في دراسة أُجريت على المدارس الأميركية عام 1996 تبيّن أن الفتيات يرسمن الغرافيتي على جدران الحمامات الخاصة بهن أكثر من الأولاد، وأن هؤلاء يرسمون أقل في حماماتهم وأكثر على جدران المدارس الخارجية والساحات العامة.
لا أحد يستبعد النساء، فعلياً، من الانضمام لنادي الغرافيتي في العالم، لكن الافتراض أن هذا النادي هو لـ "الأولاد الكبار" فقط، صناعته ذكورية وجمهوره وفضائه، هو أمر متضمن ذهنياً، حتى ليبدو أن يذيع صيت فنانة غرافيتي أمر يندر تحقّقه.
من هنا لن يكون مستغرباً وجود فنانتين فقط من بين 72 فنان غرافيتي اشتهروا في بريطانيا في العقدين الأخير، وبضعة فنانات في أميركا أشهرهن باربرا 62 ومايا هيوك والمشاغبة جيلي بيلياستك "مخربة" أنفاق المترو في نيويورك المعروفة برسم شخصية لجندي يرتدي كمامة ضد الغازات السامة، والتي تم القبض عليها أكثر من مرة بتهمة التخريب. من هنا أيضاً سنجد أن "فنانات على السطح"، وهو أضخم حدث جمع رسامات الغرافيتي من حول العالم في ميلانو، ضمّ ثلاثين فنانة فقط.
ارتباط المرأة بالتعبير في الفضاء العام حديث نسبياً، كما أن حركة الغرافيتي التي بدأت في الازدهار عالمياً مطلع الثمانينيات كانت تعتبر تخريباً يقوم به مراهقون مشاغبون أو عصابات الشارع أو متمردون غاضبون. الشغب والتمرد والغضب صفات ترتبط إلى حد كبير بحرية الرجل في الحركة والتواجد خارج المنزل والتعبير الطلق، أمور تمكنت منها النساء في بعض المجتمعات منذ زمن ليس ببعيد.
ولكي تصبح المرأة فنانة غرافيتي، لا يكفي أن تمتلك الموهبة وعلبة رش الألوان فقط، بل عليها أن تتعلم مهارات العيش بشروط مختلفة، مثلاً، تقول فنانة الغرافيتي الإكوادورية البريطانية ليدي بينك "فعلت كل ما لا يفترض من فتاة أن تفعله، بدلاً من تعلم أصول الأناقة والجمال كنت أتعلم كيف أتسلق الجدران في منتصف الليل، وكيف أتجنب البوليس كأنني من النينجا".
اقرأ أيضاً: زواج سرّي