وتدور أحداث الفيلم، الذي شاركت "مؤسّسة الدوحة للأفلام" و"أكروباتس" و"ميتافورا - فضاءات ميديا" في إنتاجه عام 2012، مع بداية الحرب السورية، وتتابع حكاية سناء التي تريد الحصول على "أنبوبة غاز" لتطهو وجبة ساخنة لصغيرها، في يوم بارد جدًا من أيام الشتاء، وهو أقسى بردٍ يشهده البلد حينها.
و"أثناء بحثها، تلتقي أناسًا فقدوا ظلالهم، وتصطدم بقبور في الحدائق، تمرّ بين أشجار زيتون محترقة"، كما في تعريف الفيلم.
والأحداث الدرامية تلك تكشف مآزق فردية لأناسٍ يعيشون حربًا طاحنة وقادرة على "سرقة أحلامهم ومخيّلاتهم"، إلى درجة أن سناء لم تعد تكترث بشيء آخر سوى الحصول على تلك الأنبوبة، لكنها تجد نفسها فجأة "عالقة في دوما المحاصرة"، بعد أن يُقبض عليها، رفقة شقيقين تلتقي بهما أثناء رحلتها الخطرة تلك، على حاجز تفتيش بسبب "سوء فهم"، ما يزيد من حالة التوتر والارتباك في ذاتها، فهي تقلق على ابنها الوحيد في المنزل خصوصًا مع حلول الليل، بينما هي ـ أثناء ذلك ـ تعيش سقوطًا تدريجيًا وبطيئًا في أعماق الصراع القائم: "ينضح الفيلم بصُوَر شاعرية تنعكس بصريًا بشكل استعارات عن الخسارة والفصل، ليس فقط في العائلة وبين الأقارب والأحبّة، بل أيضًا من عمق إحساس المرء في ذاته بعمق هذه الخسارة وذاك الفصل"، كما كتبت الناقدة الكندية كيفا ريردون.
أما سؤدد كعدان، فتقول إنها كتبت الفيلم "في بلد غدُه فكرةٌ غير قابلة للتخيّل. إذْ ما هو الغد إنْ كنتَ تعيش تحت قصف متواصل؟ أصبح الغد رفاهية، لهذا لا يحكي "يوم أضعت ظلّي" ولا يتنبأ بالمستقبل، بل يروي فصولاً من حياة سناء في ثلاثة أيام فقط، في اللحظة الراهنة من تاريخ دمشق". وأضافت أنه فيلمٌ "مُثير ورائع، يناقش أحد أكثر المواقف الدرامية التي نعيشها حاليًا".
وفي تصريحٍ سابق للفوز بتلك الجائزة، قالت كعدان إنها أرادت أن يعكس فيلمها "مجتمعي الذي أعيش فيه"، مشيرة إلى أن "ليس هناك ما يُشبه وجه إنسان عانى ويلات الحرب". وأضافت: "أهمّ ما أناقشه هو كيف يعاني الإنسان السوري (أهوال) الحرب. فظلال الحرب، كتجربة إنسانية مريرة، ستعثر على طريقة ما للظهور على ملامح من شهدوا فظائعها".
لكن سؤدد كعدان لم تتمكّن من تصوير "يوم أضعت ظلّي" في سورية، فاختارت قرى واقعة على الحدود اللبنانية ـ السورية "تُشبه الشام إلى حدّ مقبول"، كما تردّد في كواليس مهرجان فينيسيا، بينما تمّت عمليات ما بعد الإنتاج في بيروت وفرنسا واليونان. وهو من تمثيل سوريين لاجئين، علمًا أن الممثلة الرئيسية سوسن أرشيد قدّمت طلب لجوء إلى فرنسا، وهي تعيش هناك حاليًا، والآخرين لا يزالون مقيمين في سورية، بينهم سامر إسماعيل، الذي منعته السلطات السورية من مغادرة سورية لحضور العرض الدولي الأول للفيلم في فينيسيا، إذْ لم تمنحه "شعبة التجنيد" إجازة سفر، فوزارة الدفاع تفرض على الشباب السوريين ـ الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و42 عامًا ـ الحصول على إجازة سفر كهذه.
ويُعرض "يوم أضعت ظلّي" في الدورة الـ43 (6 ـ 16 سبتمبر/ أيلول 2018) لـ"مهرجان تورنتو السينمائي الدولي"، في عرض أول في أميركا الشمالية.
يُذكر أنّ سؤدد كعدان درست النقد المسرحي في "المعهد العالي للفنون المسرحية" في دمشق، وتخرّجت من "معهد الدراسات المشهدية والسمعية ـ البصرية والسينمائية" في "جامعة القديس يوسف" في بيروت. أخرجت وأنتجت أفلامًا وثائقية عديدة، عُرض بعضها في مهرجانات دولية عديدة، وفاز بعضها الآخر بجوائز مختلفة.