وأكد خالد في تصريحات صحافية، وصلت نسخة عنها إلى "العربي الجديد"، أن "الرباعية الدولية تخطىء خطأ فادحًا إن اعتقدت أن مجاراة سياسة الابتزاز والتضليل، التي يمارسها نتنياهو، يمكن أن تشكل مدخلاً لمعالجة الأوضاع المتفجرة".
ولفت إلى أن هذا الخطأ يأتي خاصة "في ظل انسداد آفاق التسوية السياسية القائمة على أساس قرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين، وفي ظل انتشار الوهم في المعسكر الصهيوني، على اختلاف ألوانه ومكوناته، بأن الآفاق قد أصبحت مفتوحة تماما ومناسبة للغاية للمشروع الصهيوني الأساسي في فلسطين، بعد إخراج قطاع غزة من فضاء ذلك المشروع والاستفراد بالضفة الغربية، بما فيها القدس، وتحويلها إلى مجال حيوي للنشاطات الاستيطانية العدوانية التوسعية وسياسات التهويد والتطهير العرقي، التي تسير عليها حكومة إسرائيل".
وتابع: "الأوضاع المتفجرة في المناطق الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 تذكرنا بتلك الأوضاع، التي كانت سائدة قبيل الانتفاضة الشعبية الأولى نهاية عام 1987، ليس فقط من حيث الاستعداد الكفاحي العالي للجماهير الفلسطينية تحت الاحتلال، بل وكذلك في الأهداف التي من أجلها انتفضت هذه الجماهير في مواجهة سياسة الإهمال والتهميش للقضية الفلسطينية والمطالب والحقوق الوطنية العادلة للشعب الفلسطيني".
ووفق خالد، فإن الانتفاضة الشعبية الأولى أعادت الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ومكانتها السياسية، كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وفرضت الحضور الوطني الفلسطيني على الساحات العربية والإقليمية والدولية.
ولفت إلى أن الهبّة الجماهيرية الراهنة، التي تتطور بتسارع نحو انتفاضة شعبية واسعة وعارمة، أخذت تفرض حضور الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة غير القابلة للتصرف، وإنجاز الاستقلال على مسرح الأحداث والتطورات السياسية الدولية وعلى الخارطة السياسية العربية والإقليمية والدولية، وتبدّد الهمّ الإسرائيلي بإمكانية السيطرة على القدس المحتلة والمضي قدما في تهويدها وفرض التقسيم الزماني والمكاني على مقدساتها، والسيطرة على بقية المحافظات في الضفة الغربية وتحويلها إلى مجال حيوي للأطماع العدوانية التوسعية الإسرائيلية.
ودعا تيسير خالد القيادة والقوى السياسية إلى اغتنام الفرصة التاريخية، التي توفرها الهبّة الشعبية المباركة، بتوفير جميع متطلبات استمرارها وتصاعدها وإلى إسنادها الفعال ببدء تطبيق جميع قرارات المجلس المركزي في دورة اجتماعاته في مارس/آذار من العام الجاري، دون تردد في سياق عمليات فك الارتباط مع دولة الاحتلال وفي سياق التحضير للدخول في عصيان وطني شامل تتويجا لهذه الهبّة الجماهيرية.
كما دعا إلى شن حملة سياسية ودبلوماسية واسعة لفضح وتعرية الممارسات الإرهابية لجيش الاحتلال وقطعان المستوطنين والإعدامات الميدانية، التي تجري تحت سمع وبصر الرباعية الدولية بشكل عام والإدارة الأميركية بشكل خاص، والتي تستهدف الأطفال دون رحمة، في جرائم وحشية لم يشهد العالم على امتداد قاراته الخمس مثيلا لها على الإطلاق.
اقرأ أيضاً: الحمدالله يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وعريقات: سنشكو نتنياهو للجنائية