جاك هيرشمان.. هجّاء حروب أميركا ووحشية الرأسمالية

27 يونيو 2017
(هيرشمان، الثاني من اليمين، في سان فرانسيسكو، 1975)
+ الخط -

يعيش الشاعر الأميركي جاك هيرشمان في سان فرانسيسكو التي منحته لقب "أمير شعرائها" عام 2006، وهو الذي كان وما زال يعرّف نفسه كماركسي. حين نال هذا التكريم قال "نيويورك ليست لديها الشجاعة" رغم أنها مدينته التي ولد فيها عام 1933.

كان هيرشمان يقصد أن مدينته الرأسمالية لن تعطي هذا اللقب لشاعر مثله صعب المراس وليس بعيداً عن الصواب تسميته بشاعر مقاومة لكل ما هو ضد العدالة والإنسانية، وهجّاء كبير لعلاقة رأس المال بالثقافة ولبلاده أميركا العنيفة والتي تبذر العنف أينما ذهبت، ولعدوان "إسرائيل" والتي يعتبرها كياناً استعمارياً.

ليس مستغرباً إذن أن يكون هيرشمان أحد الشعراء والناشطين ضد زمن ترامب، هو الذي ترجم قصيدة الشاعر الثوري السلفادوري روك أنتونيو دالتون "أعط لله ما هو له، ولحكومة الأغنياء ما هو لحكومة الأغنياء".

ويبدو أن الشاعر الشيخ ما زال متقد الحماس ولن يظل صامتاً خلال الأعوام الأربعة المقبلة، فها هو يلقي محاضرة في كاليفورنيا مؤخراً، حول الشعر والنشاط السياسي والحقوقي والاجتماعي كوسيلة لمناهضة سياسات الرئيس الأميركي.

توصّل صاحب "كل ما تبقى"، مبكراً إلى قناعات ثورية في صميم العمل الإبداعي، مثل أصدقائه من جيل الـ"بِيت"، إذ يرى أن الأعمال الفنية قادرة على أن تكون وسيلة مقاومة مؤثرة، وحتى في علاقة الفن بالسوق كان وما زال جذرياً يعتبر أن أي عمل فني لا يُعطى بل يباع، يساعد السوق، و"كل ما يساعد السوق على البيع هو زائف بمعنى ما، وينتمي إلى الرأسمالية".

كما وضع الشاعر كتاباً بعنوان "الفن على المحك"، وهو مجموعة مقالات جمعها وطرح فكرتها على عدة فنانين من العالم لبحث نقاط التقاطع بين أعمالهم الفنية والنشاط الحقوقي Activism. ومن المواضيع التي تناولها الكتاب "الشعر والعسكرة في أميركا اللاتينية"، و"دمقرطة الثقافة في نيكاراغوا" و"محاورة مع إيتيل عدنان".. وعشرات العناوين التي تدل على حرص هيرشمان على تقديم أصوات من ثقافات مختلفة وأن يتحاور معها في مواضيع سياسية-ثقافية.

من يتتبع سيرة حياة هيرشمان، يرى ذلك الخيط الذي يجمعها؛ التمرّد والمقاومة ورفض أي وصاية أو سلطة، بدأ ذلك من علاقته مع والده والتي وصفتها شقيقته بأنها كانت "حرباً لا تهدأ".

في عمر الـ 19 أرسل هيرشمان قصة قصيرة كتبها إلى همنغواي طالباً رأيه فيها، فأرسل له صاحب "لمن تقرع الأجراس" قائلاً "أنت أفضل مني حين كنتُ في التاسعة عشرة" (لاحقاً يبيع الرسالة ويشتري بثمنها سيارة)، بعد ذلك بثمانية أعوام اشتغل خلالها محرّراً في وكالة الأنباء الأميركية، ستقوده "سيارة همنغواي" هذه إلى جامعة كاليفورنيا، حيث سيعمل أستاذاً إلى أن يتم طرده بسبب تحريض الطلاب على التظاهر ضد حرب فيتنام.

المساهمون