تونس: اجتماع طارئ للنهضة لبحث التطورات الجديدة

14 يوليو 2020
انسحاب وزراء النهضة يجعلها في خانة المعارضة لأول مرة منذ الثورة (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن الوزير السابق وعضو شورى النهضة، سمير ديلو، أن حركة النهضة ستعقد اجتماعا طارئاً لمجلس شوراها مساء اليوم للتباحث عقب تصريحي رئيسي الحكومة والجمهورية أمس.
وأوضح ديلو في تصريح إذاعي لـ"جوهرة إف إم" أن النهضة ستطلب من وزرائها الانسحاب من حكومة إلياس الفخفاخ إذا رأت مصلحة في ذلك"، وأن "مسألة طلب النهضة من وزرائها الانسحاب من الحكومة طرحت في الاجتماع الماضي لكنها كانت مجرد فكرة عابرة لم يتم التوقف عندها كثيراً".
ويأتي تصريح ديلو عقب إعلان رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، توجهه لإجراء تعديل وزاري كردة فعل على قرار شورى النهضة الأحد، تكليف زعيم الحزب ورئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي الشروع في مشاورات سياسية من أجل حلّ حول مشهد حكومي بديل.

ويرى مراقبون أن رد الفخفاخ يتضمن تهديدات مبطنة بإعفاء وزراء النهضة من حكومته، إثر تطمينات تلقاها باجتماعه أمس بالرئيس التونسي قيس سعيد وأمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي خصوصاً برد سعيد على النهضة بعدم قبوله الدخول في مشاورات بخصوص حكومة جديدة ما دامت حكومة الفخفاخ كاملة الصلاحيات.

يتوقع محللون أن تطلب حركة النهضة من وزرائها الانسحاب من الحكومة رداً على إعلان الفخفاخ

من جانبه قال وزير الدولة والأمين العام لحزب التيار الديمقراطي محمد عبو، في تصريح تلفزيوني إن "هناك سيناريو بأن تصبح النهضة في المعارضة.. ونحن ندفع في هذا الاتجاه". ويبدو أن تفاعل شورى النهضة السريع تعزّز بتصاعد وتيرة البيانات والتصريحات، وخاصة تلك التي تدفع لإقصاء وزرائها من الحكومة، والتي تهدد زعيمها بسحب الثقة منه في البرلمان.
وعلّق عضو شورى النهضة، سيد الفرجاني، على حسابه بفيسبوك قائلاً "على جمهور النهضة أن يكون جاهزاً لسيناريو الانتخابات المبكرة كأبغض الحلال السياسي".

واعتبر المحلل محمد الغواري في تصريح لـ"العربي الجديد" أن بيان الحكومة السريع بالتفاعل مع قرار الشورى وعقب لقاء سعيد والطبوبي؛ يُعدّ الأول من نوعه منذ تشكيل الحكومة، حيث صدر باسم الفخفاخ شخصياً، فمن الناحية الزمنية يكيّف كرد فعل وليس موقفاً مُتمعَّناً فيه ولكنه يكشف بين الأسطر أن لديه تطمينات.
ولفت المحلل إلى أن الفخفاخ بدأ يناور النهضة التي تناوره، ولكنه من غير الواضح إن كان يدبر بنفسه أم يناور بالوكالة لفائدة الرئيس والاتحاد.
ويرى الغواري أن الصراع احتد لدرجة أن النهضة فتحت أكثر من جبهة أمامها، وهي اليوم محاصرة بسبب مراكمتها لأخطاء خياراتها من حيث التحالفات والتعيينات وإدارة الصراعات.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وتوقّع الغواري أن تراجع النهضة في اجتماع اليوم خياراتها دون أن تفقد البوصلة وتسقط في التبعية من أجل التخفيف من حجم الهجمات، بعد أن أصبحت محاصرة سياسياً من جهة تهديد رئيسها بسحب الثقة والتهديد بإبعاد وزرائها بما يجعلها في خانة المعارضة لأول مرة منذ الثورة.
وبين المحلل أن سيناريو سحب الثقة من الغنوشي مزعج وإن كان صعب التحقيق، مشيراً إلى أن النهضة قد تضحي بالبرلمان لحماية كيانها السياسي.

وبالتوازي، قام نواب من كتلة الحزب الدستوري الحر بالبرلمان صباح اليوم بقطع الجلسة العامة المخصصة للتصويت على قوانين مالية مهمة، وصعد النواب إلى منصة رئيس الجلسة ومساعديه. واضطرت رئيسة الجلسة، سميرة الشواشي، إلى تعليق الجلسة بعد احتلال موقعها في الرئاسة داعية رؤساء الكتل إلى اجتماع طارئ بسبب ما اعتبرت أنه "تعطيل مرفق عمومي وعمل مجلس النواب واستحالة السير العادي للجلسة العامة".

المساهمون