رغم الصراعات والحروب، شهد قطاع التعليم في أفغانستان ازدهاراً نسبياً، خصوصاً التعليم الجامعي الخاص. سابقاً، كان عدد الجامعات الحكوميّة محدوداً. لكن، في الآونة الأخيرة، فُتحت عشرات الجامعات الخاصة التي استقطبت عدداً كبيراً من الطلاب الذين كانوا يتوجّهون إلى دول الجوار لمتابعة تعليمهم الجامعي، خصوصاً دراسة الشريعة والقانون والاقتصاد والآداب وغيرها. ولم يعد الطلاب يُفضّلون الذهاب إلى باكستان أو إيران أو دول أخرى لدراسة هذه الاختصاصات.
يقول الطالب الجامعي محمد مهمند: "ذهبت إلى باكستان لدراسة القانون في جامعة بشاور، علماً أنّني سبق ودرست فصلاً واحداً في جامعة الدعوة الأفغانيّة الخاصة. وبعد عام من الدراسة في باكستان، عدت إلى أفغانستان، إذ إنّني لم أجد فرقاً كبيراً بينهما، وكنت أصرف مالاً كثيراً على السكن وغيره. الآن، أدرس في جامعة الدعوة، وأعود إلى المنزل من دون أن أكون مضطراً إلى استئجار منزل، ولا فرق بين الدراسة هنا وهناك".
كذلك، يتابع أحمد وفا دراسة هندسة الكمبيوتر في جامعة "كاردان" الأفغانية، رغم نجاحه في امتحان القبول للجامعات الباكستانية التي أشرفت عليها السفارة الباكستانية في كابول، ويعد النجاح فيها حلماً بالنسبة لشباب كثيرين. ويقول وفا إنّه "لا فرق بين الدراسة هنا وهناك. لماذا نصرف مبالغ ضخمة على التعليم هناك، علماً أنه في بلدنا جامعات كثيرة تقدم المستوى الدراسي نفسه تقريباً؟". وبعد التخرّج، ينوي متابعة الدراسات العليا في الخارج.
رغم تطوّر الجامعات الأفغانية الخاصة، خلال السنوات الماضية، ما زالت تواجه مشاكل كبيرة وثغرات تحتاج إلى المعالجة، وذلك بالتنسيق بين الحكومة والمعنيين في الجامعات الخاصة أو القائمين عليها. يقول الناشط عبد الباسط إنّ الجامعات الخاصة، وهي كثيرة، تسعى إلى التطوير، إلّا أن هذا ليس كافياً، مشيراً إلى وجوب إقرار قوانين جديدة، بهدف جعل هذه الجامعات في خدمة العلم وتثقيف الجيل الجديد، بدلاً من الحصول على المال. يضيف أنّ التنافس بين الجامعات بهدف الحصول على المال يعدّ إحدى أكبر العقبات في وجه تقدّم هذه الجامعات، خصوصاً أنها فتحت باباً جديداً أمام الفساد. ويشير إلى أنّ الجامعات الخاصة لا تركّز كثيراً على الجانب الأكاديمي، بل تضع خططها بحسب مصالحها المادية، وباتت تتنافس في ما بينها لكسب الكثير من المال.
اقــرأ أيضاً
ويحكي طالب الدراسات العليا في إحدى الجامعات الخاصة، فصيح الله، عن أستاذ سأله أكثر من مرة أن يجلب له هدية حتى ينجح في المادة التي يُدرّسها، وقد رسب فيها مرتين، وفي حال لم يجلب له هدية، سيرسب مرة أخرى. وبعدما جلب له هدية، حصل على درجة عالية فيها. كذلك، يمكن للطلاب الحصول على درجات نهائية من الجامعات الخاصة في مقابل دفع المال. يوضح أنه في أحيان كثيرة، ينجح الطلاب في الامتحانات النهائية إذا ما دفعوا المال للمعنيين "وهذا ما حصل مع اثنين من أصدقائي".
إلى ذلك، من المشاكل الموجودة في الجامعات الخاصة عدم وجود مكتبات عملية. ورغم وجود عشرات الجامعات في العاصمة كابول، ليس هناك مكتبة واحدة، رغم حاجة الطلاب الكبيرة إليها من أجل أبحاثهم. ويواجه الطلاب والطالبات مشكلة كبيرة للحصول على الكتب والمواد العملية خلال كتابة الرسائل في العام الأخير من مرحلة البكالوريوس أو في مرحلة الماجستير، خصوصاً الطالبات اللواتي يواجهن صعوبات الخروج من البيت.
وتسأل ناهيدة، وهي طالبة في مرحلة الماجستير في إحدى الجامعات الخاصة، أنه لو كان هدف الجامعات الخاصة خدمة العلم وتثقيف الجيل الجديد، فلماذا لم تهتم بإنشاء مكتبة علمية تساعد الطلاب خلال إعداد أبحاثهم. تضيف أن هدف تلك الجامعات والقائمين عليها الحصول على المال فقط، لذلك تفتتح كليات جديدة. أما فتح مكتبات أو مراكز علمية من أجل الأبحاث، فيكلفهم مالاً من دون أن يعود إليهم بأية فائدة.
