تستعيد التحركات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة المفتعلة ضد قطر زخمها، بالتزامن مع الجولة الخليجية التي يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدءاً من اليوم الأحد، وعلى مدى يومين، لبحث الأزمة، على أن تبدأ زيارته من السعودية وينتقل بعدها إلى الكويت ومن ثم قطر.
وتأتي الجولة بعد يومين من خطاب أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، الأول من نوعه منذ بداية الأزمة المفتعلة ضد الدوحة، والذي حمل مجموعة من الرسائل الواضحة لجهة التأكيد على انفتاح قطر لحل الأزمة بالحوار وعلى أساس شرطين يتمثلان في احترام سيادة كل دولة وإرادتها، وأن يتم الحوار بلا إملاءات من طرف على طرف آخر بل يوضع كتعهدات متبادلة ملزمة للجميع.
اقــرأ أيضاً
وفيما أكد أمير قطر تثمين جهود الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، لحل الأزمة الخليجية، آملاً أن تتكلل بالنجاح، وأشاد بالمساندة الأميركية للوساطة الكويتية، والمواقف البناءة لكل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا، والدور المهم الذي أدته تركيا في هذه الأزمة، شدد على أن "أي حل لهذه الأزمة في المستقبل يجب أن يشمل عدم العودة إلى هذا الأسلوب الانتقامي". ولفت إلى أن "الخطوات التي اتخذتها دول الحصار الأربع خططت مسبقاً ولتحقيق غايات مبيتة سلفاً".
ولم يخفِ أمير قطر، في خطابه، وجود خلافات مع دول مجلس التعاون بشأن السياسة الخارجية المستقلة التي تنتهجها قطر "ولا سيما في الموقف من تطلعات الشعوب العربية، والوقوف مع القضايا العادلة، والتمييز بين المقاومة المشروعة للاحتلال وبين الإرهاب، وغيرها من القضايا"، لكنه أكد أن بلاده "لا تحاول فرض رأيها على أحد في السياسة الخارجية".
وبعد فشل جميع محاولات معسكر الحصار التحريض على الدوحة من بوابة "مكافحة الإرهاب"، أكد أمير قطر أن "قطر تكافح الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط، لكنها تختلف مع البعض بشأن مصادر الإرهاب، فالدين وازع أخلاقي وليس مصدر إرهاب". مع العلم أن أمير قطر كان قد أصدر مرسوماً بقانون ينص على تعديل بعض أحكام قانون مكافحة الإرهاب.
اقــرأ أيضاً
توقيت مهم
وتأتي زيارة أردوغان في توقيت سياسي مهم، إذ تعقب دعوة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، يوم الجمعة، لرفع الحصار البري عن قطر. وفيما لم يكن حتى مساء يوم أمس قد صدر أي رد فعل رسمي من دول الحصار على خطاب أمير قطر، يتوقع أن تكون الأزمة المفتعلة ضد قطر قد حضرت خلال الزيارة التي قام بها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، وأمير منطقة مكة، خالد بن فيصل آل سعود، وولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة، إلى مصر، والذين شاركوا أمس السبت في افتتاح قاعدة "محمد نجيب" العسكرية في مدينة الحمام بمرسى مطروح.
وقد استبق الرئيس التركي زيارته إلى الخليج، بالإعراب يوم الجمعة عن "حزنه جراء الأزمة بين قطر ودول خليجية"، مؤكداً أن "بلاده ستواصل مساعيها لرأب الصدع بين الأشقاء"، وأوضح أردوغان أن المشاكل السياسية مؤقتة، بينما العلاقات الاقتصادية طويلة الأمد ودائمة. وأكد الرئيس التركي أن أنقرة تنظر إلى كل شعوب الخليج على أنها شقيقة لها.
