تونس: وزير مستقيل يهاجم السبسي ومطالبة بتغيير الحكومة

23 نوفمبر 2015
أزمة نداء تونس تؤثر على الحكومة (الأناضول)
+ الخط -

وجّه اليوم القيادي في حزب نداء تونس لزهر العكرمي (الوزير المستقيل أخيرا من الحكومة) انتقادات مباشرة إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الذي هدد بعزله سياسياً، عندما قال حرفياً "اصبروا على العكرمي سأقضي عليه بدم بارد"، بحضور نائبين من نداء تونس، نقلا تهديدات السبسي للعكرمي.

وأوضح العكرمي في حوار إذاعي، أن هناك عداوة بينه وبين السبسي، لأنه صاحب مبادئ، مؤكداً أن السبسي كان مؤسساً داخل نداء تونس،" مضيفاً "لسنا أغناما ليرعانا أي مخلوق".

العكرمي أكد في حوار مع "العربي الجديد" صحة هذه التهديدات التي تعود أسبابها إلى سنة 2013، لأن هناك صداما قديما بينهما، عندما اعترض العكرمي على السبسي في اجتماع قال فيه الأخير إن عينهم في هذه المناصب، فرد العكرمي بأن هذا ليس صحيحا وأن الجميع مؤسس للحزب.

إلى ذلك، اعتبر العكرمي أن السبسي يعتبر نفسه مخلصا للبلاد، ومؤسسا للحزب ومخلصا للشعب ومحققا للتوازن السياسي للبلاد، ويعتبر الحزب ملكية خاصة له في حين يعتبر البقية "غبارًا سياسيا".

اقرأ أيضا: نُواب "نداء تونس" الـ32 يُلوحون بالاستقالة مُجدداً

وشدد العكرمي على رفض ما سماه "عبادة الأشخاص"، مشيرا إلى أن المقتضيات التأسيسية التي انبنت عليها المرحلة السابقة للبلاد صرفت النظر عن هذا الموضوع، و كان يُفترض ألا يترشح السبسي للرئاسة لاستكمال بناء الحزب، ولكنه بعد وصوله إلى قرطاج أراد أن يواصل إدارته للحزب كما كانت سابقا، عبر أشخاص يؤمنون بالولاء لا بالديمقراطية، ولكن السيطرة على الحزب كانت تقتضي إقصاء مجموعة مختلفة معهم كنت على رأس قائمة مستهدفيها.

واعتبر العكرمي مبادرة السبسي، التي تقوم على فكرة مؤتمر تأسيسي ولجنة مستقلة تعد لمؤتمر انتخابي بعد سنة، "مبادرة تصفيات" بحسب قوله، و هي مرفوضة لأنها تكرس ذات التوجه القديم.

أما بشأن مطالبة الطرفين المتصارعين بأحقيتهما في إدارة الحزب وتشبثهما بمبادئه، لفت العكرمي لـ"العربي الجديد" إلى أن هذا الحزب فقد الكثير من سمعته لدى الناس، والكثير من المتعاطفين معه، مشددا "لا أعتقد لحظة في إمكانية بقاء هذا الحزب حيّا ومتماسكا وديمقراطيا، وإنه إذا اقتضى المشروع الحداثي الوطني بُنْية جديدة فلن نتردد في ذلك".

بدوره، اعتبر الأمين العام الحالي للحزب محسن مرزوق، المتصارع مع نجل السبسي حافظ، أن هناك مطالبة بمؤتمر ديمقراطي، لا تحتاج لـ"مبادرة من فلان أو تدخل من فلان"، في إشارة إلى مبادرة السبسي التي تحدث عنها بعض النواب، من أجل إيجاد حل للصراع الحالي الذي يهدد بتقسيمه.

أما عن نية مجموعة الثلاثين الاستقالة من كتلة الحزب داخل البرلمان، قال مرزوق في تصريح صحافي إنه لا يتدخل في الكتلة ولكنه يتفهم الاستقالة، نافيا مرة أخرى إمكانية تكوينه لحزب، ومؤكدا أن جميع مخططاته "هي إصلاح نداء تونس الذي لا يمكنه أن يكون حزبا حقيقيا إلا إذا تحول إلى حزب ديمقراطي، يقطع مع الفساد ويهتم بمشاكل المواطنين التي وعد بها في برنامجه الانتخابي".

من جهة أخرى، دخل الحزب الجمهوري على خط الأزمة الندائية، واعتبر الناطق باسمه عصام الشابي، أن أزمة نداء تونس تؤثر على الحكومة، مطالباً بتغيير الفريق الحكومي، داعيا إلى إرساء سياسة جديدة وبرنامج مغاير.

كذلك، شدد الشابي على موقفه السابق على أنه "ليس لنا مشكل مع رئيس الحكومة الحبيب الصيد، وإنما مع الفريق الحالي لأن وزراءه يتصرفون على أساس أنهم وزراء تصريف أعمال"، وفق تعبيره.