في ظلّ التجاهل المقصود لمأساة اليمن، يطل منظمو مهرجان "جائزة بايو ــ كلفادوس" على هذه البقعة الغارقة بالحرب. محاولة ربما تضع الأوروبي البعيد في صلب الواقع اليمني الرازح تحت سلطة العنف والأمراض الفتاكة، وتقربه من مظاهر الحياة اليمنية المتسربة من بين أصابع الموت.
وفي هذه الدورة الخامسة والعشرين، يزيد اهتمام المشتغلين في الإعلام والفنون في أوروبا على حد سواء بـ"الميدان" كسياق ثقافي واجتماعي وكمسوق أساسي للبروباغندا، وانعكاسه على تشكيل الرأي العام العالمي، حيث الصورة تعد من أكثر أعداء القتلة وزعماء الحروب وواحدة من أكثر الدعائم الموثقة للانتهاكات الإنسانية وأيضاً مصدر رئيسي للمشهد الحربي والإعلامي في آن.
ووفق سوزان سونتاغ مؤلفة كتاب "حول الفوتوغراف" (1977)، فإن الصور الفوتوغرافية "فتحت باباً جديداً حول حقنا في المراقبة"، و"تضعنا في علاقة معينة مع العالم تشبه المعرفة وبالتالي السلطة". إذاً للصورة سلطة قوية وعابرة وغير محدودة، ولذلك فهي تحارب ويقتل المراسل الحربي من أجلها ولتعمية تأثيرها في حياتنا كمتلقين. وبهذا تعد جائزة "بايو - كلفادوس" واحدة من أكثر الجوائز قدرة على تمكين المراسل الحربي من إيجاد الاعتراف بنوعه الفني والتوثيقي وتعيد له رمزيته الحقة في إدانة العالم.
ومع غياب أي تغطية مؤثرة من قبل الصحافة الأوروبية عموماً، والصحافة الفرنسية خصوصاً، لتداعيات هجمات قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات، في اليمن، يزداد إصرار المنظمين في الجائزة الأكثر شهرة عالمياً لمراسلي الحروب، للإضاءة على ما يحدث هناك بعيون المصورين الميدانيين ومن دون "فلترة" الديسك الصحافي. لا سيما أنّ المسألة اليمنية ترسم في الصحافة بشكل منقوص. ومن دون إدانة مباشرة لانتهاكات قوات التحالف وطائراتها وانتهاكات جماعة "الحوثي" على حد سواء.
ومع افتتاح فعاليات الجائزة التي تستمر لأسبوع كامل، تستقبل مدينة بايو (غرب فرنسا)، عرضاً جماعياً لمصوّرين وثقوا ما يحدث في اليمن بصور بعضها يعرض للمرة الأولى، وعنوان المعرض: "الحرب بعيداً عن العيون"، حيث ستضم مشاركات لمصورين ومراسلي حرب من وكالات أنباء عالمية، يقدمون نظرتهم لحرب ضارية راح ضحيتها إلى اليوم أكثر من 40 ألفاً منذ بداية الصراع الأهلي في العام 2015. إضافة إلى ندوة تتناول اشكال النزاع ومحاوره في الميدان اليمني يشارك فيها الصحافي في صحيفة "لوموند" جان فيليب ريمي.
إلى ذلك، يركز المهرجان هذا العام على العراق، كميدان شاقّ لا تزال الحروب تنخر نسيجه الاجتماعي ويوميات أهله منذ الاجتياح الأميركي ووصولاً إلى انتشار مليشيات الحشد الشعبي وتمزق أوصاله بعد دحر تنظيم "داعش" الإرهابي. وتنتشر في المدينة الصور الضخمة لمشاهد من المدن العراقية. ويقام المعرض في الهواء الطلق وبين خطوات سكان المدينة الفرنسية، التي يزورها في المهرجان أكثر من 40 ألف شخص. وينتقد المصور يوري كوزيريف في معرضه المعنون بـ"بليز سلو فريدوم" الدمقرطة التي وعدت بها أميركا قبل اجتياحها للعراق، ووعودها بأنها ستنشر الحريات في بلد الديكتاتور الراحل صدام حسين. إلا أنّ ما يبدو فإن الفظائع المرتكبة هناك لم تستطع الآلة الأميركية أن تحجبها عن عيون الكاميرا، وهذا المعرض يأتي في سياق إدانة هذا الاجتياح ومبررات نشوئه واستمراره وتفجيره العنف الأهلي والطائفي والذي لا يزال أهل العراق يعيشون ذيوله المؤسفة إلى اليوم.
ومن العراق إلى ليبيا، حيث سيعرض فيلم مثير للجدل بعنوان: "ليبيا: تشريح جريمة"، وهو يتناول قضية اغتصاب الرجال في ظل تنامي مظاهر القتل والعنف وانتشار المليشيات، وهو من إخراج الفرنسية سيسيل اليغرا. والفيلم الوثائقي يعد واحداً من الأعمال النادرة ميدانياً في ليبيا يوثق لحالات الاغتصاب في سجون المليشيات غير النظامية. حيث كشف الوثائقي عن استخدام المهاجرين في عمليات الاغتصاب، وكيف يتم توظيفهم تحت تهديد السلاح لاغتصاب المعتقلين من المقاتلين السابقين في صفوف الجيش الليبي.
وإضافةً إلى هذا ستشهد الفعاليات معرضين عن أفغانستان، أحدهما يكرم فيه المصور في وكالة "فرانس برس" شاه ماري، الذي قتل مع تسعة صحافيين آخرين في تفجير في إبريل/نيسان الماضي في كابول. والمعرض بعنوان "أرواح أفغان". أما المعرض الثاني للصحافي باسكال موران فيوثق مقاومة الأفغانيين لغزو الجيش الأحمر لبلادهم بعنوان: "في مملكة المتمردين".
