أسفل حي القصبة العتيقة في قلب العاصمة الجزائرية، يتربع جامع علي بتشين، أحد أشهر مساجد الجزائر، في "زوج عيون"، متوسطاً الشارع المؤدي إلى باب الوادي بين ساحة الشهداء وثانوية الأمير عبد القادر. بُني بفرادة معمارية فوق 17 حانوتاً تجارياً للصناعات والحرف التقليدية المعروفة التي لا تزال تزاول نشاطها إلى غاية اليوم في القصبة.
يتخذ هذا المسجد الذي شُيّد على مساحة 500 متر مربّع طابعاً عثمانياً بلمسات أمازيغية، وحرص بانيه على أن يكون جزءاً من نسق عمارة القصبة. تضم واجهته الرئيسية عين ماء تعرف بـ "عين الشارع" وصنّف موروثاً تاريخياً في 29 نيسان عام 1949. بعد أن بقيت أبوابه موصدة لخمس سنوات (2005 - 2010)، نتيجة عملية الترميم التي عرفها على مستوى قاعة الوضوء، وإعادة البلاط بعد الوضعية السيئة التي عرفها نتيجة الإهمال؛ عاد بتشين قبلة المصلين الأولى في العاصمة. وبجانب بتشين، نجد الجامع الكبير الذي كان يسمى قديماً بالجامع الأعظم (1018 ميلادي) وأيضاً "الجامع الجديد" المعروف قديماً بالمسجد الحنفي (1660 ميلادي) مقابل ساحة الشهداء.
يخفي جامع علي بتشين، الذي شيّد عام 1622، خلفه حكاية مثيرة وملهمة، وإحدى قصص الحب الغريبة؛ حكاية علي بتشين، واسمه الأصلي ألبيريكو بيتشينيني، هو بحار إيطالي وُلد في قرية ميرتيتو في مدينة توسكانا الإيطالية. ركب البحر وانضم إلى سفينة قراصنة وشاءت الأقدار أن يقع في حدود سنة 1578 أسيراً للبحرية الجزائرية التي أنزلته في ميناء مدينة الجزائر، ليبزغ نجمه لاحقاً، ويتحول البحّار الأسير إلى أحد أهم الشخصيات السياسية والعسكرية في الجزائر آنذاك.
بعد أسره، اشتراه القائد فتح الله بن خوجة بن بيري، الّذي كان يملك سفناً تبحر بإمرته في البحر الأبيض المتوسط، وعلى يده أسلم بيتشينيني في 1599، ليصير اسمه فيما بعد علي بتشين، الضابط الذي ارتقى المناصب العسكرية في البحرية الجزائرية إلى أعلى سلم فيها، ليتولّى قيادتها العامة في الفترة الممتدة بين 1630 و1646، حائزاً لقب "الرايس" علي بتشين، وهو ما يعادل رتبة "الأميرال" في عصرنا الحديث.
"إن البحر الأبيض المتوسط ليس له أي بلد، وهو ينتمي إلى الجميع، هنا وهناك، حيث تولد الشمس وتموت". هكذا كتب علي بتشين وقد قرر، بعد وفاة والده الروحي الرايس بن خوجة، الزواج بعد أن رأى الأميرة الأمازيغية الجميلة لالة لالاهم ابنة سلطان مملكة كوكو، أحمد بلقاضي. ومضى بتشين لطلب يد الأميرة رفقة لالا نفيسة أرملة الرايس بن خوجة وحاشية كبيرة ليظهر ثراءه أمام أنسبائه الجدد، غير أن لالاهم رفضت هداياه النفيسة.. ورغم موافقة الأب على الزواج، طلبت لالة لالاهم من القاضي ألا يسجل الزواج واقتربت منه هامسة: "لا أريد كل هذا، شرطي الوحيد للزواج أن يبني لي مسجداً للمسلمين وسيكون هذا مهري". في مارس 1622 نفذ بتشين وعده للفوز بقلبها وارتفعت قاعة صلاة مسجد بتشين. يؤكد الكاتب الإيطالي ريكاردو نيكولاي صاحب كتاب "علي بتشين… في حب أميرة" أن بتشين أحضر رخام مدينة ماسا، موطنه الأصلي، لتعبيد الأرضية، وزاده زواجه من الأميرة لالاهم قوة ونفوذاً ودخل بمواجهة مع السلطان العثماني مستفيداً من دعم أنسبائه.
يخفي جامع علي بتشين، الذي شيّد عام 1622، خلفه حكاية مثيرة وملهمة، وإحدى قصص الحب الغريبة؛ حكاية علي بتشين، واسمه الأصلي ألبيريكو بيتشينيني، هو بحار إيطالي وُلد في قرية ميرتيتو في مدينة توسكانا الإيطالية. ركب البحر وانضم إلى سفينة قراصنة وشاءت الأقدار أن يقع في حدود سنة 1578 أسيراً للبحرية الجزائرية التي أنزلته في ميناء مدينة الجزائر، ليبزغ نجمه لاحقاً، ويتحول البحّار الأسير إلى أحد أهم الشخصيات السياسية والعسكرية في الجزائر آنذاك.
بعد أسره، اشتراه القائد فتح الله بن خوجة بن بيري، الّذي كان يملك سفناً تبحر بإمرته في البحر الأبيض المتوسط، وعلى يده أسلم بيتشينيني في 1599، ليصير اسمه فيما بعد علي بتشين، الضابط الذي ارتقى المناصب العسكرية في البحرية الجزائرية إلى أعلى سلم فيها، ليتولّى قيادتها العامة في الفترة الممتدة بين 1630 و1646، حائزاً لقب "الرايس" علي بتشين، وهو ما يعادل رتبة "الأميرال" في عصرنا الحديث.
"إن البحر الأبيض المتوسط ليس له أي بلد، وهو ينتمي إلى الجميع، هنا وهناك، حيث تولد الشمس وتموت". هكذا كتب علي بتشين وقد قرر، بعد وفاة والده الروحي الرايس بن خوجة، الزواج بعد أن رأى الأميرة الأمازيغية الجميلة لالة لالاهم ابنة سلطان مملكة كوكو، أحمد بلقاضي. ومضى بتشين لطلب يد الأميرة رفقة لالا نفيسة أرملة الرايس بن خوجة وحاشية كبيرة ليظهر ثراءه أمام أنسبائه الجدد، غير أن لالاهم رفضت هداياه النفيسة.. ورغم موافقة الأب على الزواج، طلبت لالة لالاهم من القاضي ألا يسجل الزواج واقتربت منه هامسة: "لا أريد كل هذا، شرطي الوحيد للزواج أن يبني لي مسجداً للمسلمين وسيكون هذا مهري". في مارس 1622 نفذ بتشين وعده للفوز بقلبها وارتفعت قاعة صلاة مسجد بتشين. يؤكد الكاتب الإيطالي ريكاردو نيكولاي صاحب كتاب "علي بتشين… في حب أميرة" أن بتشين أحضر رخام مدينة ماسا، موطنه الأصلي، لتعبيد الأرضية، وزاده زواجه من الأميرة لالاهم قوة ونفوذاً ودخل بمواجهة مع السلطان العثماني مستفيداً من دعم أنسبائه.