عاد نقص أسرّة الإنعاش في مستشفيات تونس للواجهة مع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا، ما أثار قلقاً لدى عموم التونسيين والمنظمات المدنية التي طالبت بكشف السلطات الصحية عن حقيقة جاهزية المؤسسات الصحية للعناية بمرضى كوفيد 19، في وقت تستعد فيه السلطات لفتح المستشفيات الميدانية .
وارتفع الخوف من عجز المستشفيات عن قبول مرضى كوفيد 19، بعد وفاة طبيب مصاب بفيروس كورونا، السبت الماضي، في قسم الطوارئ الطبية من دون أن يتم إيواؤه في العناية المركزة بسبب عدم توفر أسرّة إنعاش شاغرة في مستشفيات العاصمة والمدن الكبرى.
وطالبت منظمات مدنية المواطنين بالتعويل على أنفسهم في حماية ذواتهم وأبنائهم، محذرة السلطات من الاستخفاف بالأرواح عقب تسجيل مؤشر الإصابات أرقاما قياسية الأسبوع الماضي.
وأكدت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، في بيان سابق لها، أن الرأي العام فوجئ بالموقف الرسمي للدولة الذي يعطي الأولوية للمصالح الاقتصادية على حساب صحة المواطنين، مطالبة بتحسين ظروف التكفل الصحي بالمرضى.
غير أن السلطات الصحية أكدت أن المستشفيات في أعلى درجات الجاهزية لمجابهة الموجة الثانية من فيروس كورونا، والعودة إلى المدارس والجامعات.
وقال مدير عام المنشآت الصحية، محمد مقداد، إن الوزارة ضاعفت عدد أسرّة الإنعاش في البلاد منذ شهر مارس/آذار الماضي، ليرتفع عددها إلى 450 سريرا حاليا، مؤكدا أن جزءا مهما من هذه الأسرة مخصص لمرضى كوفيد 19 .
وأفاد مقداد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّ أسرة الإنعاش الطبي ذات استعمالات متعددة وتخصص للأشخاص الذين يجرون عمليات دقيقة وضحايا حوادث المرور، ما يجعل التصرف فيها أمرا معقدا، مشيرا إلى أن الوزارة بصدد وضع تطبيقة إلكترونية للمتابعة الحينية لاستغلال هذه الأسرة.
وأضاف مقداد أن عدد المصابين بكورونا الذين يتلقون علاجا في العناية المركزة لا يتجاوز 9 حالات، مشيرا إلى أن إيواء مصاب في غرفة الإنعاش يستدعي إخلاء سريرين أو أكثر في القسم ذاته لمنع تسرب العدوى في غرف العناية المركزة.
وأكد في السياق، نية الوزارة الشروع في استغلال المستشفيات الميدانية في تونس العاصمة، بداية من هذا الأسبوع، بعد تجهيزها بالمعدات اللازمة من أوكسجين و أسرة إنعاش، بهدف تخفيف الضغط على المستشفيات، وضمان إحاطة أفضل بالمرضى في حال تعكر وضعهم الصحي، لاسيما وأن جزءا من المصابين من غير حاملي الأعراض يخضعون للحجر الشامل في بيوتهم، وفق تأكيده .
وتُسجّل تونس يوميا ما بين 300 و400 إصابة جديدة بفيروس كورونا، كما زادت الإصابات المحلية منذ فتح البلاد حدودها نهاية يونيو/حزيران الماضي بنسبة 87 بالمائة، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 6635 مصابا.
وأكّدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة، نصاف بن عليّة، اليوم الإثنين، في تصريح لإذاعة محلية، أن تونس في مرحلة التعايش مع الفيروس، ويتمّ تعزيز الإجراءات الوقائية واليقظة الصحيّة.
وأشارت بن عليّة إلى أنّ التقصّي الميداني أصبح يستغرق وقتا أطول بسبب ارتفاع عدد الإصابات، قائلة: نسجّل يوميا بين 300 و400 إصابة جديدة و3 أو 4 حالات وفاة يوميا، وعدد الأشخاص المقيمين بالمستشفيات حوالي 100، والمقيمين في أقسام الإنعاش حوالي 9 أشخاص حاليا.
وطالبت بن عليّة بالالتزام بالإجراءات الوقائية حتى تتواصل الحياة بشكل طبيعي، محذرة من إمكانية تعكّر الأوضاع الصحية في البلاد مع عودة انتشار الفيروس في عدة بلدان في العالم.