جاووش أوغلو يطالب باريس بالاعتذار: اتهامات "خاطئة"

02 يوليو 2020
يزور جاووش أوغلو العاصمة الألمانية برلين (جيم أوزديل/الأناضول)
+ الخط -

طالب وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الخميس، باريس بالاعتذار عمّا اعتبره معلومات "خاطئة" بخصوص حادث بحري بين البلدين في البحر المتوسط، بينما طالب ألمانيا بإعادة النظر في قرار تحذير السفر إلى تركيا بسبب وباء فيروس كورونا.

وقال جاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الألماني هايكو ماس في العاصمة برلين: "ننتظر من فرنسا أن تعتذر. أن تعتذر بلا شروط"، مشدداً على أنّ "من غير المقبول أن تقدّم فرنسا تأكيدات خاطئة وتتحرك ضد تركيا"، وذلك بعد أن اتهمت باريس أنقرة باستهداف إحدى فرقاطاتها المشاركة في عملية بحرية أمنية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في البحر المتوسط.

وتشهد العلاقات التركية الفرنسية تدهوراً، خصوصاً على خلفية الأزمة الليبية، ما حدا فرنسا إلى طلب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للتباحث بشأن تركيا. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان، أمس الأربعاء، أمام مجلس النواب الفرنسي: "بطلب منا، سينعقد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 13 يوليو/ تموز، سيكون مخصصاً حصراً للمسألة التركية". وأضاف: "فرض الاتحاد الأوروبي أصلاً عقوبات على تركيا بسبب عمليات الحفر التي بدأتها تركيا في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص (...) ويمكن أيضاً النظر في فرض عقوبات أخرى".

وتتهم فرنسا تركيا بخرق الحظر المفروض على إرسال الأسلحة إلى ليبيا، وباستهداف فرقاطة فرنسية خلال عملية مراقبة بحرية، وهو ما تنفيه أنقرة. وبعد ذلك الحادث، أوقفت فرنسا مشاركتها في مهمة "سي غارديان" التابعة لحلف شمال الأطلسي في المنطقة.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقالت فرنسا، الشهر الماضي، إنها تريد إجراء محادثات مع شركائها في حلف الأطلسي لبحث دور تركيا "العدواني" في ليبيا، واتهمت أنقرة، التي تدعم "حكومة الوفاق" الليبية المعترف بها دولياً، بإحباط مساعي التوصل إلى هدنة، بكسرها حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة.

ونددت أنقرة، بدورها، بالانتقادات التي وجهتها باريس إلى دورها في ليبيا، قائلة إنها تنمّ عن سياسة مبهمة ويتعذّر تفسيرها من جانب فرنسا تجاه ليبيا.

من جهة ثانية، أعرب وزير الخارجية التركي عن استياء بلاده من تحذيرات الاتحاد الأوروبي لمواطنيه بعدم السفر إلى تركيا، متهماً الاتحاد الأوروبي بالإبقاء على تقييدات السفر بالنسبة لأنقرة "لأسباب سياسية".
ولفت جاووش أوغلو إلى أن بعض الدول التي أدرجتها بروكسل على قائمة الدول المسموح لأشخاص منها بالسفر مجدداً إلى الاتحاد الأوروبي، تعد أسوأ حالا من تركيا.
وقال الوزير التركي: "نرى في هذا الشأن أنه تم اتخاذ القرار بدوافع سياسية"، لافتا إلى أنه يجب تقييم قائمة الاتحاد الأوروبي في إطار "معايير موضوعية"
ودعا جاووش أوغلو مجدداً إلى إلغاء التحذير من السفر الخاص بوزارة الخارجية الألمانية بالنسبة لتركيا، وقال إن بعض السائحين بدأوا في قضاء عطلاتهم تدريجياً في تركيا. واستدرك قائلاً: "ولكن المهم في هذا الشأن أنه يتعين على ألمانيا فحص هذا التحذير من السفر، لاسيما في إطار بيانات موضوعية. أصدقاؤنا الألمان يرغبون في قضاء أجازة في تركيا".
من جهته، قال ماس عن الطلبات الصادرة من تركيا، إن هناك رغبة في التنسيق بشكل وثيق داخل الاتحاد الأوروبي. وأضاف: "فقط إذا عملنا في تناغم قدر الإمكان في أوروبا، سيكون ممكنا التحكم في انتشار الفيروس".
وتعتبر تركيا، التي تضرر أحد أهم قطاعتها المتمثل بالسياحة؛ ثالث وجهة سياحية للألمان بعد إسبانيا وإيطاليا، إلا أنه ورغم بدء فصل الصيف انخفضت أعداد السياح الألمان بفعل تفشي فيروس كورونا. ولم يصل إلى تركيا خلال شهر مايو/أيار الماضي سوى حوالي 1000 سائح، أي أقل ما بنسبته 99,26 في المائة بالمقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وحيث وصل العدد الاجمالي الزوار الألمان العام إلى خمسة ملايين شخص.