جدل تونسي حول زيارة وفد شبابي إلى تل أبيب

29 أكتوبر 2019
تظاهرة سابقة متضامنة مع فلسطين في تونس (ياسين قايدي/الأناضول)
+ الخط -
أثارت تدوينة نشرها الإعلامي التونسي برهان بسيس حول زيارة وفد شبابي إلى تل أبيب بتسهيل من سفارة ألمانيا في تونس، جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي حول التطبيع مع الكيان الصهيوني، في الأيام الأخيرة، فيما سارعت السفارة الألمانية في تونس عبر بيان لها إلى تكذيب الخبر، وكذلك فعلت الخارجية التونسية.

الحكاية بدأت بعد نشر برهان بسيس تدوينة يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول جاء فيها "تنطلق غدا الأحد 27 أكتوبر 2019 رحلة وفد شبابي تونسي من بروكسل إلى تل أبيب في إطار برنامج سلام شبابي بإشراف البرلمان الأوروبي... سيكون للوفد الشبابي التونسي زيارة لعديد المؤسسات الإسرائيلية ومنها الكنيست... موظفة تونسية بالبرلمان الأوروبي هي من تقوم بمهمة التنسيق العام للزيارة... والسفارة الألمانية بتونس هي من قامت بتنسيق عملية إسناد تأشيرات الدخول إلى إسرائيل...".


وأثارت التدوينة ردود فعل كبيرة بين مكذب لها ومصدق، وبين متهم للإعلامي برهان بسيس بأن غايته "إرباك المشهد السياسي" في تونس خاصة بعد إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد اعتباره التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة عظمى.

وكتب السياسي طارق الكحلاوي مساء أمس الاثنين تدوينة على صفحته رد فيها على برهان بسيس بالقول "ذكر بدون أي جهد للتحري عن "وفد شبابي تونسي في زيارة لإسرائيل وسفارة تونس في ألمانيا تيسر الحصول على الفيزا لاسرائيل"... مع صورة جماعية والجميع ينسخ ويلصق. الآن يتبين أنه لا يوجد "وفد شبابي تونسي" وأن المنسقة بلجيكية من أصل تونسي وأنها تنشط في بلجيكا ولم تنشط في تونس، وأن سفارتنا لم تيسر الحصول على فيزا لإسرائيل. لماذا يتسرع برهان بسيس وينقل خبرا وهميا؟ هل تحركه حماسته وغيرته ورفضه التاريخي للتطبيع؟ لا أتذكر الرجل عند دعوة بن علي لشارون إلا مدافعا ومسوغا للزيارة".

وأضاف "لبرهان بسيس الحق أن يكون له رأي يشكك في مصداقية قيس سعيد... لكن ليس من حقه مغالطة الناس والنفخ في الفراغ... لم يدّع قيس سعيد أنه سيد المقاومة... لم تكن أول نقاط برنامجه تحرير فلسطين... سئل عن التطبيع أجاب بعفوية كل مواطن تونسي وكان موقفه منسجما مع الوضع الرسمي".


رد طارق الكحلاوي على برهان بسيس دفع هذا الأخير إلى الرد عليه ليلة أمس الاثنين بتدوينة مرفقة بصور للوفد المشارك في زيارة تل أبيب جاء فيها "بخصوص رد الفريق الإعلامي للسفارة الألمانية بتونس الذي ذكّر بأن السفارة لا تمنح إلا فيز الدخول لألمانيا أو دول فضاء شانغين، فإني أود بدوري التذكير بأن دخول التونسيين لإسرائيل يتم منذ مدة بما يسمى تصاريح دخول أو فيز زرقاء تمنح في مطار بن غوريون مباشرة لا تسجل على جوازات السفر ولكن قبلها تكون السلطات الأمنية الإسرائيلية قد فتحت أبحاثا أمنية دقيقة بخصوص هؤلاء الراغبين في دخول إسرائيل وهذه الأبحاث يا سادة تجري عن طريق المكاتب الأمنية لبعض السفارات الصديقة والشقيقة في تونس والتي يتولاها مسؤولو مكاتبها الأمنية نيابة عن الطرف الإسرائيلي في إطار علاقات التعاون والتنسيق".

وأضاف "رجاء أوقفوا هذه المزايدات الفارغة بخصوص فلسطين والتطبيع وتعالوا نبني وطنا بشكل عقلاني يتوفر فيه رفاه العيش للجميع... ولنبدأ بتحرير كل شيء جميل فينا... فلسطين... تلك الأشياء الجميلة الكامنة في كل روح منا".


ونفت وزارة الخارجية التونسية تحول وفد شبابي تونسي لزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرةً إلى أن الأمر يتعلق ببعثة أوروبية لا علاقة لتونس بها.

وأصدرت الخارجية بلاغا رسمياً قالت فيه إنه بعد التحري مع بعثة الاتحاد الأوروبي بتونس ومؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل والتقصي مع الجهات الفلسطينية في رام الله وفي عدد من العواصم الأخرى، فإن ما تم تداوله من معلومات في مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص زيارة وفد شبابي تونسي إلى إسرائيل لا أساس له من الصحة وأن الصور التي تم نشرها تتعلق بزيارة وفد أوروبي من بينه سيّدة بلجيكية من أصل تونسي، عضوة في حزب سياسي بلجيكي.

ودعت الخارجية التونسية في البيان "الجميع إلى عدم توظيف القضية الفلسطينية في مسائل سياسية وداخلية والابتعاد عن المزايدات في خصوص دعم القضية الفلسطينية العادلة باعتبارها قضية تحرر وطني تحظى بإجماع كافة شرائح الشعب التونسي".

من جانبها، فندت منسّقة زيارة الوفد الشبابي لإسرائيل ما نقله الإعلامي برهان بسيس وما وصفه بـ"رحلة وفد تونسي إلى إسرائيل".

وقالت منسّقة الرحلة وهي بلجيكية من أصول تونسية تدعى منى المسلمي "نعم، أنا في زيارة إلى "إسرائيل"، ولكن صحبة وفد بلجيكي وعبر جواز السفر البلجيكي كمستشارة للبرلمان الأوروبي، ولا دخل لتونس في ذلك".

يُذكر أن القوانين التونسية الجاري المعمول بها الآن لا تجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وقد سبق للبرلمان التونسي أن رفض الفصل الذي يجرم التطبيع في الدستور التونسي سنة 2014.

وسبق لعديد الفنانين التونسيين أن أحيوا حفلات فنية في الكيان الصهيوني أهمهم الفنان محسن الشريف الذي لم يتعرض إلى أية عقوبات سوى الفصل من نقابة الفنانين التونسيين.