقافية والترفيهية من مسرح وورشات رسم وسيرك ورقص. وطوال الجولة الحالية، يشرف منشطون تونسيون على تنظيم العروض وتوجيه النقاشات حول الأفلام، والتعريف في الأثناء بتجربة مايازاكي كأحد رموز سينما التحريك اليابانية.

مثله مثل معظم منتجي هذا الشكل السينمائي، فإن أفلام مايازاكي (1941) أشهر منه. كان، في ستينيات القرن الماضي، ضمن أول جيل يمرّ مباشرة إلى صناعة الصورة المتحرّكة دون المرور من الأشرطة المصوّرة. قد يبدو الأمر تفصيلاً هامشياً، ولكنه أتاح لهذا الجيل التركيز على الأدوات السينمائية أكثر من العمل اليدوي الذي يستغرق الفنانين الذين سبقوهم.

سيستفيد هذا الجيل أيضاً من دعم الدولة اليابانية لسينما التحريك في شكل مسلسلات في مرحلة أولى ثم في شكل أفلام، كوسيلة لإيصال الثقافة اليابانية إلى العالم ومنافسة الغرب الذي هزمها في الحرب العالمية الثانية بوسائله نفسها.

عُرف عن مايازاكي أنه يرفض أن يتقيّد أثناء إنجاز الفيلم بالسيناريو الأصلي، إذ يعتبر أن الكتابة مستمرة وقت التنفيذ، كما أنه كان من أبرز دعاة الاختلاف عن المدرسة الأميركية في سينما التحريك بدل محاولة مشابهتها.

اشتهر المخرج الياباني بداية من 1978 بسلسلة "كونان"، لكنه كان يفضل أن يوجه جهوده نحو الأفلام الروائية الطويلة، فدخل في مغامرة أدخلته الظل، ولم يخرج منه سوى سنة 1999 بفضل ما حصده فيلم "الأميرة مونونوكي" من جوائز.

كان المخرج الياباني من أبرز من دعوا إلى تذويب القضايا العالمية الكبرى (الحرب، النسوية، قضايا العمال...) في الأعمال المقدمة للأطفال ليصل بذلك في النهاية إلى إنجاز أعمال لا يمكن تصنيف جمهورها عمرياً.

لكن الشاغل الأبرز لأفلامه كان بيئياً، فقد اعتبر مايازاكي أن "البيئة هي القضية الأم في عالم اليوم"، وهي "القضية التي يلتقي فيها الكبار والصغار دون تفريق". وربما يكون هذا أحد أسباب اختيار منظمي "قافلة الأفلام المتجوّلة" لمايازاكي إذ سيشهد إن الجنوب التونسي منذ سنوات تململاً جرّاء تدهور الوضع البيئي الذي سبّبته المشاريع الطاقية والصناعية في المنطقة.

المساهمون