تجوّلت المتضامنة الأردنية سهام عبد الخالق، من وفد قافلة "أميال من الابتسامات"، بين أسر جرحى مسيرات العودة في مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، للاطلاع عن قرب على معاناة الجرحى الفلسطينيين، الذين يقدر عددهم بنحو 14 ألف مُصاب منذ بداية المسيرات على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، التي دخلت شهرها الثالث.
ملامح الصدمة والذهول والتأثر بدت واضحة على ملامح المتضامنة عبد الخالق، بعد مشاهدة عدد من الجرحى بإصابات مختلفة، كذلك ملامح الوفد المُرافق لها من عدة دول عربية وأجنبية، الذي يزور غزة للاطلاع على مستجدات الأوضاع فيه، والوقوف على الحالة الصحية لجرحى مسيرات العودة.
وتقول المتضامنة عبد الخالق لـ "العربي الجديد" إنها تزور القطاع للمرة الحادية عشرة، وفي ظروف مختلفة. وتمكنت من الوصول إلى القطاع في هذه الزيارة بعد أربع سنوات من الانقطاع. وتضيف "ما رأيناه من إصابات يمزق القلب، ويدل على إجرام العدو الإسرائيلي، وعلى العالم بأسره أن يتحرك وينظر بعين الرحمة للجرحى والمحتاجين للعلاج". وتؤكد مواصلة تسيير القوافل بهدف التخفيف من معاناة أهالي قطاع غزة.
وتقول زميلتها آلاء حامد من الأردن أيضاً أنها جاءت ضمن قافلة "أميال من الابتسامات" لتقديم المساعدات لغزة، مضيفة: "نحمل 18 ألف سلة غذائية، وأدوية للجرحى، ومساعدات لجرحى مسيرة العودة (...) سنبقى مقصرين مهما قدمنا للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية".
وعن ردة فعلها بعد رؤيتها عدداً من الحالات والإصابات لجرحى من مسيرات العودة، توضح حامد لـ "العربي الجديد" أن وضع الإصابات صعب للغاية. وتضيف: "لدينا جرحى في الأردن، ولكن وضعهم أفضل بكل الأحوال من جرحى غزة، وإصاباتهم البليغة".
يبيّن المتضامن ممدوح بدوي، رئيس هيئة الإغاثة العالمية - ألمانيا، أن القافلة تزور غزة للوقوف مع أهالي قطاع غزة، والاطلاع على أوضاع الجرحى، والعمل على ما يمكن توفيره لهم. ويضيف: "لا بد أن نرى بأعيننا الاحتياجات، وأن ننقل الصورة الواقعية التي رأيناها إلى المؤسسات في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم، ودعوتها إلى الحضور إلى غزة لتقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات".
ويوضح بدوي لـ"العربي الجديد" أن أوضاع جرحى مسيرات العودة "مأساوية جداً، ولم نتوقع أن نرى الجرحى بهذه الحالة، خصوصاً المُصابين منهم بالرصاص المُتفجر، وحالات القطع والبتر"، مضيفاً: "سنكون عوناً لهم، وندعو كل العالم إلى زيارة غزة، حتى يشاهدوا بأعينهم احتياجات القطاع".
ويقول المتضامن الجزائري زهير موساوي، من جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني في الجزائر: "القافلة جاءت لرسم الابتسامة على وجوه الأطفال الذين أراد الاحتلال الإسرائيلي أن ينزع منهم الفرحة، وأن نقول للشعب الفلسطيني إننا معك ومع مسيرات العودة الكبرى دعماً ومؤازرة، وإنك لست وحدك".
ويبيّن موساوي أن "أوضاع الجرحى صعبة للغاية، ويندى لها الجبين، وأن حالاتهم إنسانية بالدرجة الأولى، إذ لم يراع الاحتلال الإسرائيلي سلمية متظاهري مسيرات العودة الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم التي أقرّها القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة".
ويدعو المتضامن الجزائري المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب المصابين، وإلى جانب احتياجاتهم، مضيفاً: "الوضع صعب للغاية في مجمع الشفاء الطبي ومستشفيات قطاع غزة، هم ينتظرون الدعم اللازم من الأدوية والمعدات الطبية وفك الحصار حتى يتمكنوا من إنقاذ من يمكن إنقاذه".
وسمحت مصر، مساء أمس الثلاثاء، بدخول قافلة "أميال من الابتسامات" إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، إذ سيمكث الوفد الذي يحمل العديد من المساعدات الإنسانية أياماً عدة قبل العودة إلى مصر ومنها إلى دوله.