وكانت الدبلوماسية التركية قد نشطت منذ اندلاع الأزمة قبل قرابة شهرين، في محاولة للمساهمة في حلحلتها، متمسكة بضرورة حل الأزمة بالحوار، ومعربة عن مساندتها الوساطة الكويتية. ضمن هذا السياق، بحث الرئيس التركي الأزمة الخليجية منذ بدئها مع المسؤولين في الخليج، عبر سلسلة اتصالات هاتفية شملت أمير قطر، وأمير الكويت، فضلاً عن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، معتبراً أن الحل في يد الأخير. كذلك شملت مشاورات الرئيس التركي بشأن الأزمة الخليجية كلاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقادة الذين التقاهم على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية. كذلك أجرى وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، زيارة إلى منطقة الخليج الشهر الماضي، محاولاً التوسط في الأزمة.
تمسك قطري باحترام القانون
في غضون ذلك قال السفير القطري في روسيا، فهد بن محمد العطية، في تصريحات خاصة أوردتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، إنّ لدى بلاده القدرة على الاستمرار بالظروف الحالية، أي الحصار المفروض، حتّى تلتزم الدول الأربع بالقانون والاتفاقات الدولية.
وبحسب ما نقلت عنه "سبوتنيك"، قال العطية "طبعاً لا يمكن أن يستمر المرء تحت الحصار إلى الأبد، لكن طالما أن دول الحصار تؤمن أنها تستطيع بطريقة البلطجة دفع إحدى الدول إلى الإذعان من دون استخدام الطرق والوسائل الطبيعية، فإننا بالتأكيد لن نسلّم سيادتنا لهم ولن نقبل أي إملاءات من أي أحد. قطر لديها القدرة على الاستمرار بالظروف الحالية حتّى تلتزم دول الحصار الأربع بالقانون الدولي والاتفاقات الدولية".
وتابع العطية "حتّى الآن، لم نر أي تقدم عملي، بمعنى لم يحصل هناك رفع للحصار أو تخفيف للإجراءات المتّخذة. لكن الوضع مختلف بالتقدم على مستوى المجتمع الدولي، الناس أصبحت تعرف الآن ما الدوافع الحقيقية التي كانت خلف الأمر، أصبحوا يفهمون أن الذي حصل لقطر في 24 مايو/ أيار كان عبارة عن اعتداء من قبل دولة أخرى عبر قرصنة وكالة الأنباء الوطنية. وتقرير الاستخبارات الأميركية جاء ليؤكد ذلك وكذلك التحقيق الذي أجريناه".
وواصل "استكمالاً لهذا، جاءت المطالب الـ13 التي وصفتها بالشروط وليس بالمطالب. والآن أصبحت المطالب من الماضي، بعد حديث السفير السعودي (عبد الله المعلمي) من أيام من نيويورك قائلاً إننا نريدهم أن يوافقوا على المبادئ الستة، بالتالي إذا أردت أن تعرف هل هناك تقدم أم لا، فإنّ هناك تقدماً ما، لأن أحداً لم يوافق على المطالب الأساسية، بل أضرتهم هذه المطالب. لأنها كانت أشبه بشروط استسلام… وبالتالي فإنهم تنازلوا من عليائهم، وأصبحوا يقولون إنهم يريدون لقطر أن توافق على المبادئ الستّة".
وتأتي الجولة بعد يومين من خطاب أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، الأول من نوعه منذ بداية الأزمة المفتعلة ضد الدوحة، والذي حمل مجموعة من الرسائل الواضحة لجهة التأكيد على انفتاح قطر لحل الأزمة بالحوار وعلى أساس شرطين يتمثلان في احترام سيادة كل دولة وإرادتها، وأن يتم الحوار بلا إملاءات من طرف على طرف آخر بل يوضع كتعهدات متبادلة ملزمة للجميع.
ولم يخفِ أمير قطر، في خطابه، وجود خلافات مع دول مجلس التعاون بشأن السياسة الخارجية المستقلة التي تنتهجها قطر "ولا سيما في الموقف من تطلعات الشعوب العربية، والوقوف مع القضايا العادلة، والتمييز بين المقاومة المشروعة للاحتلال وبين الإرهاب، وغيرها من القضايا"، لكنه أكد أن بلاده "لا تحاول فرض رأيها على أحد في السياسة الخارجية".
