جراحة التجميل قد تكون قاتلة في روسيا

07 يونيو 2018
ربما تكون من النساء الحريصات على جمالهن (Getty)
+ الخط -
في أحيان كثيرة، تبحث النساء الروسيّات الأكثر نجاحاً في حياتهن المهنية وقطاع الأعمال عن إطالة أعمارهن والحفاظ على جمالهن من خلال عمليات التجميل. مثل هذا القرار قد يؤدي إلى نتائج مأساوية ثمنها حياتهن في بعض الأحيان.

وتُواصل جهات التحقيق والرقابة الصحية الروسية التحقّق من أسباب وملابسات خمس وفيات من جراء عمليات تجميل فاشلة، خلال الفترة الماضية. آخرها وقعت في إحدى العيادات الخاصة شمال غرب موسكو، نهاية مايو/أيار الماضي، بعدما لفظت امرأة (51 عاماً) أنفاسها بسبب عملية تجميل.

هذه الحوادث المتكرّرة فتحت نقاشاً ساخناً حول مدى التزام عيادات جراحة التجميل بمعايير الأمان وضرورة تشديد مسؤوليتها أمام الراغبين في الحفاظ على الجمال.



في هذا الإطار، تشير رئيسة حركة "من أجل حقوق النساء الروسيات"، المحامية ليودميلا أيفار، إلى أن مثل هذه الحوادث ليست جديدة في روسيا، لكنها باتت تجد صدى أكبر في الآونة الأخيرة. وتقول أيفار المعنية بالدفاع عن حقوق ضحايا جراحة التجميل، لـ "العربي الجديد": "ترتبط زيادة نسبة الضحايا بتداول الأخبار على نطاق واسع. ولمّا كانت الوفاة هي النتيجة الأكثر كارثية لجراحة التجميل ولها الصدى الأكبر، فهناك قضايا جنائية أخرى تتعلق بتقديم خدمات غير ملائمة وتشويه وجوه الضحايا. وعادة ما لا تنتشر الأخبار حول مثل هذه القضايا، كما لا تجد الضحايا فرصة لمساءلة الجراحين والحصول على تعويضات، ويفضلن السكوت وتدارك الأخطاء من خلال اللجوء إلى عيادات أخرى".

وعن الأسباب الرئيسية لمثل هذه الحوادث المروعة، تقول أيفار: "بات وضع جراحة التجميل كارثياً، وهناك كميات كبيرة من الأدوية والمواد الطبية المزيفة أو منتهية الصلاحية. وعادة ما تجرى التدخلات من خلال معالجين غير متخصصين في هذا النوع من الجراحة. أما النساء اللواتي يرتدن العيادات، فيبحثن عن خدمات بكلفة أقل على الرغم من المخاطر".

وللحدّ من تكرار مثل هذه الحوادث، تقول: "يجب تشديد الرقابة على إصدار التراخيص الطبية، وعملية استيراد الأدوية وفقاً للوائح المعمول بها، وليس منتجات غير طبية مستوردة من الصين أو سنغافورة". تضيف: "يتعيّن على النواب في مجلس الدوما النظر في وضع قانون ينظم إصدار التراخيص لعيادات جراحة التجميل وتأمين المسؤولية. في الوقت الحالي، ما من آلية لمساءلة جراحي التجميل إلا بموجب قانون حماية المستهلك. وحتّى في حال كسب الدعوى، فإن تعويض الأضرار المعنوية في روسيا ضئيل جداً".



من جهتها، رفضت الجمعية الروسية لجراحي التجميل طلب "العربي الجديد" التعليق على حوادث الوفيات الأخيرة إلى حين انتهاء التحقيقات. مع ذلك، يقول جراح تجميل، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن جراحة التجميل لم تظهر كتخصّص مستقل في روسيا إلا عام 2012. لذلك، فإنّ غالبية الجراحين درسوا تخصصات أخرى، ثم طوروا دراستهم من خلال دورات تدريبية تتعلّق بالتجميل.

وخلال الفترة الأخيرة، بدأت تنتشر قصص مروّعة عن وفيات خضعوا لجراحات تجميلية في روسيا. وأظهرت تحقيقات أولية أن ثلاث نساء قضين بعد خضوعهن لجراحة تجميل في عيادة "ميدلانج" في موسكو، من جراء إصابتهن ببكتيريا خطيرة من نوع كلوستريديا، والتي تتسبب في أمراض قاتلة مثل الغرغرينا الغازية والكزاز، وتؤدي إلى فشل الكبد والكلى والوفاة. وبحسب التحقيقات، فإن هذه البكتيريا القاتلة دخلت إلى أجسامهن مع مادة التخدير.

ومن بين ضحايا عيادة "ميدلانج" امرأة في 55 من عمرها تدعى ناتاليا أورلوفا، حقّقت نجاحاً كبيراً في البورصة، وحازت لقبي "أفضل مضارب مليونير" و"أفضل مستثمر خاص - 2013" في بورصة موسكو، من دون أن تحميها أموالها من أدوات التجميل القاتلة.

أما واقعة الوفاة الرابعة لامرأة في 32 من عمرها، فحدثت في عيادة "تريومف بالاس"، من دون التحقيق في أسباب الفاجعة بعد. والحادثة الخامسة كانت في عيادة "نيو مي"، بعدما تعرضت امرأة إلى مشكلة في الدورة الدموية، ما أدى إلى وفاتها.

ولعلّ تكرار مثل هذه القصص الحزينة دفع هيئة الرقابة الصحية الروسية "روس زدراف نادزور" إلى إصدار مجموعة من التوصيات لرواد عيادات التجميل، خصوصاً النساء، شملت التأكد من حيازة العيادة على تراخيص التجميل والأطباء على شهادات في الجراحة التجميلية، إضافة إلى التأكد من تاريخ الأدوية والمواد الطبية ومدى جودتها.
المساهمون