تيزي وزّو.. ثلاثة أيام للموسيقى القبائلية

28 ديسمبر 2019
(سليمان عازم)
+ الخط -
لا تُذكَر الموسيقى القبائلية في الجزائر دون استحضار عددٍ من الأسماء البارزة؛ سواء من جيل الروّاد مثل سليمان عازم والشيخ الحسناوي وشريف خدام وشريفة وطالب رابح وإبراهيم إزري، أو مِن الجيل المخضرم مثل لونيس آيت منقلات ومعطوب الونّاس ولونيس آيت منقلات وتاكفاريناس.

يُعدّ هؤلاء من أبرز المغنّين والموسيقيّين الذين كان لهم دورٌ في تطوير هذا النوع الموسيقي من خلال أغانيهم التي تناولوا فيها مواضيع متنوّعةً؛ بدءاً بالحب والهجرة والاغتراب والتغنّي بالأرض والوطن ووصولاً إلى الاحتجاج ضدّ السلطة السياسية.

عددٌ من تلك الأسماء تستحضرها تظاهرةٌ موسيقية تنظّمها، ابتداءً من اليوم السبت، "الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي" في "دار الثقافة مولود معمري" بمدينة تيزي وزو وسط البلاد، والتي تُعدّ واحدةً من بين أكبر المحافظاتٍ الجزائرية التي يتحدّث سكّانها بالقبائلية؛ إحدى لهجات اللغة الأمازيغية.

تحمل التظاهرة، التي تستمرّ حتى بعد غدٍ الإثنين، عنوان "تسليط الضوء على الساحة الجديدة للأغنية الأمازيغية". وبحسب بيان المنظّمين، تهدف إلى "إتاحة فضاءٍ لموسيقيّي المدينة الشباب للتعبير عن أنفسهم على خشبة المسرح".

على مدار ثلاثة أيام، يُقدّم 15 موسيقياً عروضاً فنياً؛ حيثُ يُشارك في اليوم الأوّل كلٌّ من زهوة مهور، وعاشور عمروش، وعزيز رزقي، وفلة بلايلي، وعلي أرزقي، وفي اليوم الثاني كلٌّ من مقران راجي، وسهام ستيتي، وبلال مهري، نسيمة آيت عمّي، وسيليا ولد محند، بينما يحضر في اليوم الأخير: ماليك كزوي، وسارة محيو، ولوناس شليلي، وحمزة زبوط، وياسمين طالب.

لعلّ أكثر ما يلفت في التظاهرة هو اقتصارها، مثل كثيرٍ من التظاهرات الخاصّة بالموسيقى الجزائرية عموماً والأمازيغية خصوصاً، على استحضار أعمال جيل الروّاد، وهو أمرٌ وإن كان يُحيي إنتاجاتٍ باتت اليوم جزءاً من التراث الموسيقي الوطني ويُعيد تقديمه إلى جمهورٍ غالبيته من الشباب، فهو من جهةٍ أُخرى يُغفل تقديم أعمالٍ جديدة تعكس راهن هذا النوع الموسيقي.

اللافتُ أيضاً أنَّ الموسيقى القبائلية تُقدَّم خلال التظاهرة في بيئتها الطبيعية وبين جمهورها، وربما كانَ من الأفضل تقديمها في مدنٍ ومناطق أُخرى، خصوصاً في هذه الفترة التي تشهد استقطاباً غير مسبوق بين مكوّنات المجتمع الجزائري الثقافية على خلفية المواقف المختلفة إزاء السلطة والحراك الشعبي ضدّها.

المساهمون