وبعد فشل جميع محاولات معسكر الحصار التحريض على الدوحة من بوابة "مكافحة الإرهاب"، أكد أمير قطر أن "قطر تكافح الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط، لكنها تختلف مع البعض بشأن مصادر الإرهاب، فالدين وازع أخلاقي وليس مصدر إرهاب". مع العلم أن أمير قطر كان قد أصدر مرسوماً بقانون ينص على تعديل بعض أحكام قانون مكافحة الإرهاب.
توقيت مهم
وتأتي زيارة أردوغان في توقيت سياسي مهم، إذ تعقب دعوة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، يوم الجمعة، لرفع الحصار البري عن قطر. وفيما لم يكن حتى مساء يوم أمس قد صدر أي رد فعل رسمي من دول الحصار على خطاب أمير قطر، يتوقع أن تكون الأزمة المفتعلة ضد قطر قد حضرت خلال الزيارة التي قام بها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، وأمير منطقة مكة، خالد بن فيصل آل سعود، وولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة، إلى مصر، والذين شاركوا أمس السبت في افتتاح قاعدة "محمد نجيب" العسكرية في مدينة الحمام بمرسى مطروح.
وكانت الدبلوماسية التركية قد نشطت منذ اندلاع الأزمة قبل قرابة شهرين، في محاولة للمساهمة في حلحلتها، متمسكة بضرورة حل الأزمة بالحوار، ومعربة عن مساندتها الوساطة الكويتية. ضمن هذا السياق، بحث الرئيس التركي الأزمة الخليجية منذ بدئها مع المسؤولين في الخليج، عبر سلسلة اتصالات هاتفية شملت أمير قطر، وأمير الكويت، فضلاً عن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، معتبراً أن الحل في يد الأخير. كذلك شملت مشاورات الرئيس التركي بشأن الأزمة الخليجية كلاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقادة الذين التقاهم على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية. كذلك أجرى وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، زيارة إلى منطقة الخليج الشهر الماضي، محاولاً التوسط في الأزمة.
تمسك قطري باحترام القانون
في غضون ذلك قال السفير القطري في روسيا، فهد بن محمد العطية، في تصريحات خاصة أوردتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، إنّ لدى بلاده القدرة على الاستمرار بالظروف الحالية، أي الحصار المفروض، حتّى تلتزم الدول الأربع بالقانون والاتفاقات الدولية.
وتابع العطية "حتّى الآن، لم نر أي تقدم عملي، بمعنى لم يحصل هناك رفع للحصار أو تخفيف للإجراءات المتّخذة. لكن الوضع مختلف بالتقدم على مستوى المجتمع الدولي، الناس أصبحت تعرف الآن ما الدوافع الحقيقية التي كانت خلف الأمر، أصبحوا يفهمون أن الذي حصل لقطر في 24 مايو/ أيار كان عبارة عن اعتداء من قبل دولة أخرى عبر قرصنة وكالة الأنباء الوطنية. وتقرير الاستخبارات الأميركية جاء ليؤكد ذلك وكذلك التحقيق الذي أجريناه".
وواصل "استكمالاً لهذا، جاءت المطالب الـ13 التي وصفتها بالشروط وليس بالمطالب. والآن أصبحت المطالب من الماضي، بعد حديث السفير السعودي (عبد الله المعلمي) من أيام من نيويورك قائلاً إننا نريدهم أن يوافقوا على المبادئ الستة، بالتالي إذا أردت أن تعرف هل هناك تقدم أم لا، فإنّ هناك تقدماً ما، لأن أحداً لم يوافق على المطالب الأساسية، بل أضرتهم هذه المطالب. لأنها كانت أشبه بشروط استسلام… وبالتالي فإنهم تنازلوا من عليائهم، وأصبحوا يقولون إنهم يريدون لقطر أن توافق على المبادئ الستّة".