السيسي خلال لقاء بلينكن: حان الوقت لإنهاء حرب غزة وتحكيم صوت العقل

20 اغسطس 2024
السيسي مستقبلاً بلينكن في العلمين اليوم (كيفن موهات/رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **لقاء السيسي وبلينكن في العلمين**: بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جهود وقف إطلاق النار في غزة، مشددين على ضرورة إنهاء الحرب والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

- **جولة بلينكن الدبلوماسية**: بلينكن زار العلمين ضمن جولة لإقناع إسرائيل وحماس بهدنة وتبادل أسرى، حيث وافقت إسرائيل على خطة التسوية الأميركية، بينما تراجعت حماس عن الاتفاق.

- **تفاصيل المفاوضات والمقترحات**: المفاوضات مستمرة في القاهرة بعد انطلاقها في الدوحة، مع تقديم مقترح أميركي لهدنة 40 يوماً، وسط تباين في الشروط بين الأطراف.

بلينكن وصل إلى العلمين على الساحل الشمالي لمصر حيث سيلتقي السيسي

يستأنف الوسطاء مباحثاتهم هذا الأسبوع في مصر

حماس عن المقترح الجديد: يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء، وبحثا جهود وقف إطلاق النار في غزة، خلال لقاء جمعهما في منطقة العلمين المصرية. وقال السيسي إنّ الوقت قد حان لإنهاء الحرب الجارية في غزة والاحتكام لصوت العقل، مشدداً على خطورة توسع نطاق الصراع إقليمياً على نحو يصعب تصور تبعاته. وأضاف أنّ وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون بداية لاعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين.

ووصل بلينكن إلى العلمين المصرية، اليوم الثلاثاء، للقاء السيسي في إطار مواصلة جولته الرامية إلى إقناع إسرائيل وحركة حماس بالموافقة على تسوية تنص على هدنة في قطاع غزة وتبادل أسرى إسرائيليين وفلسطينيين. وتشارك مصر والولايات المتحدة وقطر في الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل التي تشن حرباً مدمّرة على قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أشهر.

وكان بلينكن قد أجرى محادثات في تل أبيب، أمس الاثنين، وأعلن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أكّد له أن إسرائيل توافق على خطة التسوية" التي عرضتها واشنطن خلال جولة مفاوضات في الدوحة الأسبوع الماضي، مشدّداً على أن "من واجب" حركة حماس "أن تفعل الشيء نفسه".

بلينكن لدى وصوله إلى العلمين بمصر، 20 أغسطس 2024 (فرانس برس)
بلينكن لدى وصوله إلى العلمين اليوم (فرانس برس)

وفي واشنطن، زعم الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الثلاثاء، أن حركة حماس "تتراجع" عن خطة الاتفاق المطروحة، وقال رداً على أسئلة صحافيين في شيكاغو إنّ التسوية "ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهّن بأي شيء"، مضيفاً "إسرائيل تقول إنه بإمكانها التوصل إلى نتيجة... حماس تتراجع الآن".

لكنّ حركة حماس اعتبرت، في بيان لها، أمس الاثنين، أنّ المقترح "يستجيب لشروط (بنيامين) نتنياهو ويتماهى معها، وخصوصاً رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة". ودانت الحركة خصوصاً "الإصرار" الإسرائيلي على إبقاء قوات على حدود قطاع غزة مع مصر أو ما يعرف بـمحور فيلادلفيا، و"الشروط الجديدة في ملف" الأسرى الفلسطينيين الذين يفترض أن يتمّ تبادلهم بأسرى محتجزين في غزة. وتتمسّك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن في نهاية مايو/ أيار الفائت، ودعت الوسطاء إلى "إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".

وينصّ مقترح بايدن في مرحلة أولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن أسرى، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع. ووعدت اسرائيل بإرسال وفد إلى المفاوضات المقبلة، بحسب بلينكن. ويستأنف الوسطاء مباحثاتهم هذا الأسبوع في مصر.

وبحسب معلومات توفرت لـ"العربي الجديد"، فإن جولة المفاوضات الراهنة التي انطلقت اجتماعاتها الأولى في العاصمة القطرية الدوحة، وتتواصل حالياً في القاهرة، عملت على تفكيك وتجزئة مراحل التصور السابق القائم على اتفاق من ثلاث مراحل، وأن المفاوضات الجارية تدور حول المقترح الأميركي الجديد لغزة والذي يتمحور حول اتفاق من مرحلة واحدة هي المرحلة الأولى، تستغرق مدتها المقترحة حالياً 40 يوماً، دون وجود شروط واضحة أو نصوص تضمن استكمال باقي المراحل، أو النص بشكل واضح على عدم استئناف إسرائيل إطلاق النار لاحقاً.

وعقب المباحثات التي جرت يومي الخميس والجمعة الماضيين في الدوحة وغابت عنها حركة حماس، أعلنت دول الوساطة، الولايات المتحدة وقطر ومصر، تقديم مقترح جديد "يقلّص الفجوات" بين إسرائيل وحماس للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن اتفاقاً على وقف إطلاق النار بات "أقرب من أي وقت مضى". إلا أن القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق أكد، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أنه لا يوجد أي اختراق في محادثات وقف إطلاق النار، وأن المقترح الأميركي أقرب إلى المقترح الإسرائيلي.

ووفق حركة حماس، فإن الشروط التي طرحتها إسرائيل لا ترقى حتى إلى السيناريو الذي دعمه مجلس الأمن الدولي في العاشر من يونيو/ حزيران الماضي، ولا إلى الشروط التي وافقت عليها الحركة في 2 يوليو/ تموز الفائت. وبناءً على ذلك، تشترط إسرائيل على حماس قبول الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، حيث تريد فرض مراقبة على سكان غزة الذين يمرون من الجنوب إلى الشمال عبر نقاط التفتيش في مفترق نتساريم (يفصل بين شمال القطاع وجنوبه)، كما تريد إسرائيل أن تكون قادرة على الاعتراض على 100 اسم من قائمة تضم حوالي 300 أسير تريد حماس إطلاق سراحهم.

بلينكن عن المفاوضات: إنها آخر فرصة للتوصل إلى وقف إطلاق نار

وكان بلينكن، قد أكد، أمس الاثنين، خلال زيارته التاسعة الى إسرائيل منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، أن المفاوضات "في لحظة حاسمة"، مضيفاً "إنها على الأرجح أفضل وربما آخر فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق نار ووضع الجميع على طريق أفضل إلى سلام وأمن دائمين"، فيما يواصل عدد من المسؤولين والمعلقين الإسرائيليين تحميل نتنياهو مسؤولية فشل مفاوضات الصفقة مع حركة حماس، وسط حالة من التشاؤم، بالتزامن مع زيارة بلينكن للمنطقة.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)