01 يونيو 2017
ثورة ساندرز
كان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية صادماً، لكنه لم يكن "ثورةً" من أي نوع، بل عودة إلى الوراء، إلى ما قبل انتخاب باراك أوباما أول رئيس أسود، أو ما قبل إقرار قوانين التأمين الصحي، أو ما قبل السماح للمثليين بالزواج، أو بنظرةٍ متطرّفة، ما قبل حركة الحقوق المدنية التي حاولت رسم ملامح مختلفة لأميركا، تحفل بالتعدّدية والتنوع، قبل قرابة خمسة عقود.
كانت الثورة في أميركا في مكان آخر، ولا يبدو أنها أًجهضت بعد. وهنا الحديث عن حملة السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، والتي تحولت إلى تيار، يبدو أنه بدأ مسيرةً ستكون حافلةً لمعارضة سياسات ترامب، بقيادة السيناتور العجوز (75 عاماً) الذي أعلن أنه سيكون "أسوأ كوابيس" الرئيس المنتخب، إذا حاول انتهاك حقوق الأقليات العرقية والدينية في أميركا.
بأثرٍ رجعي، يتّضح أن حملة هيلاري كلينتون، والتي كانت قائمة على الاحتفاء بالتعدّدية، تساوى تأثيرها تقريباً مع حملة ترامب التي قامت على خطاب شعبويٍّ متعصب (فازت هيلاري على مستوى التصويت الشعبي بفارق مليوني صوت، أما ترامب فحصد العدد الكافي من المندوبين للفوز بالرئاسة). بدا خطاب هيلاري كأنه امتداد لخطاب أوباما، ومع هذا لم تستطع أن تُقنع الناخبين من الأقليات والنساء الذين خرجوا في العامين 2008 و2012 للتصويت لأوباما، بدعمها ضد ترامب، كما تظهر أرقام ما بعد الانتخابات.
لكن الثورة في أميركا جاءت من مكان آخر، من حركة السيناتور العجوز، بيرني ساندرز، والذي أدار حركةً شعبيةً حقيقية، ومؤثرة، كادت أن تتفوق على حملة عائلة كلينتون التي كانت انتخابات 2016 الرابعة في تاريخهم. وتكسب حملة ساندرز أهميتها اليوم، لأنها في طور التحول إلى حركةٍ تقود تياراً عريضاً مناوئا لترامب وسياساته.
في كتابه "ثورتنا: مستقبل لنؤمن به"، الصادر قبل يومين، يتحدّث بيرني ساندرز عن حملته الانتخابية التاريخية، والمبادئ التي قامت عليها، والمستقبل الذي يراه للجيل الأميركي الجديد، الذي التف حوله. يصف حملته الانتخابية بأنها "كانت بلا مال، أو منظمة سياسية داعمة، وكنا نواجه كل مؤسسة الحزب الديمقراطي (الإستبلشمنت)". وعلى الرغم من هذا، استطاعت هذه الحملة أن تحقق غير المتوقع. حصد ساندرز في الانتخابات التمهيدية 13 مليون صوت، وفاز في 22 ولاية أميركة، ونال دعم 1846 أي 46% من المندوبين. وكان بحاجة لدعم 2383 مندوبا، ليمثل الحزب الديمقراطي في الانتخابات.
يصف ساندرز حملته بقوله "صنعنا التاريخ، وأدرنا واحدةً من أكثر الحملات الانتخابية المهمة، والمؤثرة في التاريخ الحديث، الحملة التي، بصورةٍ عميقة، غيّرت أميركا". ويصف أحد الأكاديميين الأميركيين الحملة بأنها أثّرت في جيل أميركي كامل، كان غير مهتم بالسياسة، فساندرز "لم يجعل الحزب الديمقراطي يتجه إلى اليسار، بل جعل جيلاً كاملاً يتّجه إلى اليسار".
جذبت حملة ساندرز الأميركيين من كل الأعراق والخلفيات الثقافية، وتفوّقت من خلال تبني أجندةٍ لا يتم تناولها عادة في الانتخابات الأميركية، ترتكز على الإصلاحات الاقتصادية من وجهة نظر اشتراكية، تراجع خطط التأمين الصحي، والتعليم، واتفاقيات التجارة العالمية.
يؤمن ساندرز بأن التغيير "لا يأتي من القمة إلى القاعدة، بل من القاعدة إلى القمة". لذا، يرى التغيير يبدأ بـ "استعداد الناس العاديين، بالملايين، للصمود والنضال من أجل العدل" أولئك الذين حشدهم في حملته الانتخابية، ويحشدهم اليوم ضد سياسات ترامب العنصرية والمتعصبة.
أن يفوز ملياردير أبيض وشعبوي ومتعصب، من مدينة نيويورك، بالانتخابات، أمرٌ صادم، لكنه لا يخبرنا شيئاً مختلفاً عن أميركا. الثورة الأميركية الحقيقية، في أن يحصل سيناتور عجوز، ويهودي، يعلن أنه اشتراكي، من ولاية صغيرة ومهمشة (فيرمونت) على كل هذا الدعم، وينجح في تسييس جيلٍ أميركي جديد، لم يسيّس من قبل، ويمثل السواد الأعظم من الأميركيين، ليشارك هذا الجيل في السياسة على تعدّد مستوياتها، من انتخاب المسؤولين عن التعليم في المقاطعات المحلية إلى الانتخابات الرئاسية.
