جمال الموساوي: نصوص على جدار أزرق

19 فبراير 2017
(الشاعر)
+ الخط -

رغم أن الكتاب لم يكن متاحاً بشكل كافٍ في بلدته إمزورن، شمال المغرب، وجد الشاعر جمال الموساوي (1970) طريقه إلى القراءة حيث نشأ، ومن القراءة وجد طريقه إلى الشعر. ومع انتقاله إلى تطوان نهاية الثمانينيات أخذت تجربته مع الكتابة تتشكّل على نحو أكثر وضوحاً.

مؤخراً صدرت له مجموعة شعرية جديدة بعنوان "أتعثر في الغيمة فتبكي"، عن دار "أبي رقراق" في الرباط. وعنها يقول الشاعر المغربي في حديثه إلى "العربي الجديد" إنها "مجموعة افتراضية، إذا جاز الوصف، باعتبارها نصوصاً كتبت ونشرت مباشرة على الجدار الخاص في فيسبوك عدا أربعة نصوص"، ما يجعلها في رأيه، تجربة ذات خصوصية ونكهة مختلفة.

في نصوص الموساوي الجديدة يشتغل الشاعر على ثيمة الشك وحضور أساسي لبُعدي القلق والحيرة، يقول: "فيسبوك فضاء للتواصل مفتوح على كل الاحتمالات وكل أنواع البشر. بمعنى أن الإنسان يتعامل مع "شيء" لا ثقة فيه بشكل كامل. لكن هذا نوع واحد بسيط من الشك واللايقين اللذين يميّزان الحياة المعاصرة"، ويضيف "كلما زادت المعرفة زادت الأسئلة، والسؤال قد يكون نتيجة قلق كما يكون نتيجة شك. وطبيعي عندما ترفع الحجب تكثر الأسئلة لأن الاكتشاف مذهل دائماً".

ولدى سؤاله عن واقع الشعر المغربي اليوم وارتباطه بالسياق العام، يلفت صاحب "حدائق لم يشعلها أحد"، إلى أن القصيدة المغربية ترتبط بالمراحل التي يقطعها المجتمع بشكل عام؛ "فهناك مراحل تميّزت بصراع سياسي قائم على صراع إيديولوجي في الأساس. تأثّرت به القصيدة. وهناك مراحل شهدت انكفاءً على الذات والتفاتاً إلى أسئلة الحياة والوجود. تأثّرت بها أيضاً. ثم مرحلة التشظّي والهزائم الذاتية للإنسان بشكل عام. وفي كل هذه المراحل تَجَاور شعراءٌ من مختلف الأجيال للكتابة انطلاقاً من شروط كل مرحلة".

ويرى الموساوي أنه "في أوقات سابقة كانت الحركة الثقافية مرتبطة بزخم السياسة، بيد أن التحوّلات التي طرأت، ليس في المغرب فقط لكن على مستوى العالم، أثرت في هذه الدينامية، وأصيبت الثقافة، ومعها المثقف، بأعطاب السياسة فتراجعت إلى الوراء ولم تعد مؤثّرة".

ويكمل صاحب "مدين للصدفة" أنه وحتى حين يحضر المثقف، فإن تأثيره يظل محدوداً لأسباب، يرى أنها تتعلّق بتراجع التعليم الذي لا يشجع على البحث والقراءة، إلى جانب إحباطات الواقع سواء أكان الإحباط سياسياً أم اقتصادياً أم اجتماعياً. ويعتبر الموساوي أن "أثر المثقف المحدود يرتبط في أحيان أخرى بمصداقيته التي يمنحها له أو ينزعها منه القارئ والمهتم، والمواطن لأسباب تتعلق بمدى انخراطه أو عدم انخراطه في حركة المجتمع".

ينظر صاحب "كتاب الظلّ" إلى نفسه بوصفه "وليد مرحلة تميّزت بانتكاسات اجتماعية وبتقويم هيكلي أتى على الكثير من المكتسبات، كما تميّزت بالكثير من الإحباط نتيجة تداخل سياق عالمي مضطرب بسياق محلي".

المساهمون