جروح "الإرهاب" في النرويج تُفتح مجدداً

04 أكتوبر 2014
بريفيك سعى لقتل كل أعضاء الحكومة (أود أندرسن/فرانس برس)
+ الخط -

بدأت الحكومة النرويجية، بعد ثلاثة أعوام على الهجوم الذي نفذه اندرس بريفيك في أوسلو وجزيرة اوتيا، بتنفيذ مخطط إزالة المباني الحكومية التي تضررت بانفجار القنابل التي زرعها بريفيك في سيارة مغلقة ذات يوليو/تموز 2011، وهو ما تسبب بمقتل ثمانية أشخاص. لكن بريفيك اعترف بعد القبض عليه وعرضه على المحكمة، بأنه كان يهدف لقتل كل أعضاء الحكومة النرويجية. وظنّ أنه بذلك سيُحدِث انقلاباً في النرويج، مما جعل البعض يتحدث حتى اليوم عن إمكانية وجود شركاء في الجناح اليميني المتشدد الذين لم يعترف بريفيك بمشاركتهم له في عمله الإرهابي.

استهداف أعلى المباني في أوسلو لم يكن اعتباطياً باعتراف بريفيك أثناء التحقيق معه، فقد قال أيضاً عن استهداف المدنيين وقتلهم: "هذا المبنى العالي أكثر هدف جذاب لي، وأما وجه العدالة في قتل المدنيين، فيمكنني بعملية حسابية أن أقول إن قتلي لهؤلاء بدافع قومي متشدد من أجل الحفاظ على بلدي هو أقل بكثير من الأعداد التي قتلها حلف شمال الأطلسي في قصف ليبيا".

كذلك اعترف بريفيك بأنه مذنب في الهجمات والمذبحة التي أودت بحياة نحو 70 شاباً وشابة في معسكر صيفي لشبيبة حزب "العمل الاشتراكي الديمقراطي"، وهو يدافع عن نفسه حتى اليوم بالادعاء بأنه تصرّف "دفاعاً عن النفس لمنع محو ثقافة المجتمع النرويجي واستبدالها بالثقافة الإسلامية".

وكانت الحكومة النرويجية مترددة في إزالة تلك المباني لاعتبارات مختلفة أهمها وقوعها في مركز العاصمة أولاً، ولرمزيتها التاريخية ثانياً. ومن المخطط أن تُبقي الحكومة على أحد المباني المرتفعة، بينما ستزيل المباني الأخرى بعد الموافقة على التصميمات الجديدة لمبانٍ ستضم مكاتب لأكثر من 7500 موظف في رئاسة الوزراء والمؤسسات الحكومية الأخرى.

وظلّت المباني المستهدفة فارغة ومهجورة طوال السنوات الماضية، وتحولت إلى مراكز تذكّر المارة بتلك المذبحة التي لم تشهد النرويج مثيلاً لها.

بريفيك يستهزئ بالضحايا والمحكمة

بريفيك لم يقدّم اعتذاراً واحداً لضحايا الاعتداءات التي قام بها، بل كان أثناء جلسات محاكمته يتهكم على القضاة بالقول: "لا أعترف بكم ولا بمحاكمكم متعددة الثقافات".

وأشارت المعلومات المسرّبة أخيراً عن الدوائر الأمنية التي حققت معه بعيد الهجمات، الى أن مخططاته كانت تستهدف ضرب القصر الملكي النرويجي، لكنه عبّر عن عدم رغبته في قتل العائلة الحاكمة "باعتباري مؤيداً لها"، مما اعتبره علماء النفس الذين أجروا اختبارات على سلوكه دليلاً آخر على الاضطرابات النفسية التي يعاني منها، وخصوصاً أنه يظن نفسه المنقذ للنرويج وأوروبا، وأنه ملهم لمن سماهم "الوطنيين" الذين عليهم "تنظيفها من المهاجرين والإبقاء على العرق الأوروبي النظيف".

المساهمون