بعد إرسال إنذار رسمي لها، أعلنت المحكمة العليا في طهران، اليوم الأربعاء، عن توقيف صحيفة "كيهان" الإيرانية مؤقتاً ولأيام معدودة بناء على شكوى تقدم بها مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى ضد الصحيفة، بسبب استخدامها عناوين صحافية "تهدد الأمن القومي الإيراني والأمن الإقليمي"، حسب وصف المعنيين فيه.
وبعد نشر الخبر الذي يؤكد أنه تم إيقاف إصدار الصحيفة ليومي السبت والأحد القادمين على موقع وزارة الثقافة والإرشاد في إيران والمسؤولة عن عمل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، حذف منه في وقت لاحق، من دون إبداء أي توضيحات، بحسب ما كتبت وكالة "أنباء فارس" المحسوبة على الخط المحافظ.
وكانت "كيهان" المحسوبة على الخط المحافظ المتشدد، وهي إحدى أشهر الصحف الورقية في إيران، وأشدها انتقاداً للحكومة المعتدلة، قد تلقت تنبيهاً رسمياً قبل يومين من قبل لجنة الرقابة على الصحف، بسبب عنوان نشرته على غلافها في عددها الصادر يوم الاثنين، وذكرت فيه أن "صواريخ "أنصار الله" التي وصلت إلى الرياض، ستضع دبي في مرماها لتكون هدفها التالي"، وجاء في نص الإنذار أن هذه العبارات المستخدمة تخالف المصالح والأمن القومي الإيراني.
وبعد تلقي الإنذار، عادت "كيهان" ووضعت على صفحتها الأولى أمس الثلاثاء عنواناً مفاده أن "مصالح الأمن في إيران تقتضي دعم مظلومي اليمن لا القلق على أبراج دبي"، لتعود وتنشر في العدد الصادر اليوم الأربعاء وعلى صفحتها الأولى أيضاً تصريحات نقلتها عن "الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية" شرف لقمان جاء فيها أنه "بحال استمر القصف على مدنيي اليمن فإن باستطاعة الصواريخ اليمنية أن يصل مداها لعواصم كل الدول المؤيدة للسعودية".
وعلق رئيس تحرير الصحيفة، حسين شريعتمداري، على قرار التوقيف قائلا إنه "من المستبعد أن يتم توقيف كيهان بسبب الدفاع عن اليمن"، مؤكدًا أنه لم يتسلم أي بلاغ رسمي بالقرار حتى اللحظة.
واستبعد كذلك أن يرجح مجلس الأمن القومي الإيراني التغطية على جرائم الإمارات والسعودية على دعم اليمنيين، موضحاً إنه من غير المتوقع أن تتخذ المحكمة قرارًا بحق كيهان لأجل دفاعها عن حقوق المسلمين المظلومين على حد تعبيره.
وأضاف شريعتمداري أنه "على المستثمرين في الأبراج الإماراتية القلق من عناوين كيهان لا المسؤولين في الداخل الإيراني".
جاء ذلك بعد وصول صاروخ باليستي أطلقته جماعة أنصار الله نحو مطار الملك خالد في الرياض، وهو ما أشعل فتيل التوتر الإيراني - السعودي مجدداً، فاتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إيران بشن عدوان مباشر ضد المملكة، وهو ما رفضه المسؤولون الإيرانيون، نافين تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية إيرانية.