جناح وهمي..وسط كلاسيكي ومهاجم على الورق..في أسبوع تكتيكي بحت

23 ديسمبر 2014
+ الخط -

أسبوع رياضي حافل بامتياز، مباريات كروية تستحق أن توضع تحت المجهر لعدة أيام قادمة، فالدوريات الأوروبية في أفضل فترة فنية لها، والمتضرر الأكبر هو الجمهور الذي سيجد فراغا كبيرا خلال فترة الراحة الشتوية المقبلة، لذلك جاءت قمم إنجلترا، إيطاليا، إسبانيا رائعة إلى أقصى درجات المتعة الكروية، وتألقت أسماء جديدة استحقت الأفضلية في أسبوع تكتيكي حتى الثمالة.

عودة البرازيلي
قدم البرازيلي الشاب كوتينهو أداء فرديا مميزا مع إنتر لكنه لم يكن بهذا الإبداع، وبعد أن أصبح أكثر نضجاً خلال الموسم الماضي، عاد مرة أخرى إلى النزعة السلبية هذا العام، لكن أمام آرسنال كان الأمر مختلفا كثيراً. لعب كوتينهو على الطرف كجناح مع تحوله إلى العمق ثم بعد ذلك كلاعب وسط ثالث في المركز 8 بطريقة 3-4-3 التي راهن عليها مدربه رودجرز، أي اللاعب الإضافي أمام الثنائي المحوري.

وبالتالي شارك كوتينهو في عدة مراكز خلال المباراة، أولها لاعب وسط هجومي صريح يتمركز خلف ارتكاز آرسنال، الفريق اللندني الذي يضغط بقوة لكن دون ذكاء، لذلك يصعد معظم لاعبيه إلى الأمام وهنا يأتي الرد من المهاري البرازيلي الذي يتوغل في ذكاء ويحصل على المكان الصحيح في الفراغات الشاسعة.

فيليب هو الجناح الوهمي أو الـ False 7 أي اللاعب الذي يبدأ المباراة على الطرف، بسبب لعب الليفر بدون أظهرة حقيقية، وذلك لشغل الجبهة اليمنى كجناح، لكنه يترك مكانه معظم فترات المباراة وتكون معظم تحركاته في عمق الثلث الأخير خلف اللاعب المتقدم في الهجوم، وذلك من أجل فتح المجال أمام هيندرسون للتقدم فيما يعرف بالـ Overlap.

وكعادة آرسنال في المباريات الكبيرة، توجد بعض المساحات بين الأظهرة وقلوب الدفاع، ولاعب مثل كوتينهو يجيد استغلال أنصاف المسافات وصنع خطورة حقيقية لذلك استحق نجومية المباراة ولعب أدوارا عديدة، لاعب وسط هجومي، وصانع لعب، وجناح عند الحاجة.

مايسترو جديد
اشتهرت كرواتيا باللاعبين الفنانين، بوبان في التسعينيات، لوكا مودريتش في الألفية الجديدة، وراكيتتش في الآونة الأخيرة، ويبدو أن ماتيو كوفاسيتش يسير على خطى الكبار الذين أسروا قلوب عشاق اللعبة بأسلوبهم الأقرب إلى السهل الممتنع، لذلك يعتبر اللاعب الشاب بمثابة الكنز الحقيقي للمدرب روبرتو مانشيني، المؤمن بأهمية دور صناع اللعب في صياغة التكتيك الأمثل على الإطلاق، لذلك يلعب ماتيو دور المنقذ في معظم مباريات إنتر الأخيرة.

وخلال قمة إنتر ولاتسيو، وبعد تقدم الفريق العاصمي بهدفين في البدايات، عادت الأفاعي في الوقت المناسب وحققت تعادلا مثيرا بخطة هجومية صريحة، اعتمدت على وجود رباعي دفاعي صريح ومحور ارتكاز واحد، وقام كوزمانوفيتش بهذا الدور خلال المباراة، مع تحرك كل من دودو/ ميديل وجوارين / بونازولي كلاعبي ريشة على أطراف الوسط، يميناً ويساراً من أجل شغل منطقتي الجناح والعمق في لعبة واحدة، وظهر الفارق بوضوح بعد مشاركة الثنائي ميدل وبونازولي خلال الشوط الثاني.

كل هذه المهام التكتيكية الخاصة بمانشيني من أجل فتح المساحة اللازمة لتحرك كوفاسيتش، وتوفير الغطاء الكافي له لصناعة العمل الهجومي دون أعباء دفاعية، ونجح النجم الكرواتي في إضافة لمسته الخاصة خلف الهجوم وأمام لاعبي الوسط، لأنه صانع لعب غير تقليدي، لا يقف فقط أمام منطقة الجزاء بل يشارك في لعب التمريرات من الأطراف، وكلما وفّر له المدرب مجموعة تساند ظهره، كلما حصل منه على مردود كبير، وكأن شنايدر عاد مرة أخرى إلى ملعب الجوسيبي مياتزا.

نجم فوق العادة
أثبت دييجو سيميوني من جديد أنه مدرب له نظرة تكتيكية مميزة، ولا يعتمد فقط على الروح واللعب العنيف كما يعتقد البعض، وذلك بعد الفوز المستحق الذي حققه أتليتكو مدريد على بلباو العنيد ممثل أسود الباسك. وقدم الشولو خطة جديدة بعد أن تخلى عن 4-4-2 بسبب غياب مهاجمه ماندزوكيتش وصانع لعبه كوكي، وقرر الاعتماد على طريقة 4-1-4-1، بتواجد ارتكاز وحيد أمام الدفاع، ومهاجم وهمي أمام رباعي الوسط.

وكما أبدع تياجو في إظهار شجاعة معهودة أعطت الأريحية الكاملة للاعبي الوسط، فإن الفرنسي الشاب جريزمان سجل الهاتريك ولعب دورا صريحا في خطف الثلاث نقاط. ولم يتمركز أنتونيو داخل منطقة الجزاء كما يفعل المهاجم التقليدي، بل تحرك في كل أركان الملعب وكان جناحا حقيقيا بدرجة هداف، لذلك صعب على دفاع الباسك مراقبته، وحينما حاولوا إيقافه، ابتعدوا عن مناطقهم وأصبح ضربهم من العمق أمرا يسيرا.

يلعب أتليتكو مدريد بشكل أفضل حينما يوضع تحت الضغط، أما عندما يحصل على الأريحية ويسيطر على الكرة كثيراً، يجد صعوبات بالغة في التسجيل بسبب قوة الفريق في المرتدات واللعب الخاطف وضعفه الشديد في اللعب المنظم، لذلك تلقى هزيمة مباغتة أمام فياريال على أرضه، وفاز بالقاضية على بلباو خارج أرضه، لكن مشاكل تصرفه بالكرة ستظل عائقا حقيقيا أمام فرصة حفاظه على اللقب، خصوصاً مع التألق المدريدي والطموح الكاتلوني، في ليجا مشتعلة كالموسم الماضي.

المساهمون