تزداد وتيرة الحملات الدعائيّة لمرشحي الأحزاب في الانتخابات التشريعيّة التونسيّة المقررة نهاية الشهر الحالي، والرئاسيّة الشهر المقبل، مع بدء المرشّحين تصيّد نقاط ضعف منافسيهم، والإعلان عن حلول تقدّمها مختلف البرامج في كافة الدوائر الانتخابيّة، مع تسجيل خروقات عدّة وفق الهيئات الجهوية للانتخابات.
وحضرت المعركة القضائية في الحملات، إذ أعلن القيادي في حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" (حزب الرئيس المنصف المرزوقي)، سمير بن عمر، إيداعه شكاوى لدى وكالة الجمهورية في المحكمة الابتدائية، من أجل تكوين "عصابة مفسدين والتدليس واستعمال مدلس والرشوة وخيانة مؤتمن"، ضدّ كل من المرشحين محمد الباجي قائد السبسي، ومصطفى كمال النابلي، والمنذر الزنايدي، وكمال مرجان، والبحري الجلاصي، والمختار الماجري، وياسين الشنوفي، على خلفية ما سماه "التزكيات المزورة وشراء التزكيات".
من جهته، اتهم الأمين العام لحزب "المسار" سمير بلطيب، "رابطات حماية الثورة" المنحلة، بتمزيق ملصقات الحزب وملصقات أحزاب أخرى على غرار "النهضة" و"نداء تونس"، في حين بقيت ملصقات أحزاب أخرى قريبة من الرابطات في مكانها.
من جهته، اعتبر الوزير السابق ورئيس قائمة حركة "النهضة" في محافظة سيدي بوزيد، نوفل الجمالي، في افتتاح الحملة الانتخابية، أنّ "النهضة تمكّنت من إنقاذ البلاد من حمام دم (...)". وقال: "لا أعتقد أنّ النهضة ستهزم أمام منافسيها، بل سندقّ المسمار الأخير في نعش المنظومة القديمة"، لافتاً إلى أنّه اتضح أنّ "الشعب يريد فعلاً النهضة من جديد وسنكون في المستوى"، على حدّ تعبيره.
على صعيد متصل، تشتدّ المنافسة بين الأحزاب على مستوى شعارات حملتها الانتخابية، ففي حين تبنّت حركة "النهضة" شعار "محبة تونس موش كلام"، أعلن "الحزب الجمهوري" أن شعاره للانتخابات التشريعية سيكون "تونس في عينينا"، وهو شعار اختارته الأمين العام للحزب، مية الجريبي، وفق تصريح عصام الشابي، أحد أبرز قياديّي الحزب.
واختار حزب "التكتل" الذي يرأسه مصطفى بن جعفر، شعار "للتوانسة الكل موش كان للبعض".
ويقول القيادي في الحزب والوزير السابق، خليل الزاوية، إنّ "برنامج الحزب الانتخابي يطرح رفع ثلاثة تحديات كبرى، وهي إرساء دولة ديمقراطية، ومنوال تنموي يضمن النمو الشامل والتنمية للجميع، ومجتمع يقوم على الكرامة والمواطنة وتكافؤ الفرص"، مؤكّداً على القطع مع ممارسات الماضي وتغيير منوال التنمية.
أما "الجبهة الشعبية"، فاختارت شعار "مع الجبهة الشعبية، تونس العمل، تونس الأمل"، لبرنامجها الانتخابي وفق زعيمها حمة الهمامي، مؤكداً أنّه برنامج موجّه لجميع الفئات والجهات، وللنساء والرجال، والجالية التونسية في الخارج.
ويوضح الهمامي أنّ الشعار "ثمرة نقاش وتفكير بين خبراء وكوادر من الجبهة"، مؤكداً أن "هذا البرنامج سيخرج تونس من أزمتها الخانقة، وأن الجبهة لها خيارات واقعية قادرة على إنقاذ تونس".
وطرح حزب "المستقبل"، الذي يرأسه أحد وزراء الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الصحبي البصلي، شعار "لا مستقبل لتونس من دون شبابها". في حين أعلن حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، أنّ شعار الحزب سيكون "المؤتمر أمانة ومسؤولية"، مؤكداً الإبقاء على رمز النظارات الذي سبق اعتماده في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2011، بما يؤكد وفق تقدير أحد قيادييه وضوح رؤية الحزب بالنسبة للمرحلة المقبلة.
وكان الأمين العام لحزب "المؤتمر" عماد الدايمي، أكّد أنّ "ما اكتسبه الحزب من تجربة في الحكم في مسار انتقالي تأسيسي دقيق يؤهله لإدارة المرحلة المقبلة باقتدار"، بحسب قوله.
وأعرب عن أمله في أن يحقّق البرنامج الانتخابي للحزب آمال التونسيين في مستقبل أفضل لبلدهم، وأن يكون الحزب مؤتمناً على ثورة تونس، ويسهم في مقاومة الفساد من خلال إرساء أسس الحكم الرشيد، وفق رأيه.