التسول وأعداد المتسولين الضخمة، من بين العديد من الملفات الاجتماعية التي تعاني منها الهند. ينتشر المتسولون في جميع الأقاليم الهندية من دون استثناء، ولا يكاد يخلو شارع هندي سواء كان في العاصمة أو الأقاليم من أعداد من المتسولين، من بينهم أطفال ونساء ومسنون، مع اختلاف الطرق في استجداء المال من الناس.
من الأماكن المشهورة بالتسول أرصفة المحلات التجارية، والأماكن التي يكثر فيها الناس عموماً كالأسواق والساحات العامة والشوارع الكبرى. وعلى الرغم من بعض الجهود للحكومات الهندية المتعاقبة، فالمتسولون ما زالوا يملؤون شواعر نيودلهي وأقاليم البلاد، بل إنّ الهند قد تكون من الدول القليلة التي تمضي فيها شريحة من السكان حياتها في الشوارع والأسواق والمعابد ومواقف السيارات ومحطات القطارات، حتى أنّ هناك من يولد في الشوارع ويموت فيها، وهذا قول مشهور في الهند، خصوصاً في ما يتعلق بأبناء طبقة شودر. ويشار هنا إلى أنّ النظام السائد في المجتمع الهندي هو نظام الطبقات (كاست)؛ وأعلى الطبقات هي طبقة البراهمة، أي السادة التي يمثلها الكهنة، فيما أدناها هي طبقة شودر التي يمثلها العمال البسطاء والخدم. وهكذا، يمضي أبناء طبقة شودر حياتهم في خدمة بقية الهنود أو في التسول أو في الأعمال غير الأخلاقية، بالرغم من أنّهم يشعرون بالخجل ويطمحون إلى تغيير حالتهم المعيشية وحياتهم عموماً.
اقــرأ أيضاً
أما في ما يتعلق بأنواع المتسولين فينقسمون تبعاً لحافز التسول لديهم الذي يمكن أن يقنع الناس بإعطائهم المال، مع العلم أنّ معظمهم من الشودر، وهم كالآتي:
- الأطفال الصغار: وعادة هم ما دون سن المراهقة. هؤلاء يمكننا أن نسميهم المتسولين بالإيجار، لأنّ العصابات المختلفة عادة ما تستخدمهم من أجل جمع المال برضا الأهل مقابل مال معلوم. وفي بعض الأحيان يستخدم الأهل بالذات أطفالهم. وفي بعض المناطق الفقيرة يتسول الأطفال من تلقاء أنفسهم للتغلب على الجوع، إذ لا أحد يتولى رعايتهم.
- المتسولون ذوو الإعاقة والمرضى: شريحة كبيرة من المتسولين يمثلها الأشخاص ذوو الإعاقة. إعاقات هؤلاء مختلفة وأبرزهم الأشخاص المكفوفون، والأشخاص الصمّ، والأشخاص ذوو الإعاقة الحركية، من قبيل الشلل والبتر. وهناك المشوهون ومرضى الجلد والالتهابات وأصحاب القروح الكبيرة. جميع هؤلاء يتخذون من إعاقاتهم وتشوهاتهم وأمراضهم وسيلة أو حافزاً لاستجداء المال، وقد تستخدمهم العصابات الإجرامية المختلفة في هذا السبيل.
- المتدينون: هناك بعض المنتسبين للأديان، أو من يستخدمون الدين ذريعة من أجل الحصول على المال. فهناك أقوياء وأصحاء من الرجال لكنّهم لا يرغبون في العمل والسعي من أجل الحياة والرزق، وبالتالي يلجؤون إلى الأزياء الدينية ويطلبون المال والمساعدة باسم الأخوّة الدينية. هؤلاء عادة ما يجذبون الناس عن طريق الأغاني والأناشيد الدينية.
- الحرفيون: جزء كبير من المتسولين، هم ممن ينتقلون من منطقة إلى أخرى من أجل الحياة وكسب المال وهم المتسولون الحرفيون. ينقسمون إلى قسمين: المتنقلون الدائمون وهم المهاجرون إلى الهند من بلدان أخرى، والمتنقلون من منطقة إلى أخرى من أجل الحياة، وبالتالي فإنّهم الشريحة الفقيرة التي تعمل في الحقول في موسم الزراعة، وفي غير الموسم يتركون منازلهم ويتنقلون بين الأقاليم المختلفة من أجل التسول وجمع المال.
أما عن الدوافع فكثيرة أبرزها الفقر المستشري، فشريحة كبيرة من سكان الهند يعيشون تحت خط الفقر المدقع. هؤلاء الفقراء يتجه جزء كبير منهم نحو التسول من أجل الحصول على لقمة العيش. ومن بين الدوافع الرئيسة البطالة في حالة الشباب الأصحاء. كذلك، تغيب برامج دعم المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة والمرضى الذين يعانون من الأمراض المعدية، والمعوزين باختلاف أشكالهم، وهو ما يدفع هؤلاء إلى الشارع للتسول بهدف تأمين معيشتهم.
اقــرأ أيضاً
ويبقى الدافع الاجتماعي هو الأساس الذي يختفي خلف جميع الدوافع الأخرى، وهو نظام الطبقات الهندي، الذي يمنع تحقيق العدالة الاجتماعية، إذ تعيش شريحة من الأثرياء، خصوصاً من طبقة البراهمة، في حالة من الرخاء والثراء، بينما أبناء طبقة شودر يولدون على قارعة الطرق ويموتون عليها.
طبقة المنبوذين
تسبب عدم اهتمام الحكومات الهندية المتعاقبة بطبقة شودر المصنفة في أدنى سلم الطبقات، مع المشاكل في المجتمع الناجمة عن نظام الطبقات نفسه، في عدم تحسّن أحوال هذه الطبقة. وهكذا قد يمضي أبناؤها وبناتها، الذين عرفوا تاريخياً باسم "المنبوذين" حياتهم بأكملها منذ الولادة حتى الوفاة مشردين ومتسولين.