أيضاً، من المشاكل الموجودة في الجامعات عدم توفّر كتب جامعية، ما يجعلها تستعين بالكتب الإيرانية، لأنها باللغة الفارسية التي يتقنها الطلاب والطالبات، أو تلك المكتوبة باللغتين الإنجليزية أو العربية، في حين ليس هناك أية برامج لإتقان الطلاب اللغتين. لذلك، يواجهون صعوبات لدى قراءة تلك الكتب.
اقــرأ أيضاً
يقول الطالب الجامعي محمد مهمند: "ذهبت إلى باكستان لدراسة القانون في جامعة بشاور، علماً أنّني سبق ودرست فصلاً واحداً في جامعة الدعوة الأفغانيّة الخاصة. وبعد عام من الدراسة في باكستان، عدت إلى أفغانستان، إذ إنّني لم أجد فرقاً كبيراً بينهما، وكنت أصرف مالاً كثيراً على السكن وغيره. الآن، أدرس في جامعة الدعوة، وأعود إلى المنزل من دون أن أكون مضطراً إلى استئجار منزل، ولا فرق بين الدراسة هنا وهناك".
كذلك، يتابع أحمد وفا دراسة هندسة الكمبيوتر في جامعة "كاردان" الأفغانية، رغم نجاحه في امتحان القبول للجامعات الباكستانية التي أشرفت عليها السفارة الباكستانية في كابول، ويعد النجاح فيها حلماً بالنسبة لشباب كثيرين. ويقول وفا إنّه "لا فرق بين الدراسة هنا وهناك. لماذا نصرف مبالغ ضخمة على التعليم هناك، علماً أنه في بلدنا جامعات كثيرة تقدم المستوى الدراسي نفسه تقريباً؟". وبعد التخرّج، ينوي متابعة الدراسات العليا في الخارج.
رغم تطوّر الجامعات الأفغانية الخاصة، خلال السنوات الماضية، ما زالت تواجه مشاكل كبيرة وثغرات تحتاج إلى المعالجة، وذلك بالتنسيق بين الحكومة والمعنيين في الجامعات الخاصة أو القائمين عليها. يقول الناشط عبد الباسط إنّ الجامعات الخاصة، وهي كثيرة، تسعى إلى التطوير، إلّا أن هذا ليس كافياً، مشيراً إلى وجوب إقرار قوانين جديدة، بهدف جعل هذه الجامعات في خدمة العلم وتثقيف الجيل الجديد، بدلاً من الحصول على المال. يضيف أنّ التنافس بين الجامعات بهدف الحصول على المال يعدّ إحدى أكبر العقبات في وجه تقدّم هذه الجامعات، خصوصاً أنها فتحت باباً جديداً أمام الفساد. ويشير إلى أنّ الجامعات الخاصة لا تركّز كثيراً على الجانب الأكاديمي، بل تضع خططها بحسب مصالحها المادية، وباتت تتنافس في ما بينها لكسب الكثير من المال.
ويحكي طالب الدراسات العليا في إحدى الجامعات الخاصة، فصيح الله، عن أستاذ سأله أكثر من مرة أن يجلب له هدية حتى ينجح في المادة التي يُدرّسها، وقد رسب فيها مرتين، وفي حال لم يجلب له هدية، سيرسب مرة أخرى. وبعدما جلب له هدية، حصل على درجة عالية فيها. كذلك، يمكن للطلاب الحصول على درجات نهائية من الجامعات الخاصة في مقابل دفع المال. يوضح أنه في أحيان كثيرة، ينجح الطلاب في الامتحانات النهائية إذا ما دفعوا المال للمعنيين "وهذا ما حصل مع اثنين من أصدقائي".
إلى ذلك، من المشاكل الموجودة في الجامعات الخاصة عدم وجود مكتبات عملية. ورغم وجود عشرات الجامعات في العاصمة كابول، ليس هناك مكتبة واحدة، رغم حاجة الطلاب الكبيرة إليها من أجل أبحاثهم. ويواجه الطلاب والطالبات مشكلة كبيرة للحصول على الكتب والمواد العملية خلال كتابة الرسائل في العام الأخير من مرحلة البكالوريوس أو في مرحلة الماجستير، خصوصاً الطالبات اللواتي يواجهن صعوبات الخروج من البيت.
وتسأل ناهيدة، وهي طالبة في مرحلة الماجستير في إحدى الجامعات الخاصة، أنه لو كان هدف الجامعات الخاصة خدمة العلم وتثقيف الجيل الجديد، فلماذا لم تهتم بإنشاء مكتبة علمية تساعد الطلاب خلال إعداد أبحاثهم. تضيف أن هدف تلك الجامعات والقائمين عليها الحصول على المال فقط، لذلك تفتتح كليات جديدة. أما فتح مكتبات أو مراكز علمية من أجل الأبحاث، فيكلفهم مالاً من دون أن يعود إليهم بأية فائدة.
أيضاً، من المشاكل الموجودة في الجامعات عدم توفّر كتب جامعية، ما يجعلها تستعين بالكتب الإيرانية، لأنها باللغة الفارسية التي يتقنها الطلاب والطالبات، أو تلك المكتوبة باللغتين الإنجليزية أو العربية، في حين ليس هناك أية برامج لإتقان الطلاب اللغتين. لذلك، يواجهون صعوبات لدى قراءة تلك الكتب.