توحيدة بن الشيخ...أول طبيبة تُطبع صورتها على العملة التونسية

09 ابريل 2020
صورة توحيدة بن الشيخ على العشرة دنانير (العربي الجديد)
+ الخط -
تصدّرت صورة الطبيبة التونسية توحيدة بن الشيخ، الورقة النقدية الجديدة من فئة 10 دنانير التي منحها البنك المركزي الرواج القانوني، في 27 مارس/آذار الماضي.

توحيدة بن الشيخ التي وشّحت صورتها الورقة النقدية الأكثر تداولا في تونس، هي أول طبيبة في البلاد يتم تكريمها بهذه الصورة، وتزامن ذلك مع حرب يقودها الأطباء ضد فيروس كورونا.

واختيرت الطبيبة كشخصية رئيسية لهذه الورقة، اعترافا بجميل المرأة على الطب التونسي، ودورها الكبير في نشر الرعاية الصحية في البلاد وتكوين أجيال من الأطباء والممرضين في فترة الاستعمار وغداة استقلال تونس، في وقت كانت تواجه فيه البلاد الفقر وانتشار الأوبئة والأمراض القاتلة.

وُلدت أول طبيبة في تونس والمغرب العربي في يناير/كانون الثاني 1909 وتوفيت في تونس العاصمة يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 2010، وهي من أسرة متوسطة آمنت بالعلم، فكانت بن الشيخ في الصفوف الأولى للنساء المتعلمات في البلاد إلى حدود المرحلة الثانوية، قبل أن تلتحق بكلية الطب في فرنسا لمواصلة دراستها ونيل الاختصاص في طب الأطفال.

تولّت الطبيبة التونسية بعد الاستقلال عديد المناصب، منها إدارة قسم التوليد وطب الرضيع في مستشفى شارل نيكول في العاصمة من سنة 1955 إلى سنة 1964، كما أنشأت في المستشفى ذاته قسما خاصا بالتنظيم العائلي سنة 1963.
محافظ البنك المركزي مروان العباّسي، الذي أعلن عن طرح الورقة النقدية الجديدة، قال إن الورقة صممت قبل سنة، ليتزامن طرحها مع أكبر أزمة صحية تمر بها البلاد وسائر بلدان العالم، مؤكدا أن صورة بن الشيخ على الورقة من فئة الـ10 دنانير اعتراف من كل التونسيين بمجهود الأطباء على مر الأجيال.

وأضاف أن هذا التكريم تحفيز للجيش الأبيض في الدفاع عن حياة الناس وإنقاذهم من وباء كورونا.

وبالإضافة إلى شغفها بمهنة الطب وتوليها منصب رئيسة قسم التوليد وطب الرضيع في مستشفى عزيزة عثمانة بتونس، تم تعيينها في منصب مديرة الديوان الوطني للتنظيم العائلي عام 1970، كما ساهمت في الحياة الفكرية من خلال كتاباتها، وأشرفت على أول مجلة تونسية نسائية ناطقة بالفرنسية صدرت من 1936 إلى 1941 تحت عنوان "ليلى".

في 1950 أسست الطبيبة التونسية جمعية القماطة للعناية بالرضع من أبناء العائلات المعوزة. كما ساهمت في تأسيس لجنة الإسعاف الوطني. وفي سنة 1958، أصبحت عضوا في عمادة الأطباء التونسيين.

ولا يعد تكريم توحيدة بن الشيخ عبر طباعة صورتها على الورقة النقدية الوحيد من نوعه، إذ سبق للبريد التونسي أن أصدر طوابع بريدية تحمل اسمها وصورتها، وأسس عدد من الأطباء جمعية طبية تحمل اسمها "جمعية توحيدة بن الشيخ للسند الطبي"، اعترافا بمكانتها وإسهاماتها التي تواصلت إلى تاريخ وفاتها سنة 2010.
وبطرح البنك المركزي للورقة النقدية الجديدة تدخل الطبيبة التونسية متحف العملة التونسية الذي تأسس في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، ليخلّد ذكراها مع من سبقوها من شخصيات تونسية طبعت على النقود لمساهماتهم في ميادين عديدة خلال الفترات التاريخية التي مرت بها النقود التونسية تمتد إلى قرابة 2500 سنة من تاريخ العملة المتداولة.

وإن كانت توحيدة بن الشيخ أول طبيبة تظهر صورتها على العملة التونسية، إلا أنها ليست أول امرأة تحظى بهذا النوع من التكريم، إذ سبقتها في ذلك الفنانة أنيسة لطفي، أول امرأة توضع صورتها على النقود، بعد أن رشحها الرئيس السابق، الحبيب بورقيبة، لهذا الشرف لتكون صورتها مطبوعة على الورقة المالية "الدينار" التي توقف التعامل بها، وكذلك القطعة الحديدية من قيمة الدينار والتي لا يزال التعامل بها متواصلا إلى حد اليوم.

وفي تاريخ العملة التونسية الحديثة (ما بعد الاستقلال) لم تغب المرأة العاملة في شتى الميادين عن صور الأوراق النقدية التي كان للفنان التشكيلي حاتم المكّي الذي ينتمي لمدرسة تونس للفنون الجميلة أثر كبير في تصميم هذه الصور المستوحاة من الواقع المعيشي التونسي وشخصيات تركت بصماتها في حياة عموم الناس.
دلالات
المساهمون