من الأماكن المشهورة بالتسول أرصفة المحلات التجارية، والأماكن التي يكثر فيها الناس عموماً كالأسواق والساحات العامة والشوارع الكبرى. وعلى الرغم من بعض الجهود للحكومات الهندية المتعاقبة، فالمتسولون ما زالوا يملؤون شواعر نيودلهي وأقاليم البلاد، بل إنّ الهند قد تكون من الدول القليلة التي تمضي فيها شريحة من السكان حياتها في الشوارع والأسواق والمعابد ومواقف السيارات ومحطات القطارات، حتى أنّ هناك من يولد في الشوارع ويموت فيها، وهذا قول مشهور في الهند، خصوصاً في ما يتعلق بأبناء طبقة شودر. ويشار هنا إلى أنّ النظام السائد في المجتمع الهندي هو نظام الطبقات (كاست)؛ وأعلى الطبقات هي طبقة البراهمة، أي السادة التي يمثلها الكهنة، فيما أدناها هي طبقة شودر التي يمثلها العمال البسطاء والخدم. وهكذا، يمضي أبناء طبقة شودر حياتهم في خدمة بقية الهنود أو في التسول أو في الأعمال غير الأخلاقية، بالرغم من أنّهم يشعرون بالخجل ويطمحون إلى تغيير حالتهم المعيشية وحياتهم عموماً.
أما في ما يتعلق بأنواع المتسولين فينقسمون تبعاً لحافز التسول لديهم الذي يمكن أن يقنع الناس بإعطائهم المال، مع العلم أنّ معظمهم من الشودر، وهم كالآتي:
- الأطفال الصغار: وعادة هم ما دون سن المراهقة. هؤلاء يمكننا أن نسميهم المتسولين بالإيجار، لأنّ العصابات المختلفة عادة ما تستخدمهم من أجل جمع المال برضا الأهل مقابل مال معلوم. وفي بعض الأحيان يستخدم الأهل بالذات أطفالهم. وفي بعض المناطق الفقيرة يتسول الأطفال من تلقاء أنفسهم للتغلب على الجوع، إذ لا أحد يتولى رعايتهم.
- المتسولون ذوو الإعاقة والمرضى: شريحة كبيرة من المتسولين يمثلها الأشخاص ذوو الإعاقة. إعاقات هؤلاء مختلفة وأبرزهم الأشخاص المكفوفون، والأشخاص الصمّ، والأشخاص ذوو الإعاقة الحركية، من قبيل الشلل والبتر. وهناك المشوهون ومرضى الجلد والالتهابات وأصحاب القروح الكبيرة. جميع هؤلاء يتخذون من إعاقاتهم وتشوهاتهم وأمراضهم وسيلة أو حافزاً لاستجداء المال، وقد تستخدمهم العصابات الإجرامية المختلفة في هذا السبيل.
- المتدينون: هناك بعض المنتسبين للأديان، أو من يستخدمون الدين ذريعة من أجل الحصول على المال. فهناك أقوياء وأصحاء من الرجال لكنّهم لا يرغبون في العمل والسعي من أجل الحياة والرزق، وبالتالي يلجؤون إلى الأزياء الدينية ويطلبون المال والمساعدة باسم الأخوّة الدينية. هؤلاء عادة ما يجذبون الناس عن طريق الأغاني والأناشيد الدينية.
- الحرفيون: جزء كبير من المتسولين، هم ممن ينتقلون من منطقة إلى أخرى من أجل الحياة وكسب المال وهم المتسولون الحرفيون. ينقسمون إلى قسمين: المتنقلون الدائمون وهم المهاجرون إلى الهند من بلدان أخرى، والمتنقلون من منطقة إلى أخرى من أجل الحياة، وبالتالي فإنّهم الشريحة الفقيرة التي تعمل في الحقول في موسم الزراعة، وفي غير الموسم يتركون منازلهم ويتنقلون بين الأقاليم المختلفة من أجل التسول وجمع المال.
أما عن الدوافع فكثيرة أبرزها الفقر المستشري، فشريحة كبيرة من سكان الهند يعيشون تحت خط الفقر المدقع. هؤلاء الفقراء يتجه جزء كبير منهم نحو التسول من أجل الحصول على لقمة العيش. ومن بين الدوافع الرئيسة البطالة في حالة الشباب الأصحاء. كذلك، تغيب برامج دعم المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة والمرضى الذين يعانون من الأمراض المعدية، والمعوزين باختلاف أشكالهم، وهو ما يدفع هؤلاء إلى الشارع للتسول بهدف تأمين معيشتهم.
ويبقى الدافع الاجتماعي هو الأساس الذي يختفي خلف جميع الدوافع الأخرى، وهو نظام الطبقات الهندي، الذي يمنع تحقيق العدالة الاجتماعية، إذ تعيش شريحة من الأثرياء، خصوصاً من طبقة البراهمة، في حالة من الرخاء والثراء، بينما أبناء طبقة شودر يولدون على قارعة الطرق ويموتون عليها.
طبقة المنبوذين
تسبب عدم اهتمام الحكومات الهندية المتعاقبة بطبقة شودر المصنفة في أدنى سلم الطبقات، مع المشاكل في المجتمع الناجمة عن نظام الطبقات نفسه، في عدم تحسّن أحوال هذه الطبقة. وهكذا قد يمضي أبناؤها وبناتها، الذين عرفوا تاريخياً باسم "المنبوذين" حياتهم بأكملها منذ الولادة حتى الوفاة مشردين ومتسولين.