بيّن تقرير عن أسواق النفط صدر اليوم السبت أن فائض الإمداد المعتدل قد يدفع الأسعار إلى الانخفاض نحو متوسط توقعات يبلغ 69 دولارا للبرميل في 2019.
وأوضح البنك، في تقريره وفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أنه في الوقت الذي تصل فيه أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ أربع سنوات، فإن استمرار نمو الإنتاج الأميركي والاتفاق النفطي الروسي - السعودي الجديد، يطرحان تساؤلا عما إذا كان السوق يدخل حقبة جديدة، لاسيما أنه من المرجح أن تستمر الزيادة الطفيفة في الطلب على مدى الأشهر المقبلة قبل أن يتحقق ارتفاع في العرض، ومن المتوقع أن يصل السوق إلى توازن فضفاض بنهاية العام الجاري.
وأشار التقرير إلى أن متوسط أسعار مزيج برنت بلغ 73 دولارا أميركيا للبرميل منذ بداية العام الجاري حتى وقت صدور التقرير، مرتفعا عن 55 دولارا أميركيا في عام 2017 و44 دولارا أميركيا في عام 2016، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 27% منذ بداية العام وحتى الآن، وتراوحت حول مستوى 85 دولارا أميركيا في بداية أكتوبر/تشرين الأول.
ونقل التقرير عن وزارة الطاقة الأميركية، توقعها أن يصل متوسط الطلب العالمي على النفط الخام إلى 100 مليون برميل في اليوم قبل نهاية عام 2018، وأن يرتفع متوسط الطلب إلى 102 مليون برميل يوميا في 2019.
ومن جهة الإمداد، أشار "QNB" في تحليله إلى أن هناك عاملين رئيسيين مختلفين في 2018، أولهما أن إنتاج النفط الصخري الأميركي، سيتباطأ بشكل مؤقت في الأشهر المقبلة لاختناقات في البنية التحتية، على أن يعاود الارتفاع بداية من منتصف العام المقبل، حيث ستبلغ صادرات النفط الخام الأميركي، 3 ملايين برميل في اليوم بنهاية 2019 من 2 مليون برميل حاليا.
واتفقت روسيا والسعودية على زيادة الإنتاج قبيل الاجتماع الأخير لأوبك الذي عقد في الجزائر العاصمة، مع توقعات بأن يصل الإنتاج السعودي إلى مستوى قياسي يبلغ 11 مليون برميل في اليوم بنهاية عام 2018.
ويتوقع التقرير أن يرتفع المعروض النفطي من متوسط 100 مليون برميل في اليوم في عام 2018 إلى 102 مليون برميل في اليوم، حيث من المقرر أن تنتهي اتفاقية أوبك والمنتجين المستقلين في نهاية 2018، مع ما سينجم عن ذلك من إطلاق لكميات إضافية من المعروض.
كان الأمين العام لـ"أوبك" محمد باركيندو، قد أكد الخميس الماضي، أن المنظمة ترى أن سوق النفط تتلقى إمدادات كافية، لكنه حذر من أنها قلقة بشأن حدوث تخمة معروض العام المقبل، ما يشير إلى أن المنتجين ليسوا متعجلين لتمديد اتفاق يونيو/حزيران بشأن زيادة الإنتاج.
وقال باركيندو إن منتجي النفط يشعرون بالقلق بشأن مستويات الطاقة الإنتاجية الفائضة، الضرورية لتعويض أي نقص مفاجئ في الإمدادات، مع استمرار انخفاض الاستثمار بقطاع النفط.
وبالنسبة لتوازن العرض والطلب في العام المقبل، قال باركيندو "التوقعات للعام 2019 تظهر بوضوح احتمال حدوث إعادة بناء للمخزونات".
وتعقد أوبك اجتماعها المقبل في ديسمبر/كانون الأول لاتخاذ قرار بشأن سياستها للعام القادم. وفي التقرير الصادر اليوم، خفضت أوبك تقديرها للطلب في 2019 على نفطها إلى 31.8 مليون برميل يومياً بسبب ضعف الطلب وزيادة الإنتاج من خارج المنظمة.