يواجه النازحون والأهالي في المناطق المحررة من محافظة إدلب، شمال غرب سورية، الكثير من المشاكل في فصل الصيف وفي مقدمتها انتشار العقارب والأفاعي، حيث يطالبون بشكل دائم المنظمات الإنسانية والجهات المختصة، كالمجالس المحلية، بإيجاد حل للتصدي لهذه المشاكل.
وبهذا الخصوص، عملت مديرية صحة إدلب بالتعاون مع منظمة "سيريا ريليف"، على توزيع كمية من الأمصال المضادة للدغات الأفاعي والعقارب واللقاحات ضد داء الكلب والكزاز، وسلمت هذه اللقاحات، كما أعلنت المديرية في بيان لها أمس الجمعة، للمشافي التالية: معرة مصرين والهداية، بلدة قاح، الرحمة، بلدة دركوش، مشفى عدي، مدينة حارم، إضافة لمشفى الساحل، حيث يمكن للمصابين بلدغات مراجعة قسم الإسعاف في المشافي المذكورة للحصول على اللقاحات والأمصال المطلوبة.
وأكدت المديرية أن توزيع الأمصال واللقاحات جاء نتيجة تزايد عدد حالات التعرض للدغات الأفاعي والعقارب وعضات الكلاب، في ظل ارتفاع كبير بدرجات الحرارة، وانتشار للكلاب الشاردة في منطقة تضم عدداً كبيراً من المخيمات.
محمود أحمد، نازح من مدينة معرة النعمان، يقيم مع عائلته بمنزل في بستان يبعد 5 كيلومترات عن مدينة كفرتخاريم، شمال غرب إدلب، وتعرض قبل أيام للدغة عقرب، تحدث لـ"العربي الجديد" عن الحادثة "تنتشر العقارب والأفاعي في المنطقة التي أقيم فيها بكثرة، ولدي احتياط ذهني مسبق لهذا الأمر لكثرة ما رأيت من الأفاعي والعقارب بالقرب من المنزل، كنت قد نزلت قبو المنزل لجلب بعض الحاجيات، ولكن لم أكن حذراً كفاية، حيث تعرضت للدغة عقرب في إصبع يدي، وكونه لدي استعداد مسبق للأمر، أمسكت إصبعي بيدي الثانية فوراً بشدة لمنع سريان السم، واتجهت لمشفى مدينة كفرتخاريم، حيث أعطوني حقنتين".
ويضيف أحمد "مع ارتفاع درجات الحرارة تنشط الأفاعي والعقارب في المنطقة إضافة للعديد من الزواحف والحشرات، الأمر الذي يسبب مخاوف للنازحين المقيمين فيها، خاصة بالنسبة للأطفال الذين لا يدركون الخطر، وبالنسبة لي كان الضرر قليلاً نسبياً نظراً لسرعة تفاعلي مع الأمر، نرجو أن تكون هناك جهة تعمل على مواجهة هذه الآفات في المنطقة، والحد من انتشارها لما تسببه من مشاكل".
ومن المشاكل التي يواجهها النازحون في المخيمات بحال تعرضهم للدغات العقارب أو الأفاعي، البعد عن المراكز الصحية والنقاط الطبية، الأمر الذي يتسبب بتفاقم الحالة، حيث توفيت طفلة مع بداية شهر يوليو/ تموز الجاري، نتيجة التعرض للدغة أفعى في مخيم للنازحين بالقرب من بلدة كفركرمين بريف حلب الغربي.
ويوضح محمد أبو سليمان، المهجر من ريف حمص الشمالي، المقيم في مخيم قرب بلدة الدانا، شمالي إدلب، لـ"العربي الجديد" أن الاحتياط والحذر هما السبيل الأمثل للوقاية من العقارب والأفاعي في المنطقة، ووجود أمصال يخفف من مخاوف الناس في المخيمات ويشعرهم بنوع من الأمان، كونهم يعيشون في قلق دائم على أطفالهم بالدرجة الأولى.
وفي آخر إحصائية له، صدرت في 14 يوليو/ تموز، أشار فريق "منسقو استجابة سورية" أن عدد النازحين في المخيمات بشمال غرب سورية وصل لنحو مليون شخص، يتوزعون على نحو 1277 مخيماً منها 366 مخيماً عشوائياً، وتصل نسبة العجز في الاستجابة ضمن قطاعات الصحة والتغذية في هذه المخيمات لنحو 79%، وتشير إحصائيات محلية أن عدد النازحين والمهجرين في المنطقة يقارب من مليون و800 ألف شخص، يتوزعون بين المخيمات والمدن.