تويوتا سيارات داعش في العراق

09 فبراير 2015
مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية يستخدمون تويوتا (getty)
+ الخط -
يفضل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" استخدام سيارات الـ "تويوتا" لتنفيذ عملياتهم‏، ليرتبط اسم التويوتا (البيك أب) في العراق باسم داعش، لتصبح ‏علامة تنافسية بالنسبة لتجار السيارات.‏ 

تويوتا بمواصفات محددة
يقول أبو مهند، صاحب معرض للسيارات وسط بغداد، إنه "منذ بداية عام 2014 تدور حالة غريبة وسط تجار السيارات، سواء في ‏بغداد أو في عدد من المحافظات، تتعلق بحجم استيراد سيارات تويوتا (البيك أب) التي تحمل مواصفات محددة، إذ إن السيارات المستوردة تكون ذات حمولة طن واحد، ومقطورة متوسطة، يصل عدد ركابها الى ‏أربعة أشخاص. ويضيف لـ "العربي الجديد": "يزداد الطلب على هذه السيارات بشكل لافت، وتباع بأسعار مرتفعة. إذ يقوم كثير من التجار ‏باستيراد كميات كبيرة من البيك أب ليتم تسليمها إلى تنظيم داعش".
ويشير أبو مهند إلى أن ما تم استيراده منذ عام 2014 ‏حتى مطلع 2015، يصل إلى نحو عشرة آلاف سيارة، وبقيمة تصل إلى 200 ‏مليون دولار.‏
من جهته، يقول أبو مجاهد الساعدي لـ "العربي الجديد": "إن أسعار سيارات التويوتا نوع (بيك ‏أب)، قد ارتفعت بنسبة 45% خلال الأشهر الستة الأخيرة، لتسجل أرقاماً لم تشهدها سوق تجارة ‏السيارات في العراق من قبل، فضلاً عن أن بعض أصحاب معارض السيارات توقفوا عن بيعها خوفاً من استفسارات الجهات الأمنية. ويبين الساعدي أن شراء هذه السيارات بات بمتناول عدد محدد من التجار المعروفين، والذين يمتلكون ‏نفوذاً في الدولة، بعدما كان بمتناول أصحاب معارض السيارات".

خسائر اقتصادية
بحسب الخبير في الشؤون الاقتصادية نصير السامرائي فإنه يتوجّب على الدولة ‏العراقية ألا تنظر إلى حجم الإيرادات التي تأتي من ضرائب استيراد تلك الأنواع من ‏السيارات، وإنما الانتباه إلى طرق استخدامها، إذ يتوجب على الدولة أن تتبع موردي تلك السيارات، ‏وكيفية دخولها ووصولها إلى تلك التنظيمات، لأن ذلك يدخل في خانة الأمن الاقتصادي، ‏وما يترتب عليه من آثار اقتصادية.
ويقول السامرائي لـ "العربي الجديد": يعود استخدام عناصر "داعش" لنوع معين من السيارات، إلى ‏متانة وتقنيات تلك السيارات، لكن الأهم في الموضوع هو حجم إيرادات مستوردي تلك ‏السيارات، وما يحصلون عليه من مبالغ كبيرة، فضلاً عن استخدام قطع الغيار ‏واستيرادها، الأمر الذي يتوجب وضعه تحت أنظار الرقابة الجمركية والضريبية.‏
إلى ذلك يبين اللواء الركن المتقاعد مالك عدلي المنصور لـ "العربي الجديد"، أن تنظيم "داعش" يعتمد على حرب العصابات كأسلوب قتال، لذا ‏فإنه يركز على سيارات مخصصة. ويقول يدرك "داعش" حجم الأثقال التي يمكن أن تتحملها تلك السيارات، كعدة ‏الجندي ومعدات الأسلحة التي يعتمدها في أسلوب "أضرب وأهرب"، إذ إنه يحتاج إلى ‏خفة ورشاقة في الحركة، تؤمنها سيارات التويوتا ‏‏(البيك أب)، فضلاً عن أن أغلب العمليات التي ‏تنفذ، لا تكون في شوارع نظامية، وإنما في تلال وطرق وعرة.‏
انعكس استخدام سيارات الـ "تويوتا" سلباً على المواطنين، فالعديد من التجار يستخدم هذه السيارات للقيام بأعمالهم التجارية، والانتقال بين المحافظات العراقية بسهولة، لكن استخدام داعش لهذه السيارات، بات يشكل عامل خوف لدى التجار، الأمر الذي يتسبب بخسائر مالية فعلية، خصوصاً مع التخلي عن استخدام هذه السيارات التي تثير الريبة والخوف في قلوب السكان.
يقول نزار السليطي صاحب محل في أسواق تجارية "كنت أستخدم ‏سيارة التويوتا البيك أب لأغراض التسوق ونقل البضائع وتوصيلها إلى الزبائن، وهو أمر ‏مريح، لا سيما بعد قرار القوات الأمنية بأن سيارات الحمل الكبيرة لا يمكن أن تسير إلا بعد ‏الساعة الرابعة عصراً، باستثناء سيارات التويوتا. لكني اضطررت إلى ‏استبدال سيارة التويوتا لأنها باتت تشكل خطراً، وتثير الريبة والشكوك، الأمر الذي انعكس سلباً على أعمالي، وكذا على كثير من المواطنين العاديين الذين يمتلكون هذا ‏النوع من السيارات، إذ إنهم إما قاموا ببيعها، أو يقومون باستخدامها في حالات الضرورة القصوى".
ويبقى تأثير استخدام سيارات التويوتا من قبل عناصر تنظيم "داعش"، سلبياً بشكل ما على المواطن ‏البسيط، لأنه يستخدمها لأشغاله الخاصة، في حين تزيد من قلقه الذي وصل إلى أصناف السيارات، ليكون بذلك المتضرر الوحيد من كل ذلك، وسط ‏غياب رقابي على المتاجرين بها، سواء أكانوا من الداخل أم الخارج.
المساهمون