توصيات بتحرير مواقف مصر في ليبيا من الهيمنة الإماراتية

07 سبتمبر 2020
أوصى التقرير السيسي ببناء موقف مصري مستقل (تولغا أكمين/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر دبلوماسية مصرية مقربة من اللجنة المعنية بمتابعة الملف الليبي تفاصيل تقرير سيادي وُضع على مكتب رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بشأن الأزمة في ليبيا، وسبل التعامل معها. ويتضمن التقرير تحذيرات بشأن تنفيذ عمليات عسكرية محدودة في ليبيا تشارك فيها قوات مصرية بشكل مباشر، خشية تعرضها لتهديدات من جانب مجموعات مسلحة قبلية في مناطق الشرق الليبي رافضة للتحركات المصرية، بعد ظهور ذلك خلال جلسات للتنسيق مع قادة وزعماء قبائل ليبيين، أبدى بعضهم تحفظاً واضحاً على بعض الخطوات المصرية، والتي كان من بينها الإعلان عن تشكيل قوة عسكرية من أبناء القبائل وتسليحهم، بدعوى أن ذلك سيتسبب في مزيد من الانقسام داخل معسكر شرق ليبيا، إضافة لكونه قد يمثل عقبة كبيرة مستقبلاً بشأن استقرار ليبيا على المدى الأبعد.

خطوة تغيير القاهرة دفة دعمها لحفتر كانت بتوصية من جهاز المخابرات العامة

وبحسب التقرير فإن خطوة تغيير القاهرة دفة دعمها إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وإعادة الاعتماد بشكل كامل على رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح، كانت بتوصية من جهاز المخابرات العامة، الذي أكد خلال التقرير أن حفتر لم يعد محل ثقة، في ظل اعتماده بشكل كامل على حكام الإمارات، واعتبارهم مرجعه الأساسي، من خلال مجموعة من الخطوات التي أقدم عليها دون الرجوع إلى مصر، على اعتبار أن القاهرة لا يمكنها معارضة أي قرار منحته أبوظبي الضوء الأخضر.

وأوضح التقرير أن خطوة إعلان حفتر إسقاط الاتفاق السياسي الموقّع في مدينة الصخيرات، جاءت دون إبلاغ القاهرة أو التشاور معها قبل الإقدام عليها. كما كشف التقرير "الرسمي"، الذي تحصلت الـ"العربي الجديد" على تفاصيله، التنسيق بين القاهرة وأبوظبي في الضربة الجوية التي تعرضت لها قاعدة الوطية الجوية في وقت سابق، واستهدفت منصات دفاع جوي تركية في القاعدة، بعد ترتيبات مع الجانب الفرنسي، حيث أسهمت مصر بقواعد انطلاق طائرات "رافال" الإماراتية، بتنسيق فرنسي، حيث كان متفقاً على توجيه ضربات تالية، إلا أن خلافات مصرية إماراتية أسهمت في وقف التنسيق، وأوقفت 3 ضربات أخرى كان متفقاً عليها، بحسب التقرير.

كشف التقرير عن التنسيق بين القاهرة وأبوظبي في الضربة الجوية لقاعدة الوطية
 

وأوضح التقرير، بحسب المصادر، أن قبول مصر وساطة روسية مع تركيا، كان مقابله تجاوُب موسكو مع مطالب مصرية بتخفيف وتيرة تحركاتها في ليبيا، لعدم استفزاز الغرب وأميركا، ودفعهم لمنح أنقرة قوة دفع وغطاء لممارساتها في ليبيا. كما كشف التقرير، بحسب المصادر، عن توصية لرئيس الدولة بضرورة العمل وفق خطوات جادة ومتسارعة على تحرير الموقف المصري في الأزمة الليبية تدريجياً من الهيمنة الإماراتية، وضرورة بناء موقف مصري مستقل وخالص، يُعلي مصلحة القاهرة بكامل تقاطعاتها.