كانت الثورة في أميركا في مكان آخر، ولا يبدو أنها أًجهضت بعد. وهنا الحديث عن حملة السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، والتي تحولت إلى تيار، يبدو أنه بدأ مسيرةً ستكون حافلةً لمعارضة سياسات ترامب، بقيادة السيناتور العجوز (75 عاماً) الذي أعلن أنه سيكون "أسوأ كوابيس" الرئيس المنتخب، إذا حاول انتهاك حقوق الأقليات العرقية والدينية في أميركا.
بأثرٍ رجعي، يتّضح أن حملة هيلاري كلينتون، والتي كانت قائمة على الاحتفاء بالتعدّدية، تساوى تأثيرها تقريباً مع حملة ترامب التي قامت على خطاب شعبويٍّ متعصب (فازت هيلاري على مستوى التصويت الشعبي بفارق مليوني صوت، أما ترامب فحصد العدد الكافي من المندوبين للفوز بالرئاسة). بدا خطاب هيلاري كأنه امتداد لخطاب أوباما، ومع هذا لم تستطع أن تُقنع الناخبين من الأقليات والنساء الذين خرجوا في العامين 2008 و2012 للتصويت لأوباما، بدعمها ضد ترامب، كما تظهر أرقام ما بعد الانتخابات.
لكن الثورة في أميركا جاءت من مكان آخر، من حركة السيناتور العجوز، بيرني ساندرز، والذي أدار حركةً شعبيةً حقيقية، ومؤثرة، كادت أن تتفوق على حملة عائلة كلينتون التي كانت انتخابات 2016 الرابعة في تاريخهم. وتكسب حملة ساندرز أهميتها اليوم، لأنها في طور التحول إلى حركةٍ تقود تياراً عريضاً مناوئا لترامب وسياساته.
في كتابه "ثورتنا: مستقبل لنؤمن به"، الصادر قبل يومين، يتحدّث بيرني ساندرز عن حملته الانتخابية التاريخية، والمبادئ التي قامت عليها، والمستقبل الذي يراه للجيل الأميركي الجديد، الذي التف حوله. يصف حملته الانتخابية بأنها "كانت بلا مال، أو منظمة سياسية داعمة، وكنا نواجه كل مؤسسة الحزب الديمقراطي (الإستبلشمنت)". وعلى الرغم من هذا، استطاعت هذه الحملة أن تحقق غير المتوقع. حصد ساندرز في الانتخابات التمهيدية 13 مليون صوت، وفاز في 22 ولاية أميركة، ونال دعم 1846 أي 46% من المندوبين. وكان بحاجة لدعم 2383 مندوبا، ليمثل الحزب الديمقراطي في الانتخابات.
يصف ساندرز حملته بقوله "صنعنا التاريخ، وأدرنا واحدةً من أكثر الحملات الانتخابية المهمة، والمؤثرة في التاريخ الحديث، الحملة التي، بصورةٍ عميقة، غيّرت أميركا". ويصف أحد الأكاديميين الأميركيين الحملة بأنها أثّرت في جيل أميركي كامل، كان غير مهتم بالسياسة، فساندرز "لم يجعل الحزب الديمقراطي يتجه إلى اليسار، بل جعل جيلاً كاملاً يتّجه إلى اليسار".
جذبت حملة ساندرز الأميركيين من كل الأعراق والخلفيات الثقافية، وتفوّقت من خلال تبني أجندةٍ لا يتم تناولها عادة في الانتخابات الأميركية، ترتكز على الإصلاحات الاقتصادية من وجهة نظر اشتراكية، تراجع خطط التأمين الصحي، والتعليم، واتفاقيات التجارة العالمية.
يؤمن ساندرز بأن التغيير "لا يأتي من القمة إلى القاعدة، بل من القاعدة إلى القمة". لذا، يرى التغيير يبدأ بـ "استعداد الناس العاديين، بالملايين، للصمود والنضال من أجل العدل" أولئك الذين حشدهم في حملته الانتخابية، ويحشدهم اليوم ضد سياسات ترامب العنصرية والمتعصبة.
أن يفوز ملياردير أبيض وشعبوي ومتعصب، من مدينة نيويورك، بالانتخابات، أمرٌ صادم، لكنه لا يخبرنا شيئاً مختلفاً عن أميركا. الثورة الأميركية الحقيقية، في أن يحصل سيناتور عجوز، ويهودي، يعلن أنه اشتراكي، من ولاية صغيرة ومهمشة (فيرمونت) على كل هذا الدعم، وينجح في تسييس جيلٍ أميركي جديد، لم يسيّس من قبل، ويمثل السواد الأعظم من الأميركيين، ليشارك هذا الجيل في السياسة على تعدّد مستوياتها، من انتخاب المسؤولين عن التعليم في المقاطعات المحلية إلى الانتخابات الرئاسية.