جراحة التجميل في السينما المصرية: يوسف وهبي افتتحها

22 نوفمبر 2016
إسماعيل ياسين بطل "الآنسة حنفي" عن المتحولين (فيسبوك)
+ الخط -
تعددت الروايات الخاصة بإجراء أول عملية تجميل في العالم. فهناك رواية تزعم أن الهنود هم أول من عرفوا عمليات التجميل، وتحديداً ترقيع الجلد، في القرن الثامن قبل الميلاد. وهناك رواية أخرى تقول، إن الحرب العالمية الأولى كانت سبباً أساسياً في ظهور ما يسمّى بعمليات التجميل، بسبب التشوهات الهائلة التي لحقت بالجنود من جراء الحرب. واستطاع النيوزيلاندي، هارولد جيليز، تنفيذ أكثر من عملية تجميليّة في وجوه جنود شُوِّهوا أثناء الحرب، ليصبح بذلك الأب الروحي للجراحة التجميليّة الحديثة. وتقول إحدى الروايات، إن مصر الفرعونية عرفت جراحة التجميل، لكنها كانت تستخدمها لترميم هيئة المومياوات، ولم تُنفَّذ على الأحياء، واقتصرت على علاج رضوض وجه المومياوات، وكسور الأنف والفك، للحفاظ على المومياء في صورتها الطبيعية التي تُبْعَث عليها كما كانوا يعتقدون.


ورغم عدم وجود تاريخ مُحدّد لدخول طب التجميل في مصر في العصر الحديث، إلا أنّ هناك عدداً من الدلائل التي تشير إلى استخدامه مُبكّراً في مصر، تحديداً في ثلاثينيات القرن الماضي، من خلال عمليات التجميل التي تم إجراؤها على عدد من الفنانين القدامى. إذ خضع الفنان، يوسف بك وهبي، لإجراء عملية جراحية تجميلية لتصغير أنفه من أجل الفن، كما أكّد هو في تسجيل إذاعي قديم. كما أن هناك عدداً من الأفلام المصرية التي أشادت بطب التجميل في مصر، وكيف أنه كان ناجحاً في فترات مبكرة، إذ كان يتم التعامل معه بحذر، ومن هذه الأفلام:

- فيلم "الرجال لا يتزوجون الجميلات"، عام 1965، بطولة شويكار وأحمد خميس وحسين الشربيني، وتأليف هيلين خياط، وإخراج أحمد عطية. كانت تعاني البطلة من ضخامة أنفها، مما سبب لها إحراجاً كبيراً، تطوّر إلى عقدة نفسيّة لم تستطع مواجهة المجتمع معها، فاضطرت إلى الذهاب إلى طبيب لإجراء جراحة تجميلية في الأنف، رغم التحديات التي واجهتها حول إمكانية فشل العملية وخطورتها، لكن العملية نجحت، وغيّرت تماماً في شكلها.

- فيلم "الحلوة عزيزة"، عام 1969، بطولة هند رستم وشكري سرحان ويوسف وهبي، وتأليف وإخراج حسن الإمام. وتدور أحداثه حول راقصة جميلة يلقي أحد الأشخاص على وجهها ماء نار ليشوهها بسبب رفضها الزواج منه، فتعتزل الرقص وتنزوي، ويقابلها طبيب شاب ويقرر إجراء عملية تجميل لوجهها، وبالفعل تنجح العملية، وتبدأ حياتها من جديد.

- فيلم "الآنسة حنفي"، عام 1954، بطولة إسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري وزينات صدقي، وتأليف جليل البنداري، وإخراج فطين عبد الوهاب. ورغم أن الفيلم كوميدي، إلا أنه يناقش قضية هامة في طب التجميل وهي "تحويل الجنس"، وهي مرحلة جديدة في طب التجميل حينها، وباعتبارها قضية شائكة ومرفوضة في المجتمعات العربية، تمت مناقشتها في إطار كوميدي، حتى لا تعطي بعداً جدياً لتلك المسألة. في الفيلم، يشعر البطل ليلة زفافه بآلام كبيرة، ينتقل على أثرها إلى المستشفى، ليكتشف ضرورة إجراء عملية جراحية وتجميلية له، ويتحول إلى أنثى.
ومع انتشار عمليات التجميل وتوسّعها على أرض الواقع، مُؤخّرا، تعاملت السينما بخفة في تلك المسألة، فلم تعد الأفلام تناقش تلك المسألة بحذر كالسابق، أو ما ينتج عنها من آثار جانبية أو تشوهات، وهو ما يفسر خضوع أغلب الأفلام الحديثة التي تناقش عمليات التجميل لإطار كوميدي بعيداً عن الجدية.


دلالات
المساهمون