قالت شركة "فسفاط قفصة" في تونس، إن إنتاج الفوسفات استؤنف جزئياً في مصنع المتلوي، وإن حركة الشحن عادت، أمس الأحد، بعد أن وافق محتجون على الوقف المؤقت لاعتصامهم.
وظل مصنع المتلوي، الذي ينتج نحو 60% من إنتاج تونس من الفوسفات، مغلقاً لأسابيع بفعل احتجاجات شباب من سكان المنطقة يطالبون بفرص العمل، وأغلقت مصانع أخرى في جنوب البلاد أيضاً.
وتنام مدينة قفصة، الواقعة في الجنوب الغربي لتونس على سفح جبل "عرباطة"، على أكبر
ثروة طبيعية من الفوسفات، غير أن هذه المحافظة "المستعصية" تصنّف من أفقر المحافظات في تونس، حيث ترتفع فيها نسبة البطالة إلى أكثر من 26%.
وتعيش قفصة منذ سنوات، حالة اصطدام مع النظام بسبب مطالبة الأهالي بنصيبهم من عائدات الفوسفات وتشغيل أبنائهم في الشركات الناشطة بالمنطقة.
وعانت قفصة طيلة عقود، من تجاهل الحكّام لمطالب أهاليها، وهو ما عمّق لديهم الإحساس بالظلم، وخاصة أن طبيعة المنطقة الجافة تحرمهم من أي إنتاج زراعي قد يخفف من أعباء البطالة في المنطقة.
اقرأ أيضاً: حملة تسويق للاقتصاد التونسي
وفجّر غضب الأهالي في صيف يونيو/ حزيران 2008، ما يسمى بالشرارة الأولى لثورة الحوض المنجمي، مطالبين بالتنمية والحق في العمل، وهو ما حوّل المدينة إلى مسرح صدام بين المواطنين ونظام بن علي الذي حاول إخماد الحراك الاجتماعي بآلته القمعية.
غير أن نار ثورة الحوض المنجمي التي تواصلت أكثر من ثلاثة أشهر لم تهدأ، وبقيت مستكينة تحت الرماد لتتقد من جديد في ديسمبر/ كانون الأول 2010 مع بداية التحركات الاحتجاجية التي أطاحت بحكم بن علي.
ومنذ ذلك التاريخ أعلن أبناء المحافظة دخولهم في اعتصامات مفتوحة دفاعاً عن مطالبهم، وهو ما أفضى إلى تعطيل استخراج الفوسفات لفترات طويلة على امتداد السنوات الأربع الماضية.
وتراجع الإنتاج التونسي من هذه المادة الحيوية إلى حدود 3.77 ملايين طن سنة 2014، بعد أن كان مقدّراً بنحو 8 ملايين طن سنة 2010.
ويقول النائب في البرلمان والنقابي السابق بالمحافظة، عدنان الحاجي، لـ"العربي الجديد": إنه من الظلم أن تعيش في مدينة تنام على أكبر ثروة طبيعية في البلاد وينام أهلها جياعاً.
وتسعى حكومة الحبيب الصيد إلى استرضاء أهالي المحافظة الغاضبة، حيث أقرت الحكومة أخيراً جملة من الإجراءات والمشاريع لصالح المنطقة، كما وعدت بزيادة الطاقة التشغيلية لشركة الفوسفات مقابل السلم الاجتماعي وعودة العمل في المناجم إلى نسقه الطبيعي.
اقرأ أيضاً: فوسفات تونس في خطر