وأبرقت وزارة الشؤون الدينية بتعليمة (إخطار) إلى الأئمة، تشدّد فيها على تخصيص جزء من خطبة الجمعة، لتقديم التعازي إلى الرئيس بوتفليقة في ضحايا الطائرة التي تحطمت، وكذا قيادة الجيش، أكثر مما حرصت على تقديم التعازي إلى أهالي الضحايا.
وحرصت التوجيهات على تذكير الأئمة ببطولة قائد الطائرة، لحنكته في إسقاطها بعيداً عن التجمعات السكنية، وهو ما ساهم في تقليل عدد الضحايا، وغاب عن التعليمة ضرورة الحث على التضامن والتكافل وإسناد عائلات الضحايا ومساعدتهم على تجاوز المحنة.
وتزامنت هذه التعليمة مع قرار الرئيس بوتفليقة، إقامة صلاة الغائب على الضحايا عقب صلاة الجمعة اليوم.
وفي الفترة الأخيرة عادت الحكومة إلى بسط توجيهات وإرسال تعليمات وخطب الجمعة إلى الأئمة، بنفس الطريقة التي كانت عليها في السبعينيات والثمانينيات، وهو ما أثار استياءً كبيراً لدى النخب الجزائرية التي تعتقد أن الحكومة عادت إلى استغلال المساجد خدمة لتوجهاتها السياسية.
وكانت طائرة عسكرية قد تحطمت بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار بوفاريك العسكري، إذ فقد قائدها السيطرة عليها بسبب عطب فني، وحاول العودة بها إلى المطار، لكنه أخفق في ذلك، ما أدى إلى سقوطها في حقل زراعي قرب المطار، ومقتل 257 راكباً من بينهم 10 من طاقم الطائرة، و30 من الصحراويين، حسب حصيلة أعلنتها وزارة الدفاع الجزائرية، أغلبهم ضحايا من العسكريين وأفراد عائلاتهم.
وأكد قائد أركان الجيش الفريق أحمد فايد صالح، في وقت سابق أنه تمّ تحديد هويات المجموعة الأولى من ضحايا الحادث الأليم، وأعطى التعليمات بضرورة التكفل بتوجيه الجثامين إلى ولاياتهم الأصلية، كما أمر الفرق المختصة في المستشفى العسكري بالإسراع في استكمال عملية التحديد العلمي لهويات باقي الضحايا.