جزرٌ صغيرةٌ في حجرة

31 يوليو 2015
+ الخط -

I

كانت إلفيرا تفضِّل ألَّا يحدث ذلك
الضربات
الأنفاس المتصدِّعة
ضحك الشوارع المقفرة

منذ هذه اللحظة بدأتُ العمل كخادمة، حتَّى التقيتُ نيكولاس في طريقي
أجسادنا أصبحت حريراً صخريِّاً في الظلِّ
نوبة هستيريَّة
لا
كارثة في عناوين الصحف
ومبالغات مسرحية بلا نهاية.

II

تعترفُ الأم القاتلة/ تؤكِّد أنّها لم تُطِق رؤيتهم جائعين/ "فزعتُ وتشبّثت بالأربعة"/ صدمة/ علمتْ أنَّ لزوجها امرأةً أخرى وحينما ذهب لعمله/ دفعت مائتي ألف لقتلهم/ لم يكن لديها ما تُطعمهم/ قالت المرأة التي وضعت حداً لحياة أبنائها الأربعة.

III

1982:
بعوضٌ في غرفةٍ خضراء:

تراقبُ إلفيرا حوافَّ أكمامه المبطَّنة
تتمدَّد في العدِّ
إذ أنَّني لم ألاحظ ما كانت تفعل.

لا أحد يستطيع أن يثق بالحبالى.
وخصوصاً إن كنَّ قاضيات.

وخصوصاً إن كان
اسمها هستيريا نسائيَّة تفترض أن تكوني أمّاً غير طبيعيَّة.
هل قتلتِ أبناءكِ؟
الأبناء: جزرٌ صغيرةٌ في حجرة.
التوقيعُ الذي يتركهُ جوربٌ أزرق
على الرقبة
والذي يعملُ تماماً كقطعة قماش
أو مربط أطفال
أو يديْن

IV
1984: حكمٌ بـ 23 عاماً
إلفيرا مذنية، حَكَمَ القاضي.
إلفيرا غولة، قال الصحافيُّون.
إلفيرا خطيئةٌ أخلاقيَّةٌ، وَعَد الكاثوليكيُّون.
إلفيرا ضحيَّة، جَزَمت النسويَّات.
لكن إلفيرا تعلَّمت الإنجليزيَّة وأصبحت سكرتيرة. 


*Andrés Paniagua، شاعر من مواليد مدينة مكسيكو عام 1991.

** ترجمة عن الإسبانية: غدير أبو سنينة

المساهمون