وأكدت مصادر مقربة من يوسف الشاهد، لـ"العربي الجديد"، أن هذا الأخير لا يزال يسعى لاستقطاب الجبهة الشعبية أو بعض مكوناتها لضمّها إلى الحكومة، وفتح قنوات حوار مع حزب "الوطنيين الديمقراطيين" الموحد؛ إذ التقى القيادي بالجبهة الشعبية المنجي الرحوي، للاستماع إلى رؤيته للإجراءات التي يجب اتخاذها لإدارة المرحلة المقبلة، والتي اتفق الجميع حكماً ومعارضة على أنها ستكون مرحلة صعبة.
وأشارت هذه المصادر إلى أنه من المتوقع أن يكون الشاهد قد عرض على الرحوي خلال اللقاء تولي حقائب وزارية على غرار النقل أو كتابة الدولة للمالية أو التنمية المحلية، ولم يقدم القيادي في الجبهة رداً على هذا العرض.
يشار إلى أن الرحوي هو قيادي بارز في حزب "الوطنيين الديمقراطيين" الذي يمثل مكوناً أساسياً في الجبهة الشعبية التي رفضت المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، وامتنعت عن حضور جلسة للتشاور حول تركيبتها بدعوة من رئيس الحكومة المكلّف. وإذا ما قبل الرحوي الحقيبة الوزارية فإن ذلك سيخلف انقساماً حاداً في الجبهة الشعبية، ولكن يرجح أن القياديين في الجبهة سيسعون إلى إقناع الرحوي بعدم قبول المقترح.
من جهته، نفى حزب "الوطنيين الديمقراطيين"، في بلاغ صادر عنه، أمس الجمعة، علمه باللقاء المذكور وما دار فيه من تفاصيل، مشدداً على التزامه بموقف الجبهة الشعبية بمقاطعة المشاورات وعدم المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية. وهذا ما يؤكد أن اللقاء تم بالفعل، ولكنه اتخذ الطابع الشخصي وليس الحزبي.