جندي عراقي أدخل المستشفى لعلاج ذراعه فسرقت كليته

11 مايو 2017
تتورط مستشفيات في تجارة الأعضاء (فيسبوك)
+ الخط -





فتحت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الخميس، تحقيقاً موسعاً بشأن جندي عراقي أصيب بذراعه في إحدى المعارك جنوب بغداد، وأدخل المستشفى للعلاج، ليخرج بعد أيام وقد سرقت كليته اليسرى.

وقال مسؤول عسكري عراقي، إن "الحادثة مقززة، خاصة وأنها لجندي"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "الجندي رائد عاصي شكير، أدخل إلى مستشفى الكاظمية ببغداد، بعد إصابته في معركة ضد تنظيم الدولة في ذراعه اليمنى، لكنه حين خرج كان هناك قطب في خاصرته، وأبلغوه أن شظايا تم استخراجها وخياطة جرحه، لكن عند عودته للخدمة بعد أسابيع قليلة أغمي عليه في معسكر للجيش، ونقل إلى المستشفى الذي أبلغه أن لديه كلية واحدة، والثانية متعبة، ما أدى إلى ارتفاع نسبة اليوريا في الدم، وعند إنكار الجندي ذلك وتأكيده أن لديه كليتين، أظهروا له نتائج صور الأشعة والفحص".

وأكد أحد أقرباء الجندي، ويدعى حسين شكير لـ"العربي الجديد" أن قريبه تعرض للسرقة داخل المستشفى، ويعتقد أن عملية سرقة كليته تمت خلال إخضاعه للتخدير أثناء علاج ذراعه بسبب الإصابة التي تعرض لها، مبينا أنه أصيب بذراعه اليمنى، والكلية المسروقة هي اليسرى، وهو ما يؤكد عملية السرقة".

وتنتشر في العراق، عشرات العصابات التي تمتهن سرقة الأعضاء البشرية من خلال جرائم اختطاف أو استغلال الفقر المدقع للمواطنين، وتتورط مستشفيات وكوادر طبية في الجريمة، حيث تباع الكلية الواحدة بسعر يصل إلى 80 ألف دولار.

واهتمت وسائل إعلام محلية بالحادثة رغم أنها ليست جديدة، غير أن الضحية هذه المرة جندي بالجيش العراقي، وقال الجندي رائد عاصي شكير، في اتصال هاتفي مع محطة تلفزيون محلية: "بعد إصابتي دخلت مستشفى الكاظمية لتلقي العلاج فقاموا بسرقة كليتي، بعد عودتي للخدمة العسكرية بدأت أشعر بالتعب، فأجريت فحوصات، فأخبروني أن كليتي اليسرى غير موجودة، فقمت بمراجعة المستشفى، فادعوا أن كليتي كانت مصابة وقاموا باستئصالها، فطلبت تزويدي بتقرير يثبت ذلك لكنهم رفضوا، ووحدتي العسكرية في تقريرها تؤكد أن إصابتي كانت في ذراعي فقط".
وتابع "رأيت جرحاً في خاصرتي بعد يومين من دخولي المستشفى، وسألتهم ما هذا الجرح؟ فأخبروني أنه نتيجة إصابتي بشظايا خلال الانفجار، ولكن حينما عدت للخدمة أغمي عليّ، وبعد نقلي إلى المستشفى وجد الأطباء أن مستوى اليوريا مرتفع جداً في جسمي بسبب غياب الكلية اليسرى".

وتعد هذه الحالة الأولى في تاريخ المؤسسة العسكرية العراقية أن يتعرض مقاتل في الجيش إلى سرقة أعضاء من جسده خلال تلقيه العلاج في أحد المستشفيات بعد إصابته في المعارك.

وقال الخبير الأمني سالم الجميلي، تعليقاً على الحادثة: "لم نشاهد ولم نسمع حتى في الأفلام، عن سرقة كلية مقاتل تعرض لإصابة في جبهات القتال، إلا في العراق".

ولم تعلق وزارة الصحة على الحادث حتى اللحظة، ولم يصدر عن وزارة الدفاع العراقية توضيح رسمي بشأن تعرض الجندي لسرقة كليته في المستشفى خلال تلقيه العلاج من إصابة تعرض لها خلال المعركة.


المساهمون