وفي هذه الدورة الخامسة والعشرين، يزيد اهتمام المشتغلين في الإعلام والفنون في أوروبا على حد سواء بـ"الميدان" كسياق ثقافي واجتماعي وكمسوق أساسي للبروباغندا، وانعكاسه على تشكيل الرأي العام العالمي، حيث الصورة تعد من أكثر أعداء القتلة وزعماء الحروب وواحدة من أكثر الدعائم الموثقة للانتهاكات الإنسانية وأيضاً مصدر رئيسي للمشهد الحربي والإعلامي في آن.
ووفق سوزان سونتاغ مؤلفة كتاب "حول الفوتوغراف" (1977)، فإن الصور الفوتوغرافية "فتحت باباً جديداً حول حقنا في المراقبة"، و"تضعنا في علاقة معينة مع العالم تشبه المعرفة وبالتالي السلطة". إذاً للصورة سلطة قوية وعابرة وغير محدودة، ولذلك فهي تحارب ويقتل المراسل الحربي من أجلها ولتعمية تأثيرها في حياتنا كمتلقين. وبهذا تعد جائزة "بايو - كلفادوس" واحدة من أكثر الجوائز قدرة على تمكين المراسل الحربي من إيجاد الاعتراف بنوعه الفني والتوثيقي وتعيد له رمزيته الحقة في إدانة العالم.
ومع غياب أي تغطية مؤثرة من قبل الصحافة الأوروبية عموماً، والصحافة الفرنسية خصوصاً، لتداعيات هجمات قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات، في اليمن، يزداد إصرار المنظمين في الجائزة الأكثر شهرة عالمياً لمراسلي الحروب، للإضاءة على ما يحدث هناك بعيون المصورين الميدانيين ومن دون "فلترة" الديسك الصحافي. لا سيما أنّ المسألة اليمنية ترسم في الصحافة بشكل منقوص. ومن دون إدانة مباشرة لانتهاكات قوات التحالف وطائراتها وانتهاكات جماعة "الحوثي" على حد سواء.
ومع افتتاح فعاليات الجائزة التي تستمر لأسبوع كامل، تستقبل مدينة بايو (غرب فرنسا)، عرضاً جماعياً لمصوّرين وثقوا ما يحدث في اليمن بصور بعضها يعرض للمرة الأولى، وعنوان المعرض: "الحرب بعيداً عن العيون"، حيث ستضم مشاركات لمصورين ومراسلي حرب من وكالات أنباء عالمية، يقدمون نظرتهم لحرب ضارية راح ضحيتها إلى اليوم أكثر من 40 ألفاً منذ بداية الصراع الأهلي في العام 2015. إضافة إلى ندوة تتناول اشكال النزاع ومحاوره في الميدان اليمني يشارك فيها الصحافي في صحيفة "لوموند" جان فيليب ريمي.
إلى ذلك، يركز المهرجان هذا العام على العراق، كميدان شاقّ لا تزال الحروب تنخر نسيجه الاجتماعي ويوميات أهله منذ الاجتياح الأميركي ووصولاً إلى انتشار مليشيات الحشد الشعبي وتمزق أوصاله بعد دحر تنظيم "داعش" الإرهابي. وتنتشر في المدينة الصور الضخمة لمشاهد من المدن العراقية. ويقام المعرض في الهواء الطلق وبين خطوات سكان المدينة الفرنسية، التي يزورها في المهرجان أكثر من 40 ألف شخص. وينتقد المصور يوري كوزيريف في معرضه المعنون بـ"بليز سلو فريدوم" الدمقرطة التي وعدت بها أميركا قبل اجتياحها للعراق، ووعودها بأنها ستنشر الحريات في بلد الديكتاتور الراحل صدام حسين. إلا أنّ ما يبدو فإن الفظائع المرتكبة هناك لم تستطع الآلة الأميركية أن تحجبها عن عيون الكاميرا، وهذا المعرض يأتي في سياق إدانة هذا الاجتياح ومبررات نشوئه واستمراره وتفجيره العنف الأهلي والطائفي والذي لا يزال أهل العراق يعيشون ذيوله المؤسفة إلى اليوم.
ومن العراق إلى ليبيا، حيث سيعرض فيلم مثير للجدل بعنوان: "ليبيا: تشريح جريمة"، وهو يتناول قضية اغتصاب الرجال في ظل تنامي مظاهر القتل والعنف وانتشار المليشيات، وهو من إخراج الفرنسية سيسيل اليغرا. والفيلم الوثائقي يعد واحداً من الأعمال النادرة ميدانياً في ليبيا يوثق لحالات الاغتصاب في سجون المليشيات غير النظامية. حيث كشف الوثائقي عن استخدام المهاجرين في عمليات الاغتصاب، وكيف يتم توظيفهم تحت تهديد السلاح لاغتصاب المعتقلين من المقاتلين السابقين في صفوف الجيش الليبي.
وإضافةً إلى هذا ستشهد الفعاليات معرضين عن أفغانستان، أحدهما يكرم فيه المصور في وكالة "فرانس برس" شاه ماري، الذي قتل مع تسعة صحافيين آخرين في تفجير في إبريل/نيسان الماضي في كابول. والمعرض بعنوان "أرواح أفغان". أما المعرض الثاني للصحافي باسكال موران فيوثق مقاومة الأفغانيين لغزو الجيش الأحمر لبلادهم بعنوان: "في مملكة المتمردين".