جوائز الدولة: تشبه ما بعد 30 يونيو

13 يونيو 2015
(غرافيتي من القاهرة)
+ الخط -

أُعلنت اليوم في القاهرة جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية والتفوق وجائزة النيل، في حضور وزير الثقافة، عبد الواحد النبوي، وأعضاء "المجلس الأعلى للثقافة".

شهد اجتماع المجلس الأعلى للثقافة خلافات حول آلية التصويت على أسماء المرشحين، ما بين التصويت الإلكتروني الذي استحدث هذا العام، والاقتراع الورقي المعتاد. أخيراً، تم الاتفاق على طريقة التصويت الإلكتروني.

ذهبت جائزة النيل، وهي أعلى الجوائز قيمة (400 ألف جنيه وميدالية ذهبية)، في فرع الفنون إلى سميحة أيوب، وفي العلوم الاجتماعية إلى حسن حنفي، متفوقاً على جلال أمين بفارق عشرين صوتاً، وفي الآداب إلى جمال الغيطاني.

أما جوائز الدولة التقديرية، وقيمتها 200 ألف جنيه وميدالية فضية، فحازها سعيد مرزوق وناجي شاكر أنطوان وحسن شرارة عن فرع الفنون. وفي مجال الآداب، فاز حسن طلب وفوزية مهران وأحمد الشيخ، وفي العلوم الاجتماعية فاز محمد سكران وفتحي أبو عيانة وسميح شعلان وعلي بركات.

وبالنسبة إلى "جائزة التفوّق"، وقدرها 100 ألف جنيه وميدالية فضية، فقد فاز في فرع الفنون: حسين محمد العزبي وهاني شنودة، وفي فرع الآداب عبد الناصر حسن، وحجبت الجائزة الثانية. وفي فرع العلوم الاجتماعية، فازت محبات حافظ أبو عميرة ومجدي عبد الحافظ صالح وحجبت الجائزة الثالثة.

أما جائزة الدولة التشجيعية، وقيمتها 50 ألف جنيه، ففاز في فرع الفنون: كلاي قاسم في حقل التصوير، وبسام أحمد محمد في التأليف الموسيقي، وخالد وليد عبد الشافي في النقد التطبيقي المسرحي، وأحمد بهي الدين العساسي عن الأشكال الغنائية المرتبطة بموالد الأنبياء والقديسين، وجمال ياقوت في الإخراج المسرحي. وحجبت جائزة الإخراج السينمائي وتصميم الأثاث والتصميم العمراني.

وفي مجال الآداب، فرع ديوان شعر الفصحى، فاز حسن شهاب الدين، وفي فرع السير والتراجم، فازت انتصار عبد المنعم، وفي المجموعة القصصية فازت ابتهال الشايب، وفي الألعاب التعليمية للأطفال فاز السيد هاشم القماحي، وفي ترجمة أحد مجالي الأعمال الإبداعية والعلوم الإنسانية فازت الراحلة أنوار عبد الخالق، وفي تيسير النحو العربي، ذهبت الجائزة مناصفة إلى خالد توكال وحسام جايل، بينما حجبت جائزة تحليل الخطاب الروائي ورواية الخيال العلمي.

أما في فرع العلوم الاجتماعية، فقد فاز في الثقافة العلمية حافظ شمس الدين عثمان بنصف الجائزة عن عمل مشترك، وفي التوجيه البشري والتسويقي في إدارة المؤسسات المصرية فاز محمد عبد العظيم أبو النجا، وفي الآثار المصرية القديمة فاز زكريا رجب محمود، وحجبت جوائز علم نفس الجندر ودراسات اجتماعية والجغرافيا الطبيعية والثقافة البيئية واقتصاديات التعليم.

أخيراً، في فرع العلوم الاقتصادية والقانونية، فازت في حقوق الإنسان، تهاني الجبالي، وحجبت جوائز السياسة المالية والسياسات الاجتماعية والتنمية الاقتصادية وسياسات عامة والقانون المدني والتشريعات الاجتماعية والقانون الزراعي، والقانون الجنائي وعلم الإجرام والعقاب والقانون العام، ومبدأ المواطنة في التاريخ المصري، والإبداع الفني والمواطنة.     

جدير بالذكر أن الخلافات التي شهدها الاجتماع حول مسألة آليات التصويت، استغرقت وقتاً أطول من اللازم؛ ما  أثار استياء الحضور، الذي اشتكى من سوء التنظيم، إضافة إلى مطالبة منظمي الاحتفالية من الصحافيين الخروج من القاعة التي تشهد الحدث، مبررين ذلك بأنهم يشغلون حيزاً كبيراً من القاعة، وأنهم سينقلون إلى قاعة مزودة بشاشة عرض؛ ما يسمح لهم بمتابعة أحداث الاحتفالية، وهو ما لم يحدث بشكل كامل، على عكس ما كان يحصل أثناء عملية التصويت بعد ثورة يناير في عهد وزير الثقافة عماد أبو غازي.

إلى جانب سوء التنظيم، أثارت نتائج الجوائز جدلاً وما يشبه الخيبة في أوساط المثقفين المصريين، الذين شعروا أن جوائز الدولة ارتبطت بشكل كامل بالمواقف السياسية، من بينهم الشاعر عبد المنعم رمضان، الذي قال، في جلسة جمعته بأصدقاء: "ما زال الفائز الوحيد في تقديري هو صنع الله إبراهيم، الذي رفض يوماً ما جائزة من جوائز الدولة. جوائز هذا العام هي جوائز ما بعد 30 يوينو وكتاب مقالات ما بعد يونيو ونجوم ما بعد يونيو، وهي تشير إلى "اليمين دُر"؛ لأن كل شيء في مصر الآن إلى اليمين، سواء كان الاقتصاد أو السياسة أو حتى الثقافة".

وأضاف: "بالنظر إلى جوائز الدولة التقديرية التي أعتقد أنها أعلى معنوياً وليس مادياً من جائزة النيل، أشعر بالخجل لأن تهاني الجبالي عضو بمجلس الأمناء الذي يمنح الجائزة وأشعر بالخجل الشديد كمصري لأن فوزية مهران التي لا يعرفها أحد ككاتبة أو غير كاتبة هي من فازت بجائزة الدولة التقديرية. أسوأ ما في جوائز الدولة أنها تشبه ما بعد 30 يوينو. أنا فرح بأمر واحد هو أن زملائي من جيل السبعينيات نجوا بالصدفة من نيل هذه الجوائز، وفرح أيضاً أن طائفة الكُتاب الذين يلهثون وراء الجوائز يخدمون طائفة أخرى بأنهم يتركون الفن لأهله".

دلالات
المساهمون